بداية مبكرة لـ«غيوم الليل المضيئة»

أرشيفية
أرشيفية

يرصد مع قرب فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ظاهرة لافتة حيث تتشكل بلورات الجليد وتلتصق بالبقايا الغبارية للشهب وينتج عن ذلك غيوم زرقاء كهربائية تتموج في السماء مع غروب الشمس تسمى غيوم الليل المضيئة، وبشكل طبيعي يكون أول ظهور لها في أواخر شهر مايو أو مطلع يونيو وعادةً ما يمتد موسمها إلى شهر أغسطس من كل عام. 

 

بدأ موسم غيوم الليل المضيئة هذا العام 2021  في وقت مبكر، حيث سجل بتاريخ 20 مايو رقعة من الغيوم الزرقاء الكهربائية فوق جزيرة إليسمير في شمال كندا، وإذا كان هذا عام مثل السنوات السابقة، فمن المفترض أن تتكثف بشكل حاد خلال الأيام العشرة القادمة.

 

من ناحية أخرى، ذكرت تقارير متعددة عن مشاهدتها في أوروبا من خطوط عرض منخفضة تصل إلى 50 درجة، وبحسب بيانات مركبة الفضاء (ايم) التابعة لوكالة ناسا، تتكثف تلك الغيوم بسرعة، ففي غضون 4 أيام فقط منذ أن تم رصد الغيوم لأول مرة، تضاعفت تغطيتها للقطب الشمالي 10 أضعاف. 

 

ووفقاً للجمعية الفلكية بجدة، قد يكون السبب هو وجود مياه إضافية في الغلاف الجوي حيث تُظهر بيانات القمر وكالة ناسا أن عام 2021 هو أحد أكثر السنوات رطوبة منذ عام 2007، لذلك فهناك المزيد من المياه لتشكل غيوم الليل المضيئة ومن هنا جاءت البداية المبكرة والنمو السريع.

 

غيوم الليل المضيئة - حزم جليدية "مكهربة - زرقاء"- تطفو عند حافة الفضاء وتظهر حول القطب الشمالي أو القطب الجنوبي ولفترة طويلة لم يكن معروفا طريقة تشكل هذه الغيوم إلا ان البيانات تشير الى انها تتشكل عندما يكون أعلى الغلاف الجوي باردا كفاية لتتكون بلورات الجليد حول دخان الشهب ، حيث اكتشف بأن أجزاء من غبار الشهب ضمن مكونات غيوم الليل المضيئة ، فحوالي 3 % من كل بلورة جليدية في السحب مصدره دخان الشهب.

 

يعتقد ان بلورات الجليد يمكن ان تتشكل حول غبار الشهب الى حجم يتراوح من 20 الى 70 نانومتر، و بالمقارنة فإن الغيوم الرقيقة أسفل الغلاف الجوي حيث الماء متوفر يحتوي كريستالات من 10 الى 100 مره أكبر.

 

يعرف العلماء بأن الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي مليء بالنيازك من كافة الأشكال والأحجام من صخرة صغيرة إلى ذرة مجهريه غباريه ، وفي كل يوم تجرف الأرض عدة أطنان من تلك الأشياء وعندما تضرب النيازك غلافنا الجوي وتتبخر فهي تترك خلفها دخان رقيق من جزئيات صغيرة عالقة على إرتفاع بين 60 كيلومتر الى 100 كيلومتر فوق سطح الأرض .

 

منذ فترة طويلة وتحديدا في القرن التاسع عشر رصدت هذه الغيوم في المناطق القطبيه الشمالية ولكن خلال السنوات الاخيرة تم رصدها في مناطق بعيده نحو الجنوب ويعتقد ان السبب في زيادة رؤيتها يرجع لحدوث تغير في المناخ وزيادة وفره غاز الميثان أحد أخطر غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ، ومنذ القرن التاسع عشر مصادره المختلفة تعزز وجود غيوم الليل المضيئة.

 

يعتقد عندما يقوم الميثان بسلوك طريقه إلى أعلى الغلاف الجوي يتأكسد من خلال سلسلة معقدة من التفاعلات ليتشكل بخار الماء ، و بخار الماء الزائد يكون متوفرا من أجل نشوء بلورات الجليد لتلك الغيوم الزرقاء المضيئة ، و اذا كانت هذه الفكرة صحيحة فإن هذا سبب مهم لدراسة تلك الغيوم التي تخبرنا شئ في غاية الأهمية عن كوكبنا .

 

أما لونها الأزرق سببه الحجم الصغير لبلورات الجليد ، فالجزئيات الصغيرة تقوم ببعثرة الأطوال الموجيه القصيرة للضوء الأزرق بشكل أكثر قوة من الأطوال الموجيه الطويلة للضوء الأحمر ولذلك عندما يضرب ضوء الشمس تلك الغيوم يتبعثر الى الأسفل نحو الأرض.

 

برغم كل الفرضيات فإن غيوم الليل المضيئة لا تزال محيره إلا ان هناك شئ واحد واضح وهو ان دخان الشهب القادم من الفضاء يقف خلف تلك الغيوم ولكن اللغز يظل قائما حول سبب سطوعها وانتشارها.

 

 يمكن للقاطنين في المناطق الواقعة بين خطوط عرض من 50 درجة إلى 65 درجة شمال البحث عن هذه الغيوم  بمراقبة الافق الغربي بعد 30 دقيقة من غروب الشمس حيث تبدو كتموجات مضيئة باللون الأزرق والأبيض تنتشر عبر السماء، علما بأنها نادرًا ما ترصد عند خطوط العرض المنخفضة على الرغم من انها شوهدت جنوبا في باريس وإيطاليا وتركيا وإسبانيا ولكنها لم تسجل في الوطن العربي.

شاهد| خسوف كلي للقمر بمعظم دول العالم اليوم