وزارة الثقافة الفلسطينية

الخسائر 3.4 مليون دولار

ناجى الناجى
ناجى الناجى

كتبت: منى نور

 صرح ناجى الناجي، المستشار الثقافى للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ان وزارة الثقافة الفلسطينية قد اصدرت بيانا ضمنت فيه خسائر القطاع الثقافى خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، والتى قد بلغت وفق التقديرات الأولية 3،4 مليون دولار، وهى خسائر المؤسسات والجمعيات العاملة فى قطاع الثقافة، ولايشمل هذا خسائر الفنانين، الأفراد والمقتنيات الفنية والأماكن الخاصة بهم.
وأوضحت الوزارة فى بيانها- الصادر عنها فى رام الله- ان هذه الخسائر تشمل أضرارا كلية وجزئية وخسائر فى المعدات والتجهيزات الفنية، واضرارا كلية وجزئية، وخسائر فى المعدات والتجهيزات الفنية، واضرار ناجمة عن تأخر تنفيذ نشاطات أو توقف نشاطات فى منتصف مراحل التنفيذ وخسائر وتعويضات للعاملين.


وأوضحت الوزارة فى بيانها، أن هذه البيانات مبنية على معلومات توفرت من 74 جمعية ومركز أو مؤسسة، تواصلت معها الوزارة مسجلة لديها أو لدى الوزارات والاتحادات المعنية، وتوفرت بيانات أولية من 59 منها، فيما تعذر توفر المعلومات بسبب صعوبة الوصول إلى مقار المراكز الأخرى من قبل القائمين عليها.
وأفادت الوزارة فى بيانها ان 44 مؤسسة ومركزا وجمعية ثقافية، تضررت بشكل جزئى أو كلى نتيجة العدوان، حيث تعرضت خمس مؤسسات الى تدمير كامل منها: مركزان ثقافيان فقدا مقريهما الموجودين فى الأبراج التى تم تدميرها، مما نتج عنه خسارتيهما لكل مقتنياتها الفنية، والمعدات والتجهيزات الموجودة فيهما.
فيما طال القصف والتدمير الكامل مقرات ثلاث شركات عاملة فى قطاع النشر وتوزيع الكتب بشكل كبير، وإلى جانب الخسارة المادية فى المبانى المستأجرة فقد خسرت هذه المؤسسات آلاف الكتب والوثائق النادرة.
فيما افادت 39 جمعية ومركزا انه اصابها ضرر جزئي، ونجم عن قصف مبانى مجاورة أو شقق فى العمارات الموجودة فيها مقارها، منها مركزان موجودان فى مبان تاريخية.
فيما افادت 26 من تلك الجمعيات، أنه إلى جانب الأضرار المادية فى مكاتبها، فقد أصابها أضرار فى المعدات والتجهيزات.
وأفادت 27 منها أن مقدرتها على تنفيذ الأنشطة والبرامج التى كانت تسعى إلى تنفيذها، قد تعطلت بشكل جزئى أو كلي، مما تسبب لها بخسائر مادية، سيكون لها أثر سلبى على استحادتها لعملها فى المستقبل.
وذكرت الوزارة أن العاملين فى هذه الجمعيات، والمراكز تأثروا بشكل كبير، حيث تأثر قرابة 327 عاملا بدوام جزئى أو كلي، جراء العدوان، وتعطل عمل مؤسساتهم، فيما أفادت مؤسستان، أن خمسة عمال لديها قد اصيبوا، كما اشارت أن عشرات الفنانين تأثرت مراسمهم واستوديوهاتهم الفنية، كما خسروا بعض لوحاتهم، وتضرر البعض الآخر.
وأشارت إلى أن البيانات الدقيقة حول الخسائر الفردية للفنانين غير متوفرة حتى اللحظة.
وأضافت الوزارة فى البيان، الصادر عنها، أن القطاع الثقافى تضرر بشكل كبير، خلال العدوان، مما يتطلب تدخلا فوريا من أجل استعادته لحيويته، ومشاركته الفاعلة فى الحياة اليومية للسكان، وان العدوان الهمجى على شعبنا، طال كل مناحى الحياة، وان هدف العدو، هو المساس بقدرة الفلسطينى على الابداع، لأنه يدرك ان الحرب الحقيقية هى على الرواية التى يريد الغزاة تحريفها وتشويهها من أجل شرعته سرقتهم للبلاد.
وختمت الوزارة بيانها، أنها ستعمل مع كل الشركاء المحليين والدوليين من أجل مساعدة القطاع الثقافى على تجاوز اثار العدوان، والعودة الى حيويته وفاعليته.
وسادت حالة من الغضب والحزن، جراء الدمار الذى ألم بالأراضى الفلسطينية على جميع المستويات، المدنية والطبية والثقافية والاجتماعية والعلمية الأمر الذى دفع الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، لتنظيم وقفة تضامنية مع المكتبات ودور النشر والمراكز الثقافية المدمرة بالعدوان الأخير على غزة. وكانت هذه الوقفة أمام مكتبة سمير منصور المدمرة بشكل كامل، وبحضور محافظ محافظة غزة الوزير ابراهيم أبوالنجا، والأمين العام المساعد للاتحاد العام للكتاب والأدباء، الروائى عبدالله تايه، وأعضاء الأمانة العامة: الشاعر د. عاطف أبوحمادة، الشاعر فايق أبوشاويش، وأمين سر المكتب د. محمد صلاح أبوحميدة، ونائب نقيب الصحفيين د. تحسين الأسطل، وأصحاب المكتبات ودور النشر، والمراكز الثقافية فى قطاع غزة، وحشد كبير من الكتاب والأدباء والفنانين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الوطنى والثقافي.
وفى الوقفة أكد الكاتب شفيق التلولى أن هذا العدوان هجمة شرسة استهدفت الانسان الفلسطينى، ومؤسساته ومقدراته، ومنها الثقافة- ومكوناتها، ومثمنا صمود الشعب الفلسطيني، وثباته وتمسكه بأرضه، وأن تراكم تضحياته لابد وان تكون إلى خلاص وحرية.
ومن جهته شدد محافظ غزة الوزير ابراهيم أبوالنجا على ان العدوان الاسرائيلى لم يحقق أهدافه العسكرية التى يدعيها أمام العالم، لأن استهداف الأبراج السكنية والمكتبات والطرقات والأماكن العامة، دليل ضعف وفوضي، مارسها العدو ليرهب سكان قطاع عزة، الذين واجهوا ناره وصواريخه وقذائفه بصدورهم العارية، ديدن هذا الشعب الذى يدافع عن القدس، والشيخ جراح، ببسالة وعنفوان واصرار.
وترحم أبوالنجا على الشهداء وتمنى للجرحى الشفاء، وتطرق فى كلمة الاتحاد العام للكتاب والأدباء، الأمين العام المساعد الكاتب عبدالله تايه، إلى هجمية الاعتداءات الاسرائيلية ومحاولات شطبها للمعالم المعيشية والحياتية والثقافية فى قطاع غزة، كما ان استهدافه لمكتبة سمير منصور والمكتبات الأخري، يأتى ضمن استهدفات سابقة للمراكز الثقافية كمركز (المسحال)، وقرية الحرف والفنون والمكتبة الوطنية ومركز الدراسات الفلسطينية مؤكدا ان هذه السياسة التدميرية التى يمارسها الاحتلال الاسرائيلي، لن تثنى الشعب الفلسطينى عن صموده وثباته فوق أرضه، وتمسكه بالقدس والعودة.
وقال نائب نقيب الصحفيين د. تحسين الأسطل، أن العدوان الاسرائيلى على المكتبات ودور النشر والثقافة الفلسطينية، يكشف الوجه القبيح للاحتلال، الذى مارس نفس الهمجية مع المؤسسات الصحفية والإعلامية، وقيامه بتدمير أبراج سكنية ضخمة من أجل تدمير مكتب صحفى أو مؤسسة اعلامية، وهذا العدوان الهجمى يلزم المجتمع الدولى لفرض حماية دولية تحفظ شعبنا ومقدراته وممتلكاته، والمطلوب- أيضا- لجم الاحتلال وتقديم ضباط جيشه الى محاكمات دولية على ما اقترفوه من جرائم بحق الأطفال والنساء والشيوخ.
وفى الوقفة أكد يسرى درويش مدير عام الاتحاد العام للمراكز الثقافية على شراسة العدوان على قطاع غزة واستهدافه الشعب الفلسطينى بما فى ذلك مؤسساته ومكونات وجوده، وان الثقافة كجبهة من جبهات الصمود والاشتباك الوجودى معه، لم يتركها خارج دائرة استهدافاته، بل كانت على الدوام ضمن بنك أهدافه، ولكن العدو بكل هجميته لن يستطيع ان يشطب الوجود الشرعى للشعب الفلسطيني، وان دمر الحجارة، فلن يستطيع النيل من صمود شعبنا، وقد امتحن صبره، وكان صبر الشعب الفلسطينى هو المنتصر وآلة الحرب المدمرة هى المهزومة.
ومن جانبه قدم سمير منصور، صاحب المكتبة المدمرة، الشكر للوقفة الداعمة التى نظمها الاتحاد العام للكتاب والأدباء فى حضور محافظ غزة معبرا ان مافقده فى مسيرة نضال الشعب الفلسطينى ليس بكثير وان الحرية مهرها غالي.