«همهمة الفضاء».. تكشف أسرار الفراغ خارج النظام الشمسي

همهمة الفضاء
همهمة الفضاء

في سبتمبر 1977 ، تم إطلاق «فوييجر 1» إلى الفضاء في رحلة لزيارة كوكب المشتري وزحل، قبل التوجه إلى النجوم، ووصل المستكشف الآلي التابع لوكالة ناسا إلى منطقة الغلاف الشمسي - تاركًا النظام الشمسي (وفقًا لمعيار رئيسي واحد) - في عام 2012.

والآن، تُظهر دراسة جديدة ركزت على «همهمة» تسمع في الفضاء، أن هذه الإشارة التي تم التغاضي عنها، يمكن أن تخبرنا كثيرًا عن الفراغ البعيد الموجود خارج نظامنا الشمسي.

وتقع «فوييجر 1» الآن على مسافة تزيد عن 22.5 مليار كيلومتر (14 مليار ميل) من الأرض، وهي تحلق من خلال خليط منتشر من الجسيمات والغازات تسمى الوسط النجمي، و يُعتقد أن هذا الطنين، المسجل منذ عام 2017، هو نتيجة موجات البلازما في هذا الخليط الكوني، وهو خافت جدًا ورتيب اللون، لأنه في نطاق ترددي ضيق، وتوضح ستيلا كوخ أوكر ، طالبة الدكتوراه في علم الفلك في جامعة كورنيل، أننا نكتشف الطنين الخافت، والمستمر للغاز بين النجوم.

وبعد عامين من الإطلاق ، واجهت «فوييجر 1» كوكب المشتري في عام 1979، وزحل بعد ذلك بثلاث سنوات، عندما تجاوزت المركبة الفضائية ناسا حاجز الشمس (فقاعة مغناطيسية مدفوعة بالشمس) في أغسطس 2012 ، كانت تسير بسرعة تزيد عن 60.000 كم / ساعة (38000 ميل / ساعة).

وغالبًا ما يتم تصوير الوسط بين النجوم - وهو عبارة عن حساء من الجسيمات والإشعاع - على أنه هادئ وهادئ - ولكن يبدو الآن أن هذا مفهوم خاطئ. مثل المحيطات على الأرض ، وجد أن الوسط النجمي مليء بالأمواج، وأكبر هذه الموجات ناتج عن دوران مجرتنا، حيث يلطخ الفضاء نفسه، مكونًا انتفاخات تمتد لعشرات السنين الضوئية. 

وتنتج المستعرات الأعظمية موجات أصغر (على الرغم من أنها لا تزال كبيرة)، في حين أن الانفجارات الشمسية من شمسنا، والتي تدفع من خلال الغلاف الشمسي، هي المسؤولة عن أصغر التموجات.

ويمكن لهذه الموجات أن تخبر علماء الفلك عن كثافة الوسط النجمي، و تتسبب طاقتها في اهتزاز الإلكترونات بترددات معينة ، اعتمادًا على كثافة الإلكترونات المحيطة بالمركبة الفضائية. تكشف الترددات الأعلى عن وجود كثافات أكبر داخل المصفوفة الضعيفة.

أما الوسط النجمي يشبه المطر الهادئ أو اللطيف، بحسب ما وصف جيمس كوردس، أستاذ علم الفلك في جامعة كورنيل، مشيرا إلى أنه في حالة حدوث انفجار شمسي، فإن الأمر أشبه باكتشاف انفجار برق في عاصفة رعدية ثم عاد إلى المطر اللطيف.

ولقد أمضى الحاج النائي إلى النجوم الآن ثماني سنوات في استكشاف الفراغ بين النجوم ببطء، فيما يقوم علماء الفلك وعلماء الفيزياء الفلكية، بتشكيل أفكار جديدة حول هذه المنطقة من الفضاء من خلال اكتشافات المركبتين الفضائيتين فوييجر.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي