«جمعية مكافحة التدخين» تدق ناقوس الخطر وتطالب «الصحة» بتحرك فوري

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

دعت جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، وزارة الصحة والسكان، لتوحيد الجهود والعمل على إعادة تطبيق القانون ومنع وقوع المخالفات الخاصة بالترويج لبعض أنواع التدخين، من أجل حماية صحة الشعب المصري الحبيب.|
 

وبدوره، أكد رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر ومدير مرصد مصر لمكافحة التبغ د.عصام المغازي، أن مصر خطت خطوات جيدة في مجال مكافحة التبغ بإصدار القوانين التي تضمن تقليل الأخطار الناتجة عن التدخين وهي قوانين وجهود عديدة بدأت منذ عام 1981 ومنها القانون 85 لسنة 2002 وقانون 154 لسنة 2007.

كما كانت مصر من أوائل الدول التي صدقت على الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية؛ لمكافحة التبغ عام 2005، بالإضافة إلى كونها واحدة من دول العالم التي تعهدت بخفض معدل استهلاك التبغ بنسبة 30 %، كهدف عالمي، قبل حلول عام 2025 بالإضافة إلى الالتزام بتحقيق حد أهداف التنمية المستدامة الخاص بتعزيز تطبيق الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ لخفض معدلات الاستهلاك وخفض الوفيات المبكرة الناتجة عن الأمراض غير السارية التي يعد استهلاك التبغ من أهم عوامل المسببة لها.

اقرأ أيضا| وزيرالصحة توجه بتوفير جهاز رنين مغناطيسي في كل مدينة بالبحر الأحمر

وأعرب «المغازي»، عن أسفه الشديد لكون تلك الإنجازات أصبحت مهددة بسبب دخول منتج جديد إلى السوق المصري أوائل هذا العام وهو "التبغ المسخن" وما صاحبه من حملة إعلانية واسعة لتعطي الانطباع أنه بديل آمن للتدخين، حيث قامت الشركات المنتجة بالترويج بطرق مختلفة، مخالفة للقوانين المصرية لمكافحة التبغ بنشر منتجات جديدة تحت ادعاء أنها أقل ضررا وهو ادعاء غير حقيقي ولم يثبت إطلاقا حتى الآن، كما قامت بنفيه منظمة الصحة العالمية لعدم وجود الدليل العلمي المثبت لتلك الادعاءات.

 

وأكد «المغازي» أن صحة الإنسان المصري أصبحت ذات أولوية قصوى لدى القيادة السياسية في الوقت الحالي خاصة بعد أن قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإطلاق العديد من المبادرات الرئاسية الرائدة التي تستهدف الكشف المبكر وعلاج الأمراض غير السارية كأمراض السكر والقلب والأوعية الدموية والسرطان، تلك الأمراض التي تعد القاتل الرئيسي للمصريين، أثبت علمياً بأن استهلاك التبغ هو عامل الخطورة الرئيسي لها.

 وأشار إلى أن الأمر زاد خطورة بعد ظهور جائحة كوفيد COVID-19 والتي وضعت المدخنين على رأس قائمة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس بصورة خطيرة مع ارتفاع معدلات الوفاة بينهم، وهو ما تبعه إصدار العديد من القرارات الرسمية لمنع تدخين الشيشة في الأماكن العامة، لما قد ينتج عنه من أضرار بالغة وخاصة وقت الجائحة، ولكن هناك العديد من المخالفات من قبل أصحاب المقاهي والجمهور، مما يتطلب التدخل الصارم للدولة.

 

ولفت «المغازي» إلى رصد مخالفات صارخة لقوانين مكافحة التدخين قامت بها صناعة التبغ، حيث قامت باستخدام الفنانين والمشاهير في الترويج للمنتج الجديد عبر الإنترنت، علاوة على تقديم تسهيلات وعروض للجمهور وخاصة الشباب من خلال أكشاك مميزة في المولات الكبرى بالمخالفة للقانون المصري الخاص بمكافحة التبغ ومنع الترويج والإعلان عن منتجات التبغ بكل صوره وأشكاله، ومن المتوقع زيادة هذه المخالفات مع دخول شركات جديدة لسوق التبغ المسخن في مصر خلال الشهور القليلة القادمة، إلى جانب مطالبة الشركات المنتجة للتبغ المسخن بعدم وضع الصور التحذيرية على علب التبغ المسخن والاكتفاء بكتابة العبارات التحذيرية فقط دون الصورة، وهو ما يعد مخالفة صريحة للقانون المصري والاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ.

 

وشدد «المغازي» إلى أن كل تلك الإنجازات، التي تم تحقيقها في مصر، كانت ثمرة الجهد الدائم والتعاون المشترك بين جميع الجهات المعنية بالدولة المصرية تحت قيادة وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية، والجمعيات الأهلية، وهو ما يزيد من أهمية الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين 2021 لتسليط الضوء على أهمية تضافر الجهود لمجابهة هذا الخطر المتربص بمصير الشعوب ولإلقاء الضوء على المخالفات والتنبيه بضرورة تطبيق القانون على جميع منتجات التبغ خاصة أن كل قوانين مكافحة التدخين المصرية تتحدث عن منتجات التبغ بصفة عامة دون تحديد.

 

يعد التدخين أحد مخاطر الصحة العامة التي تؤثر سلبا على المجتمع ككل، وليس فقط على المدخن بل وعلى الأجيال الحالية والقادمة، وتعتبر مصر واحدة من أكثر الدول ذات المعدلات المرتفعة في استهلاك التبغ بإقليم شرق المتوسط. وطبقا لمؤشرات المسح الذي أجرته منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان 2017 فإن ما يقرب من ربع الشعب المصري من البالغين يستهلكون التبغ 22.8%.

 

تتضاعف تلك النسبة بين الرجال البالغين لتصل إلى نحو 45%، ولنا أن نتخيل نسبة التدخين السلبي المرتفعة نتيجة التعرض لدخان ذلك القطاع العريض من المدخنين والتي يصل تأثيرها الضار على الصحة إلى الوفاة.

 

كما يقدر عدد الوفيات المتعلقة بالتدخين في مصر بنحو 170 ألف حالة وفاة سنويا، ويتم إنفاق نحو 3.2 مليار جنيه سنويا، على علاج الأمراض المتعلقة باستهلاك التدخين، كما أن المصريين يستهلكون 84 مليار سيجارة سنويا .