شاشة وميكروفون

نجيب الريحانى الضاحك الباكى

عاطف سليمان
عاطف سليمان

فى يوم 8 يونيو عام 1949 مات نجيب الريحانى ذاك الفنان الكبير الذى لُقب بـ زعيم المسرح الفكاهى والذى طور كثيرا كثيرا فى مضامين الروايات المسرحية التى قدمها تميثلاً وشارك فى بعضها كتابةً مع رفيق دربه بديع خيرى، إذ استفاد الريحانى كثيراً من إجادته للغة الفرنسية التى درسها بمدرسة الفرير بمنطقة الخرنفش بباب الشعرية.. وقد دفعه حبه للمسرح وعشقه للفن أن يبدأ مشواره من الصفر حتى إنه شارك وعزيز عيد فى التمثيل فى بعض المسرحيات كـ كومبارس.. وكانت أول مسرحية يظهر فيها الريحانى هى «صلاح الدين الأيُّوبي»، وهى ميلودراما تاريخيَّة. وكان جورج أبيض يضطلع فيها بِدور الملك الإنجليزى ريتشارد الأوَّل قلب الأسد بينما اختير للريحانى دور صغير هو ملكُ النمسا وكان كُل ما عليه أن يفعله هو أن يقف من جورج أبيض موقف المُبارز ويتكلَّم بضع كلماتٍ فقط. وكانت الحرب العالميَّة الأولى قد اشتعلت فى ذلك الوقت 1914. وكانت الصُحف والمجلَّات تنشر صُورًا لِمُلوك وأباطرة الدُول المُتحاربة ومن بينها صورة الإمبراطور النمساوى فرانس جوزيف الأوَّل فخطر للريحانى أن يتقمَّص شخصيَّة هذا الإمبراطور ما دام دوره هو «ملك النمسا»، فتبرَّج ووضع لحيةً اصطناعيَّة على وجهه ثُمَّ خرج إلى المسرح حينما حان الوقت فضجَّ الجمهور بالضحك.. وفُصل بعدها الريحانى من الفرقة، ولم يُصبح بلا عمل فقط، بل إنَّهُ وجد جميع الأبواب مُغلقة وكم من الأيام قضاها فى المقهى.. إلى أن قرر تكوين فرقة مسرحية هو وعزيز عيد وآخرين فى صيف عام 1915 بمبلغ 10 جنيهات قدمها لهم أحد الأثرياء بعنوان فرقة المسرح العربى.. والريحانى لم يكن مجرد ممثل يكسب عيشه من مهنة التمثيل، بل كان فيلسوفا وفنانا.
والكتابة عن نجيب الريحانى الضاحك الباكى ومبدع شخصية كشكش بك تحتاج لاكثر من مقال خاصة حين نتعرض أيضاً للريحانى ومشواره الستينى وكذلك مشواره فى السينما. وهذا ما سوف نتحدث عنه فى المقال القادم بإذن الله.