فنجان قهوة

ياصديقى لا تموت!

يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى

 كل دقيقة من العمر تمضى لا تعود، هذه الدقيقة هى قطعة الذهب التى تذوب وتتلاشى ونفقد معها جزءا أصيلا من ثروتنا، أنت لن توقف العمر، لن تقدر مهما امتلكت من قوة أن تمنع الدقائق والساعات والأيام أن تمر والسنوات أن تمضى وتمنع خسارة الزمن.. لكنك تستطيع أن تسعد بكل لحظة من الزمن بالتفكير الجيد كل من حولك وكل ماتملك . أن تفكر فى السعادة لا فى الشقاء، فى الحب وليس الكراهية، فى الأمل وليس اليأس، فيما معك وليس فيما يملكه غيرك !
لا تفقد عُمرك فى الغضب وأنت تستطيع أن تجمع حبات الرمل المتناثرة لتبنى ناطحة سحاب، لا تضع عمرك فى مهب رياح عاصفة وتشكوأن الأيام تطير .. فى حين يمكنك أن تحول الرياح إلى مصدر طاقة تحفر به بئر ماء !
الحياة التى تحلم بها.. ليست بعيدة عنك، إنها أقرب مما تتصور وقد تكون تحت قدميك لكنك لا تدري. كم من قصص العذاب بدأت واستمرت لأن بطل القصة يبحث عن كنزه فى المكان الخطأ، ويُسرف فى الندم والخوف والحسابات والعمر الضائع على كنز مجهول لن يجده أبدا.
الفشل ليس نهاية القصة.. إنما هوالدليل أن عليك أن تبدأ فى حكاية جديدة لطيفة لذيذة مبهجة !
كل أهدافنا إذا لم تقدم لك حياة سعيدة .. فهى أهداف مشوهة. العمل الذى لا يسعدك.. هوعقاب، النجاح الذى لا يسعدك.. هوفشل، الثروة التى لا تسعدك.. هى فخ، البيت الذى لا يسعدك.. هوزنزانة !
ومهما تغير الزمن .. مهما كانت صعوبة الحياة، وَل وجهك إلى كنز السعادة، أحصل على القدر الذى يجعل لأيامك المفقودة معنى !
الصياد الذى لا يعرف قدر رزقه فى كل رحلة صيد.. يغنى ! هويبدأ رحلته سعيدا وينتهى منها سعيدا مهما كان حجم مايعود به. هوفى كل الأحوال يقوم برحلة سعيدة !
والفلاح الذى يذهب كل صباح إلى أرضه ليضع بذوره فى جوفها وينتظر أيهم تعيش وأيهم يموت .. يغنى !
العُمر لا يضيع .. إذا تحول إلى إنجازات حاضرة وذكريات سعيدة ورضا بكل دقيقة وضعتها فى صندوق الكنز !
ياصديقي.. لا تمت وأنت على قيد الحياة. الحياة واسعة مليئة بالفرص السعيدة والتفاصيل الجميلة.. لا تترك كل ذلك وتلتقط صورة تذكارية مع صندوق قمامة وتقول هذا حظى وهذا نصيبى !