«جمال الكلام»

إبراهيم مدكور يكتب: الميلاد المزيف

إبراهيم مدكور
إبراهيم مدكور

من مآسى العصر الحديث انتظارنا وسائل التواصل الجماعي، لتذكرنا بأعياد ميلاد من هم أقرب إلينا من أنفسنا، والحمد لله أننى من المحفور فى قلوبهم وعقولهم تلك التواريخ، ولا أحتاج مساعدة التكنولوجيا لأتذكر.

فلم تلهنى مواقع التواصل الاجتماعى عن أعياد ميلاد أحبائى ولم أقع فريسة لنسيان يذكرنى به إشعار أحمر ينبض من شاشة، فأبادر بتهنئتهم بعيد ميلاد تصبح متعته مزيفة برسالة صامتة خاوية المعنى وإن ملأتها الرموز.

قبل أيام وتحديدا فى 22 مايو كان عيد ميلاد شريكة حياتى وأم قرة عينى "جيمي"، تابعت بشغف احتفال الجميع بها والتهانى التى استقبلتها فى ذكرى ميلادها، ورغم ذلك اخترت الابتعاد عن الاحتفال بهذا اليوم الذى اعتبرته زوجتى منذ سنوات عيد ميلادها الحقيقي، فالحقيقة أن ذكرى مولدى ومولدها كانت يوم 24 مايو 2016 يوم ميلاد ابنى وصديقى وثروتى الحقيقية "جيمي".

مع دقات الساعة الواحدة ظهر ذلك اليوم، جاءتنى البشرى، والمنة من الله سبحانه وتعالى، بوصول الرجل الذى طال انتظاره، "جمال إبراهيم جمال مدكور"، جاء وجئت معه، "اتولد واتولدنا معاه"، وصوله كان بمثابة اكتمال فرحة عمرى التى بدأت فى 12 أغسطس 2015، عندما انتقلت دبلة زوجتى من يدى اليمنى إلى اليسرى.

عندما جاءت الممرضة وأخبرتنى بوصول جيمى أصبح ذلك اليوم هو يوم مولد زوجتى الحقيقي، وذكرى ميلادى الفعلية، ابنى ليس مجرد ذلك الفتى الذى يسبق اسمه اسمى فى شهادة ميلاده، ليس من الطفل العادى الذى أحبه، ولكنى فى حبه أحب نفسى وزوجتى وأبى وأمي، أحببت معه كل حياتي، حياتى التى بدأت فى ليلة مولده.

جيمى هو الشخص الوحيد الذى أتمنى أن يكون أفضل منى يوما ما، بل وأعمل ليل نهار ليكون مستقبله أفضل حاضرى ومستقبلي، ليصبح البطل كما يريد، ويصبح الأفضل كما أريد.

الآن تعلمون لماذا اعتبرت ذكرى مولد زوجتى مزيفة، واحتفل بها فى وقت لاحق مع مولد جيمى الذى يفصل بينهما 48 ساعة فقط.