حكايات| غرائب الثأر في قنا.. «نص جنيه وشوية ميه وهزار وطرنش»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

 خلال خمس سنوات مضت، كانت محافظة قنا في صعيد مصر حجزت لنفسها موقعا على خريطة حالات الثأر الغريبة بعضها مقيد والآخر بدون وبعضها تم حله عبر "القودة".

وفي قرية كوم هتيم، كانت واحدة من أبرز الخصومات الثأرية في قنا، والتي كانت بسبب خلاف على 50 قرشا، زيادة في قيمة كارت شحن، راح ضحيته 17 قتيلا من عائلتين بينهم 6 قتلى في يوم واحد، وانتهت بجلسة صلح تحت إشراف مشيخة الأزهر والأجهزة الأمنية والشعبية.

تاريخ أحداث الخصومة في 2004، عندما حدثت مشادات كلامية بين أفراد العائلتين بقرية كوم هتيم بسبب لهو الأطفال وخلافات مادية عبارى عن خمسون قرشًا، إضافية في كارت شحن، راح ضحيتها قتيل بعد إصابته بشوم.

تدخلت لجنة المصالحات والقيادات الشعبية، في إقناع العائلتين بالصلح، وبالفعل بعد غضون عامين، انتهت الخصومة بالصلح بعد تقديم القودة لأهل المجني عليه.

عادت القرية لطبيعتها، وتعايش أبناء العائلتين مع بعضهم البعض، لمدة قاربت الـ 6 سنوات، إلا أن خلافات على أولوية ركوب سيارة أجرة، جدد ذلك الخصومة بين العائلتين، وبدأ سلسال الدم بينهما حتى وصل 17 قتيلًا، منهم 6 في يوم واحد في 12 أغسطس 2016، وهو اليوم الذي وصفته الدوائر الأمنية والشعبية بـ "المشؤوم"، كما وصفت هذه الدوائر الوضع القائم بالقرية بـ"الكارثة".

حاول رجال لجان المصالحات والقيادات الأمنية والشعبية، التدخل لحل الأزمة، وبعد محاولات كثيرة كانت صعبة بسبب رفض العائلتين الصلح، كُللت هذه الجهود بالصلح، بين أفراد العائلتين، في صلح خيم عليه التواجد الأمني المكثف.

شوية مية 

وفي حادث الثأر بين عائلتين أخرتين بسبب " شوية ميه" خلال لهو بين الأطفال، راح ضحيته 12 قتيلا من الطرفين، وسط حالة من الرعب عاشتها فرشوط المدينة التجارية الأشهر في قنا، والتي هجرها البعض وتحولت إلى خراب.

وبعد سنوات من القتال بين العائلتين، زاد من حدته بسبب صراع على كرسي البرلمان، تمكنت قوات الأمن والجهود الشعبية، من إنهاء الخصومة بين العائلتين، وتم إجراء مراسم الصلح خارج المدينة، إذ تم اختيار استاد قنا الذي يبعد أكثر من 80 كيلو عن المدينة، لإنهاء الخصومة بين الطرفين بكلمة شرف وتعهد بأن لا يعودوا للقتال مرة أخرى.

هزار وطرنش مياه 

وفي أبوتشت سقط 9 قتلى بسبب خصومة ثارية بين أبناء عمومة في قرية الكرنك، بعدما نشبت مشادات كلامية بين عائلتين بسبب خلافات على طرنش مياه في خصومة ما زالت قائمة.

أما مجزرة أبو حزام، فراح ضحيتها 11 شخصا بينهم نساء وأطفال في إطلاق نيران على سيارة ميكروباص، بقرية أبو حزام، بدأت بخلاف بين شخصين من عائلتين.

ورغم الأسباب الغريبة التي وقعت بسببها تلك جرائم الثأر يرى مراقبون أن انتشار السلاح عقب ثورة 25 يناير 2011، زاد من الخلافات الثأرية، وتحول استخدام الطوب والعصا والشوم إلى السلاح.