المشهد

مهمة السينما في نظر «جودى فوستر»

خالد محمود
خالد محمود

بقلم/ خالد محمود

"جودى لا تتوقف أبدًا عن إعادة اكتشاف نفسها، تتساءل بنظرتها الثاقبة، وتتعلم من الآخرين"، توقفت طويلا عند تلك الكلمات التى قالها تيرى فيربمو المندوب العام لمهرجان كان السينمائى الدولى عن النجمة والمخرجة الكبيرة جودى فوستر التى يكرمها المهرجان هذا العام ويمنحها السعفة الذهبية الشرفية ليلة افتتاح دورته الـ74.

يوم 6 يوليو تقديراً لرحلة فنية رائعة وملهمة. وكونها شخصية فريدة من نوعها التزمت بتقديم أعمال قوية حول القضايا الرئيسية فى عصرنا، وفى مقدمتها الإيمان بالحرية والتمسك بقيمة العدل.

ودون شك، تجسد جودى فوستر حداثة السينما وواقعيتها بحالة ذكية لا مثيل لها على الشاشة من خلال أدوارها.

أتذكر دائما قولها ونحن فى مهرجان "كان" منذ بضعه سنوات، وبالتحديد عام 2016، "لطالما آمنت بأن الأفلام يجب أن تجعل الناس أفضل لا أسوأ، كما أن مسئولية الفنان أكثر تعقيدا مما يظن الناس" لا أنسى أبدا كيف كان الجميع وأنا منهم يستمعون إليها بشغف فهكذا ترى جودى النجمة والمخرجة والمنتجة مهمة السينما وواقع الفنان.

فور تلقيها خبر تكريمها بالمهرجان الأكبر فى العالم، قالت بكل تواضع وواقعية: "أدين بالكثير لمهرجان كان، لقد غير حياتى تمامًا، وكانت المرة الأولى التى قضيتها هنا على ممر الكروازيت الشهير ​لحظة حاسمة بالنسبة لي، لطالما كان عرض أحد أفلامى هنا حلما. فى الواقع، لقد أتيحت لى العديد من الفرص لتحقيق حلمي، أشعر بالسعادة لأن مهرجان كان، فكّر بي، ويشرفنى جداً أن أتمكن من نقل بعض كلمات الحكمة أو سرد المغامرات لجيل جديد من صانعى الأفلام".

أدت جودى فوستر عددا من الأدوار المهمة أمام الكاميرا وخلفها، فى أفلام تطرح مسائل اجتماعية أو أخلاقية؛ كانعدام المساواة بين أفراد المجتمع الواحد، منها "سائق التاكسي" أحد علامات السينما العالمية وفاز بالسعفة الذهبية عام 1977، التى مثلته وعمرها 22 عاما مع المخرج مارتن سكورسيزى وروبرت دى نيرو، و"المتهم" الذى حصدت عنه أوسكار أفضل ممثلة، و"صمت الحملان " وبه حصدت أوسكارها الثانى و"دماء الآخرين" و"وحش المال" وهو ثانى فيلم تخرجه بعد "ذا بييفر"، و"نيل"، و"كومتاكت"، و"أنا والملك"، وكانت لديها قدرة على وضع العمل وأفكاره فى إطارها المناسب لإيصال رسالته إلى الجمهور.

وعن أولوياتها كمخرجة تقول جودى فوستر: "أنظر دائما إلى الشخصية فى أى عمل باعتبارها الأولوية رقم واحد، فأهتم بمعرفة شخصيات العمل وكيف تتقاطع معا، وما هى الديناميكية الخاصة بهم، بجانب العديد من التفاصيل الأخرى".

وقالت جودى فوستر عن أفلام المرأة إن هوس المنتجين الجديد بإنتاج أفلام ذات ميزانية ضخمة يجعل صناعة السينما تتراجع فيما يتعلق بصنع أفلام للمرأة، والأعمال السينمائية التى تقدمها على أنها شخصية رومانسية وكوميدية تختفى الآن أو تنتقل إلى شاشات الدراما التليفزيونية، وفى المقابل يتم تمويل أفلام الخيال العلمى والأكشن، التى تعتمد على المؤثرات البصرية.

تركز حالياً على العمل وراء الكاميرا، وتقدم أفلاماً كثيرة كمخرجة مؤخراً، ولكن هذا لا يعنى التوقف عن التمثيل، بالعكس فهى تتخيل نفسها ممثلة نشيطة للغاية وهى فى السبعين والثمانين من عمرها، حسب ما تحكى عن نفسها.