نجاح مشروع زيادة خصوبة أراضي الدلتا الجديدة..

الزراعة: حقن التربة الرملية بالطين تحدٍ جديد لاستصلاح الأراضي الصحراوية 

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 محرم الجهينى

نجح مركز بحوث الصحراء في تنفيذ مشروع حقن التربة الرملية بالطين، الأمر الذى يعد إنجازاً كبيراً وجديدًا فى مجال استصلاح الأراضى الصحراوية والأراضى المتدهورة بالملوحة والقلوية، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي بتدشين مشروع الدلتا الجديدة على مساحة أكثر من مليون ومائة ألف فدان بمركز الضبعة بمحافظة مطروح.


وحول أهمية هذا المشروع الحيوى والمؤثر فى إنتاجية الأرض الزراعية فى الدلتا الجديدة ومشروعات المليون ونصف فدان، وكذلك الأراضى التى أصابتها الملوحة، الأمر الذى يحقق إنتاجية مرتفعة للفدان، الأخبار المسائى استطلعت آراء الخبراء والمزارعين حول أهمية هذا المشروع. 


ويؤكد الدكتور عبدالله زغلول، رئيس مركز بحوث الصحراء، أن مشروع الدلتا الجديدة يعد من أحد أهم المشروعات التنموية الزراعية التي تهدف إلي سد العجز في الفجوة الغذائية، مقابل الزيادة السكانية المضطردة في ظل محدودية الموارد المائية في مصر، ولكن مشروع الدلتا الجديدة العملاق يواجه تحديات كبيرة، أولها أن طبيعة الأرض في منطقة الضبعة ذات قوام رملى ضعيف البناء، وتربة تعتمد بشكل أساسي فى الرى علي المياه الجوفية، بجانب أنه من المستهدف إنشاء محطة معالجة مياه ثلاثية، وكلاهما موارد محدودة يجب الحفاظ عليهما لضمان استدامة المشروع ونجاحه، مشيراً إلى أن مشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين، يعد تحديًا جديدًا في مجال استصلاح الأراضي الصحراوية؛ لما يقوم به من دور فعال فى تحويل الأراضى الرملية ضعيفة القوام التى تهدر كميات كبيرة من مياه الرى والأسمدة الكيماوية المضافة إلى أراضى منتجة مع توفير كميات كبيرة من مياه الرى والأسمدة تشبه إلى حد كيير أراضى الوادى والدلتا.


وقال الدكتور علي عبدالعزيز رئيس مشروع حقن التربة الرملية بالطين، إنه مما لاشك فيه أن كميات كبيرة من مياه الري والأسمدة الكيميائية المضافة تفقد بالتسريب العميق بعيدا عن منطقة انتشار الجذور وبالتالي لا يتثني للنبات الاستفادة منها؛ وذلك لضعف قوام الأراضي الرملية، وبالتالي تقل إنتاجيتها في ضوء محدودية الموارد المائية وارتفاع أسعار الأسمدة الكيميائية، لذا أصبح أمراً حتميا التدخل لتحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية لهذه الأراضي لزيادة قدراتها علي الاحتفاظ بمياه الري والأسمدة المضافة.


وأضاف عبدالعزيز أنه من هنا يأتي دور مشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين الذي بدأ في عام 2018 بعد دراسات مستفيضة منذ عام 2013 ويهدف هذا المشروع لتحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للتربة الرملية مما يوفر من 50- 60% من كميات مياه الري المضاف وحوالي 30- 40% من الأسمدة الكيميائية المضافة وحوالي 70% من الأسمدة العضوية المضافة وزيادة إنتاجية الفدان في المحاصيل الحقلية والخضر من 15-30% حيث يتم حقن خامات السلت والطين بعد فصلها من خامات طبيعية من خلال خط الأنتاج قادر 1 الموجود بمركز البحوث التطبيقية بمركز تنمية موارد مطروح حيث نقوم بحقن السلت والطين لعمق منطقة انتشار الجذور سواء في المحاصيل الحقلية والخضر وعمق حقن آخر لمنطقة انتشار الجذور في حالة الأشجار والنخيل وتم استصلاح العديد من الأفدنة في عدة مناطق بأستخدام هذه التقنية مثل مناطق (غرب المنيا – والصالحية الجديدة – محطة بحوث بالوظة بشمال سيناء) وجميعها أعطت نتائج جيدة قابلة للتطبيق.


وأشار رئيس الفريق البحثي إلي أنه بعد نجاح التقنية فى تحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للتربة الرملية خاض الفريق البحثي للمشروع تجربة فريدة في مطروح باستخدام تقنية الحقن بالطين المعالج في الأراضي المتدهورة بالملوحة والقلوية والتي تبلغ فيها نسبة كربونات الكالسيوم لأكثر من 75% بجانب خواصها الرملية الضعيفة، كما تم استصلاح العديد من الأفدنة في هذه المنطقة ذات التربة المتدهورة بالملوحة والقلوية، باستخدام هذه التقنية وحقنها وإعادة زراعتها بمحاصيل الخضر الحساسة للملوحة والقلوية وكذلك المحاصيل الحقلية والأشجار وأعادتها للخدمة مرة أخري واستصلاحها ونحن بصدد الإعداد حاليا لعدة سيناريوهات خاصة بدراسات الجدوى الاقتصادية لمشروع خط إنتاج السلت والطين (قادر1) تشمل الدراسة جوانب عدة منها تكاليف التشغيل والنقل للمزارعين والمستثمرين ومحاولة التقليل بشكل كبير من هذه التكاليف للتخفيف عن عاتق المزارع والمستثمر لتكون التقنية في متناول الجميع.

وأوضح  المهندس محمود الأمير – رئيس مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، بأن مركز التنمية لا يدخر جهدًا في دعم هذا المشروع الهام للتنمية الزراعية بجميع المراكز التابعة لمحافظة مطروح، وأنه قريبا سيتم افتتاح خط إنتاج الطين (قادر 1) لخدمة جميع أهالي محافظة مطروح .

وأكد الدكتور محمد سالم رئيس مركز البحوث التطبيقية، أن خط إنتاج الطين ( قادر 1 ) سيسهم بشكل كبير في دفع قاطرة التنمية الزراعية بمحافظة مطروح ومعالجة جميع مشاكل التربة والتي تحد من إنتاجية الفدان في ظل الموارد المائية الموجودة بالمحافظة لتعظيم الاستفادة المثلي من وحدة المياه. 


جدير بالذكر أنه تم إجراء العديد من تجارب الحقن بعدة مناطق منها (الصالحية الجديدة – وغرب المنيا – بالوظة بشمال سيناء) أعطت نتائجا واعده ويتم تحميل الطين بعض المكونات الطبيعية للتغلب علي مشاكل التربة.

اقرأ أيضا| الزراعة : الدلتا الجديدة أحد المشروعات العملاقة بالمجال الزراعي

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي