إنها مصر

اليوم العظيم !

كرم جبر
كرم جبر

بكل المقاييس هو من أعظم أيام مصر بل ربما الأعظم، وكان 30 يونيو فارقاً بين عودة الروح للدولة، أو إزهاقها تماماً وخروجها من الحياة.
نحن ننسى دائماً، ولكن يجب أن نتذكر ونتذكر ونتذكر، حتى نعض بالنواجذ على ما يتحقق فى مصر من إنجازات تصل إلى معجزات، وبلد لم يكن فى استطاعته توفير رغيف خبز، فأصبح الأقوى والأعظم، ويمتلك غذاءه بالكامل.
من بلد كان محطاً للسخرية والشماتة من بعض أبنائه فى الداخل والحاقدين فى الخارج، فتحولت إلى إعجاب أو على الأقل شماتة مكتومة.
تخيلوا معى أنهم ما زالوا يحكمون، وكيف تكون أحوالنا ونحن تحت سيطرة الجلادين والقتلة والإرهابيين، وهم يجوبون الشوارع ينكلون بمن يختلف معهم فى الرأى، ويحطمون موروث الأمة الثقافى والحضارى، ويفرطون فى قطع غالية من أرض الوطن ثمناً لخلافاتهم الكئيبة، ويضربون الوحدة الوطنية فى مقتل و... و...
فلنتذكر أننا كنا نعيش مسلسلاً متصلاً من الأزمات، فالبلد الذى كان يرزح فى الظلام، وتنقطع عنه الكهرباء طوال الليل والنهار، أصبح لديه فائض يصدره.
كانوا يسخرون مما يسمونه شهداء الخبز والبوتاجاز، وتتباهى كاميراتهم وهى تسجل معاناة من لا يجدون الدواء ولا ألبان الأطفال واللحوم والدجاج وغيرها من المواد الغذائية، فأصبح الإنتاج الآن كافياً ويزيد.
كانوا يتحدثون عن «طائر النهضة»، وأثبتت الأحداث أنه صفقة للتفريط فى سيناء مقابل مليارات الدولارات التى تصب فى خزائن الإخوان، فأقسم جيشنا العظيم أن يحرر كل شبر من سيناء، وتحمل الوطن عن طيب خاطر تضحيات الشهداء.
وعندما نقول أن 30 يونيو هو الأعظم، لأن مصر كانت تواجه استعماراً سرطانياً، ينمو فوق الجلد وتحت الجلد ويحطم العظام والأوردة والشرايين.. استعمار جاء ليبقى 500 سنة كما قالوا.. وهل كنا سنجد شيئاً اسمه مصر بعد نصف قرن من التخريب؟
يعرف المستعمر أنه سيأتيه يوم للرحيل، أما هؤلاء فقد جاءوا ليبقوا، حتى لو كان الثمن الوقوف فوق جثة هذا الوطن.
اليوم الأعظم، لأنه لو لم يحدث، ما كنا سنجد شيئاً من مصر ولا المصريين، وإنما استنساخ لكائنات غريبة، كنا نرى مثلها فى الحروب الدينية فى الشام والعراق، وإذا أريقت الدماء فلا تتوقف أبداً.
ما أبشع أن يحارب شعب نفسه، ويتحول أبناؤه إلى أعداء.. كانوا يريدون ذلك وأنقذنا الله.