فتوى: قراءة صحيح البخارى لرفع الوباء

 د. شوقى علام
د. شوقى علام

ما حكم قراءة صحيح البخارى لرفع الوباء؟ يجيب عليه د.شوقى علام مفتى الجمهورية بقوله:
الاعتناءُ بـ»صحيح البخاري» من أبواب رضا الله تعالى، وقراءتُه باب جليل من أبواب تعلم العلم النافع، وقراءتُه فى النوازل والمهمات والملمات هو ما فعله علماء الأمة ومُحَدِّثوها عبر القرون سانِّين بذلك سُنة حسنة، ونصُّوا على أن قراءته وكتب الحديث سببٌ من أسباب تفريج الكرب ودفع البلاء؛ إذ لا شكَّ أن قراءةَ سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم ودراسَتَها والصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم عند القراءة من أعظم الأعمال الصالحة. وقد جرت العادة فى الديار المصرية قديمًا بقراءة «صحيح البخارى»؛ وعلى ذلك جرى علماءُ الأزهر الشريف عبر القرون؛ حيث نُقِل كثيرٌ من الحوادثِ والوقائعِ التى اجتمع فيها علماء الأزهر لقراءة «صحيح البخارى» لدفع الوباء، والغلاء، والنصر على الأعداء، وخسوف القمر، وغير ذلك.
ولذلك كان الحُفَّاظ عبرَ القرونِ حريصين على قراءة الحديث وتلقيه، وكانوا يخصصون الساعاتِ الطوالَ لسرْد نصوصِ الكتب الحديثية ومتونها، وهذا باب يختلف عن باب الدراية والتفسير والشرح والبيان.
واتهام المسلمين فى فعلهم ذلك بالبدعة، فهو الأولى بهذا الوصف؛ لأنه تحجَّر واسعًا وضيَّق على المسلمين أمرًا جعل الشرعُ لهم فيه سعةً، حيث إن الإسلام حثَّ حثًّا مطلقًا على تعلُّم العلم وسماع كلام المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والأمر المطلق يقتضى عمومَ الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، ومنع المداومة على الخير ضربٌ من ضروب الجهل والصدِّ عن العلم النافع.