بقلم مصرى

صلاح سعد يكتب: 87 عاماً

صلاح سعد
صلاح سعد

87 عاماً مضت منذ إنشاء الإذاعة المصرية.. وهى مناسبة تهفو فيها النفس لاستعادة ذكريات الإذاعة وأمجادها عندما انطلق صوت المذيع أحمد سالم معلناً "هنا القاهرة" إيذاناً ببدء الإرسال الرسمى بتلاوة قرآنية من آيات الذكر الحكيم للشيخ محمد رفعت أعقبها أغنية بصوت الآنسة أم كلثوم لتبدأ الانطلاقة القوية بإنشاء العديد من المحطات والشبكات الإذاعية "البرنامج العام− صوت العرب − الشرق الأوسط − البرنامج الثقافى − القرآن الكريم" إلى جانب الإذاعات الناطقة باللغات الأجنبية لتؤكد الإذاعة دورها فى نشر الثقافة ودعم حركات المد الثورى فى ربوع المنطقة العربية..

وأيضاً دورها التنويرى بإبداعات مذيعيها الذين كانت أصواتهم ملء السمع وتلقفتها آذان الجمهور بعشق ولا غرابة أن المستمع العربى كان يطلق أسماءهم على المحطات الإذاعية ومنها صوت العرب التى كانت تعرف باسم المذيع أحمد سعيد.. كما لا يمكن أن نغفل الرعيل الأول من المذيعين والمذيعات الذين نهضت على أكتافهم الإذاعة المصرية وهل يمكن أن تخطئ الأذن أصواتًا مثل صفية المهندس − سامية صادق − أمين بسيونى − حسن إمام عمر − آمال فهمى − عمر بطيشة − نادية صالح − إيناس جوهر − عبد الرحمن رشاد وغيرهم من الأصوات التى فاقت شهرتها نجوم الفن لدى المستمعين حتى بدون معرفة ملامحهم الشخصية لتتأكد مقولة "الأذن تعشق قبل العين" وأتذكر فى هذه المناسبة الإذاعى الكبير صبرى سلامة عندما استضافته كلية الإعلام جامعة القاهرة لإلقاء محاضرة عن فن الأداء الإذاعى فى أواخر سبعينيات القرن الماضى وبعد المحاضرة التف حوله الطلاب ليردد بصوته المميز "هنا القاهرة" أكثر من مرة بناء على طلبهم.. أن الإذاعة مازالت على العهد باقية ولها جمهورها الذى يحرص على سماعها رغم بريق الصورة والألوان.. وأعتقد أن كنوزها قادرة على أن تعيد لدينا ثقافة الاستماع للإذاعة من جديد!!