اللحظات الأخيرة في حياة عجوز قرية «العصلوجي» بالشرقية

 الحاجة سميرة
الحاجة سميرة

داخل منزل بسيط بقرية العصلوجى التابعة لمركز الزقازيق بـ محافظة الشرقية، استيقظت الحاجة سميرة صاحبة الـ66 عاما من عمرها تعيش مع زوجها الحاج سعيد وأبنائها أحمد ومحمد وسحر ونجلاء ورشا وإسلام وهى معروفة لدى جميع الجيران والمنطقة التي تعيش فيها منذ سنوات طويلة.

الطيبة والعطف كانا عنوان حياتها، والجميع يلجأ لها ويطلب منها النصيحة ولا ترد أي شخص يطلب منها شيئا مهما كان ولذلك كانت أم لكل الأهالي، ولكن لم تتخيل أن نهاية الأم الحنون ستكون بتلك البشاعة.

اقرأ أيضا| متهم بسرقة سيارة ينتحر شنقاً داخل قسم شرطة بـ«الإسماعيلية» 

قبل 5 سنوات سكنت إحدى النساء وتدعى هند بحوار منزل الحاجة سميرة وبعد عدة شهور اعتبرتها الحاجة سميرة كأحد أبنائها وكانت تمد يد العون والعطف لها، وكانت تعاملها هي وزوجها كأبنائها ولكن كان رد المعروف هو الندالة والخيانة لم تكن معاملة العجوز شفيعا لتفكيرهم الاجرامى حيث أتفقت زينب وزوجها وأخرين من التخلص من الحاجة سميرة وسرقتها واعتقدوا بانها تملك المال الوفير.

عقارب الساعة تشير الى السادسة بعد أذان المغرب داخل منزل الحاجة سميرة وكانت بصحبتها سيدتان دخلت عليهما هند تطلب منها 20 جنيها سلف فأخبرتها بأنها لاتملك سوى 10 جنيهات وأخبرتها بأن تنتظر حتى يعود زوجها الحاج سعيد من عمله لتعطيها باقى المبلغ.

وأنصرفت هند وبعدها خرجت السيدتان من المنزل فدخلت زينب وزوجها وآخرون الى الدور الثانى حيث تسكن الحاجة سميرة وقاموا بخنقها وكتم أنفاسها وضربها بأسطوانة بوتاجاز على رأسها وقاموا بسرقة 5 أساور ذهبية وحلق كانت بصحبتها وفروا هاربين.

"بوابة أخبار اليوم" انتقلت الى قرية العصلوجى والتقت بأسرة المجنى عليها الحاجة سميرة وحيد عبدالنبي، فيقول"سعيد محمد حسن" 70 عاما زوج المجنى عليها: "زوجتى كانت سيدة مسامحة وتعطف على هند التى كانت تتردد على المنزل فى الأسبوع مرتين للقيام ببعض الأعمال المنزلية وكانت زوجتى تساعدها ماليا، وخططت بمساعدة زوجها وسائق وسيدتين من صديقاتها على قتل زوجتى من أجل سرقة مصوغاتها الذهبية".

وأضاف الزوج المكلوم: "ليلة الحادث  كنت في المحل الخاص بى على بعد أمتار من المنزل وفى المساء حضر إلى حفيدي معتز 9 سنوات فى حالة بكاء هستيرى، وتوجهت إلى المنزل ووجدتها متوفية ولم يخطر في ذهني أنها قتلت".

ويضيف "محمد سعيد" الابن الأكبر للمجنى عليها: "والدتى كانت سيدة مسامحة وكلها خير وكانت معتادة على إرسال الطعام مع أبنائه للمتهمة هند".

وعن يوم الحادث تابع قائلا/ إن والدته اتصلت به فى منتصف اليوم تطالبه بشراء "فسيخ" لتناوله برفقة أعز أصدقائها "ع" و"ح" وقام بإحضاره وإرساله لها وتناولته وقامت بتأدية صلاة العشاء وخلدت إلى النوم على أريكة فى صالة المنزل لحين عودة والدي.

وتابع: "ابني معتز 9 سنوات هو من اكتشف الأمر عندما ذهب إلى جدته للجلوس معها فوجد باب الشقة مفتوحا ووجدها ملقاة على الأرض، فنهض مسرعا وأخبر جده فى المحل إعتقاداً منه أنها أغمى عليها، وكنت أول من صعد إلى الشقة فوجدت والدتى غارقة فى الدماء مع وجود بعثرة فى المكان.

ويقول "أحمد سعيد" الإبن الأصغر للمجنى عليها، إنه حضر بعد الوفاة بيومين وكان يتمنى أن يشاهد والدته على قيد الحياة، وخاصة أنه لم يشاهدها منذ عام ونصف، وأكبر صدمة فى حياته لن يفيق منها عندما جاءه إتصال من أسرته بوفاة والدته قتيلة.

وأضاف " أحمد سعيد " أن الحكم بالإعدام على المتهمة وزوجها أثلج صدور العائلة، مؤكدا: "لم نتوقع  منها كل هذا الغدر والإنتقام من سيدة مسنة".

بداية الوقعة، عندما أخطر اللواء إبراهيم عبدالغفار مدير أمن الشرقية، من اللواء عمر رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ من أسرة "سميرة وحيد عبدالنبى  " 66 سنة ربة منزل بالعثور عليها جثة هامدة مُضرجة بدمائها داخل مسكنها بقرية  "العصلوجى"، التابعة لدائرة مركز شرطة الزقازيق وتبين العثور على الجثة مُسجاة وبجوارها العكاز الخاص بالمجني عليها، والتي تبين وجود كدمات بأنحاء متفرقة بها، فضلًا عن وجود جروح حول رقبتها ويديها وأصابعها، وآثار دماء وجروح في رأسها ووجهها، وأن المجني عليها كانت تعيش رفقة زوجها بعد زواج كافة أبنائهم.

فيما تبين بعثرة محتويات الشقة وإختفاء المصوغات الذهبية الخاصة بالمجني عليها، وتبين أن المجني عليها كانت تعتمد على "هند.أ " 27 سنة ربة منزل من المنطقة، لمساعدتها في ترتيب وتنظيف المنزل نظرًا لكبر سنها وعجزها نوعًا ما، وتبين أنها وراء ارتكاب الواقعة حيث إستعانت بزوجها كهربائي وصديقة لها وزوجها سائق وشقيقة زوجته

وتوصلت تحريات فريق البحث المُشكل برئاسة قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية وبمشاركة مفتشى القطاع وضباط إدارة البحث الجنائى، إلى أن وراء إرتكاب الواقعة كل من كهربائى 25 سنة وزوجته 22 سنة وشقيقتها عاملة بمصنع 26 سنة وسائق تروسيكل والسابق إتهامه فى قضيتى "مخدرات" وزوجته 22 سنة ربة منزل، وجميعهم مُقيمين بدائرة مركز الزقازيق.

عقب تقنين الإجراءات، تم إستهدافهم بمأمورية أسفرت عن ضبطهم، وبمواجهتهم بما توصلت إليه التحريات أقروا بها وإعترفوا تفصيلياً بإرتكابهم الواقعة، وأقرت المتهمة " هند" 27 سنة، ربة منزل، أنه نظراً لترددها على المجنى عليها لمساعدتها فى أعمال المنزل وعلمها بإحتفاظها بمصوغات ذهبية إتفقت مع باقى المتهمين على قتلها بدافع سرقة مصوغاتها الذهبية.وأضافت المتهمة بقيامها بالتوجه لمنزل المجنى عليها بزعم طلب مساعدتها مادياً وحال تأكدها من تواجدها بمفردها بالشقة وإستغراقها فى النوم قامت بالنزول تاركة باب الشقة مفتوحا، فقام باقى المتهمين بالتسلل والتعدى على المجنى عليها بالضرب بإستخدام موقد غاز صغير محدثاً ما بها من إصابات وكتم أنفاسها حتى فارقت الحياة، وقاموا بالإستيلاء على مصوغاتها الذهبية وهاتفها المحمول.

وبعرضهم على النيابة العامة قررت حبسهم على ذمة التحقيقات وتم احالتهم لمحكمة الجنايات التي أصدرت حكمها برئاسة المستشار سلامة جاب الله وعضوية المستشارين مدحت سالم وهيثم الضوى وامانة سر نبيل شكرى ومحمد ابراهيم  بالاعدام شنقا  لكهربائي وزوجته وصديقهما وبالمؤبد لسيدتين من أقاربهم  لقيامهم بقتل سيدة عجوز وتهشيهم رأسها.