◄ باب خلفي للأعمال المنافية للآداب
◄ أسامة يوسف: معظمها بدون ترخيص .. والعاملون بها غير مؤهلين
تعددت الأساليب والدعارة واحدة، فأخذت بعض النوادي الصحية عملها باجراء المساج ستاراً لممارسة الأعمال المنافية للآداب، فانتشرت مؤخراً أخبار كثيرة حول قبض الأجهزة الأمنية على شبكة - دعارة- تحت ستار هذا المسمى «المساج» عن طريق تقديم عروض للراغبين في متعة الاسترخاء، منوهين إلى وجود مدربات مصريات وأجانب لعمل تلك الجلسات، وشهد اليومان الماضيان تمكن إدارة حماية الآداب من القبض ومداهمة نادى صحى للمساج بمدينة نصر، وآخر في الغردقة وسقوط عدد كبير من شبكات الدعارة. «الأخبار المسائي» ترصد صفحات السوشيال ميديا المروجة للدعارة خلف هذا الستار.
البداية كانت من خلال إعلان ممول على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك لأكثر من صفحة لمراكز المساج بأسماء استعارية مختلفة، تعلن عن توفير المتعة بكامل الخصوصية والاسترخاء على يد مدربات محترفات من النساء مصريات وأجانب للتخلص من التعب والإرهاق. بعد مراسلة تلك الصفحات والسؤال عن فروع المركز وإمكانية الحجز، جاء الرد بترك رقم التليفون للتواصل ومعرفة جميع التفاصيل. ليأتي الاتصال من إحدى السيدات العاملات بالمركز لتأكيد الحجز جلسة المساج وتحديد موعد لتوفير مدربة سواء مصرية أو لبنانية أو مغربية أو سورية، وبسؤاله عن إمكانية حجز جلسة مساج للذكور والإناث في نفس التوقيت أردفت قائلة «تمام، بس كل واحد في غرفة منفصلة، وممكن نخلي مدربة مفاجئة للرجل عشان ينبسط»، وبالاستفسار عن عنوان المركز رفضت إعطاءنا العنوان تفصيلاً مكتفية فقط بوجود فروع في المهندسين ومدينة نصر. وتتراوح أسعار جلسة المساج مابين 100 لـ 400 جنيه لعرض (الباكدج) وفي حالة اختيار مدربة غير مصرية تتم إضافة 100 جنيه. عاودنا الاتصال في وقت لاحق لتأكيد الحجز وأخذ العنوان، لتراسلنا صفحة المركز بعنوان عام بمنطقة مدينة نصر تحديداً عباس العقاد، منوهين إلى إرسال رقم العمارة والشقة بالدور قبل الميعاد المحدد بساعة واحدة فقط.
بينما على إحدى مجموعات الفيسبوك الخاصة بالعناية بالجسم ومراكز التجميل، يتم الترويج إلى جلسات مساج منزلي (ديلفري)، تحت إشراف مدربين محترفين تحت عنوان «للسيدات فقط وبسرية تامة للعملاء»، أو عناوين أخرى مثل «مدربات أجانب لجلسات الاسترخاء بالمنزل، اتصل الآن لمعرفة التفاصيل». وبسؤال أحدهم عن نوعية المساج المتوفر بدأ بتعدد أنواع المساج وطرقه بأفضل الزيوت الطبيعية بجانب إتاحة تكبير الصدر والأرداف وتفتيح المناطق السمراء في إشارة إلى أعمال منافية للآداب مندسة من خلال كلمات، موضحاً أن الجلسة تكون في أمان تام وبشقة العميل، حيث تبدأ الأسعار من 150 جنيهاً إلى 350 جنيهاً في الساعة الواحدة. وتختلف أسعار جلسات المساج من مكان لآخر باختلاف المكان وجودة الخامات والزيوت ونوعية العمالة المدربة، حيث تبدأ أسعار الجلسة في منطقة الدقي 350 جنيهاً للساعة الواحدة، بينما بمنطقة المهندسين في 400 جنيه لـ 50 دقيقة، وسعر الجلسة في مدينة نصر 200 جنيه. وتشمل المساج لاسترخاء العضلات، والأكتاف، وحمام البخار لتقشير وترطيب البشرة، مع الزيوت العطرية.
وطبقا لقرار وزير السياحة رقم 478 لسنة 2008 تعد الأندية الصحية (مراكز المساچ) وصالات الألعاب البدنية والرياضية (الجيم) بوصفها من المنشآت التي تمارس مهنة مرتبطة بمهنة الطب التى ينظمها القانون رقم 415 لسنة 1954 وتمارس أنشطة رياضية وبدنية تخضع لأحكام القانون رقم 77 لسنة 1975 المشار إليه. وطبقا للقرار يجب على الأندية الصحية وصالات الألعاب البدنية والرياضية (الجيم) التعاقد مع طبيب بشرى للعمل كمسؤول طبى بها، كما يجب عليها التعاقد مع مدرب حاصل على بكالوريوس تربية رياضية كحد أدنى مع وجود شهادات تدريبية ورسمية معتمدة من جهات متخصصة وأن يكون مقيدًا بنقابة المهن الرياضية. كما يجب على الإدارة المذكورة تحديد مواعيد خاصة للسيدات وأخرى للرجال وأن يكون مقدم الخدمة من نفس جنس متلقى الخدمة بالنسبة للأندية الصحية. ويشترط للعمل بالأندية الصحية أن يكون العامل مصرى الجنسية ويسمح بتشغيل الأجانب بالنسب المحددة في قانون العمل بشرط اعتماد مؤهلاتهم الطبية بواسطة لجنة متخصصة فى إحدى مجالات المهن الطبية أو المساعدة لها بوزارة الصحة والسكان.
ويوضح كابتن أسامة يوسف نقيب المهن الرياضية بمحافظة الجيزة، أن أغلب النوادي الصحية (المساچ) تدار بدون ترخيص ولا يعمل بها متخصصون في مجال التدليك، أو خريجو كلية تربية رياضية.
مضيفاً، أن الأندية الصحية (مراكز المساچ) لها قوانين وشروط وضوابط ليتم افتتاحها، وان يكون العاملون بها مؤهلين وأعضاء نقابة مهن رياضية وأماكن مراكز المساچ صحية ذات تهوية جيدة، لضمان تقديم خدمة متميزة، مؤكداً أن التراخيص تجدد سنوياً لمتابعة إذا كان المركز ملتزمًا بالإجراءات أم لا.
ويوضح أسامة، أن بعضها يعمل في مجال المساچ والتدليك تحت شعارات الحمام المغربي ومراكز التجميل والعناية بالجسم والبشرة وهذه جريمة يعاقب عليها القانون وإذا ثبت ذلك يتم غلقها فوراً.
بينما يرى كابتن صفوت صدقي إخصائي المساچ العلاجي و بطل مصارعة رومانى سابقا، وعمل فى العديد من الأندية، أن مهنة التدليك أصبحت مهنة سيئة السمعة بسبب امتهان العديد لها دون تخصص أو دراسة بالأخص بعد افتتاح الكثير من مراكز المساچ والتي في الغالب تكون أوكار دعارة بشكل مختلف، مشيراً إلى بعض الدول الأوروبية التي تأخذ من التدليك العلاجي استثمارًا لها، مثل ماليزيا وتايلاند.
ويوضح صفوت أن عدم وجود رقابة بشكل مستمر على الأندية الصحية يجعلها تمارس الأعمال المنافية للآداب، بجانب عمل أي شخص في مجال المساچ والتدليك دون معرفة فنون ممارسته. وتابع أن التدليك مادة علمية تدرس في كليات التربية الرياضية لما لها دور كبير ومهم في علاج المواطنين من خلال اللعب على عضلات الجسم أثناء جلسة، بجانب أنها مهنة لإزالة التوتر والتعب النفسي وتسبب الاسترخاء، منوهاً أنه بسبب ما يقدم في المسلسلات والأفلام أصبحت مهنة سيئة السمعة، يخاف العديد من ممارستها أو العمل به.
