صدقى شراب - خان يونس
عندما قال محمود درويش : و ليس لى جارٌ أناديهِ لكى نسهرَ فى الليل. لمس مساحةً كبيرةً من معاناتي، إننى أكون بحاجةٍ ماسة إلى ساعةٍ واحدةٍ فقط من الليل ألقى فيها حِمْلَ النهارِ، أفرّغَ نفسى من الشحناتِ السالبة. ساعةٌ واحدة أتكلمُ فيها وأسمع، يتخللها مديحُ القهوةِ وهجاءُ الحياةِ. إننى لا أجدُ تلك الساعة، ولا أجد ذلك الجار، فأكون فى الليلِ منتفخاً مُصْمتَاً ثقيلاً، أنوءُ بأحداثي. لهذا أنامُ مبكراً .. مبكراً جداً، لأن النوم حليفى .. حليفى الوحيد!
...
و يقول: فإنى كلما فكرتُ فى أمرٍ بكيتُ. أفكرُ أنا أيضاً وأبكي، أبحثُ عن منفذٍ للضوء واسعٍ رحْب، فأضيقُ، أو أغدو ضيقاً. من عشرة أعوام كتبتُ جملةً تحت مدونتى التى أنشأتها : أحياناً نكون سعداء. إننى بعد تلك السنوات أجد أننى كنتُ مبالغاً فى ال/أحياناً تلك. هل الحياةُ قاسية على جميع الناس؟ هل هى صعبةٌ على الكل! إننى أسمعُ «غنى قليلاً ياعصافير» و أغمضُ عينيّ و .. أحاول أن لا أفكر حتى لا أبكي.
...
أحلمُ بسقوط الزنابق من سقف الغرفة، أحلمُ بقبلةٍ بعيدة، و أشعرُ بمدى كرهى للنوافذ الباردة وأبتسم فجأةً عندما أجد أننى أحب مواء القطط و آلفُ له. من جديد لم أعد أطردُ ذلك القط المتشرد الذى يتلصص على البيت ينتظر الفرصة السانحة ليبحث عن الأكل والاستلقاء، لم أعد أطردهُ و قررتُ أن يكون هو ذلك الجار لكى نسهر فى الليل.