الشللية تحكم الوسط الفني.. والبقاء للأقوى

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حالة من العبث.. نجوم بلا هدف.. والبقاء للأقوى
النجومية موهبة..مش هز أكتاف.. شعار المرحلة القادمة

كتب: هيثم وحيد

ما وصلت إليه الدراما التليفزيونية  من مرحلة العبث  والهرج والمرج والشائعات المتناثرة فى كل جنبات السوشيال ميديا ماهى إلا نتاج للسقوط في فخ المجاملات والمحسوبية والشللية وحالة الغلق والحصار التى يعيشها الوسط الفنى لمصلحة منتج أوحد.

معرض «رحلات عاطفية» يستضيف أعمال 4 فنانين عرب لمدة أسبوعين بالقاهرة

فالوسط الفنى طوال تاريخه يتسم بالشللية وكل شلة بيشغلوا بعض فهذا وضع متعارف عليه وكان أيضا مرفوضًا ولكن فى النهاية هناك شلل كثيرة ومنتجون كثيرون أسهموا فى حراك فنى ليس فيه كم الضحايا من أهل المهنة كما يحدث الآن..فإذا نظرنا إلى الوضع الحالى سنجد أن الدائرة أصبحت مغلقة تماما على شلة واحدة .

بل والمأساة الحقيقية أن هذه الشلة أرست فكرة المجاملات والمحسوبية فكل من كان له زوجة أو أخ أو أخت  أو قريب من بعيد أو قريب ويريد أن يصبح نجمًا وليس مجرد العمل فقط فيعطيه الفرصة.

 

فشاهدنا كيف نجح المخرج أن ينجم زوجته وشقيقته.. وكيف لرجل أعمال أن يفرض زوجته كنجمة تتحمل بطولة عمل ضخم وهي في الأساس لاتملك نصف موهبة تؤهلها بأن تكون بطلة خامسة حتى في العمل .

وعلى مدار تاريخ الفن المصرى هناك مخرجون كبار ومنتجون صنعوا أفلاما لزوجاتهم ولكن هذا لم يحدث من فراغ  فكانت هؤلاء النجمات موهوبات حقا فعلى سبيل المثال وليس الحصر فاتن حمامة وليلى مراد من يختلف على موهبتهما.كما أن تاريخهما الفنى يؤهلهما لهذه البطولات الكبيرة..أما ما يحدث الآن فهو عبث واستهتار ليس بالمشاهد فقط ولكن بالمال العام الذى يعد إهدارًا له دون حسيب أو رقيب المهم أن تكون الشلة مبسوطة.

فمنتجون ومخرجون زمان كانوا ينتجون من مالهم الخاص أفلاما لزوجاتهم اللاتى هن فى الأساس نجمات ..أما الآن فالمخرجون والمنتجون ينتجون من المال العام لزوجاتهم وأقاربهم رغم أن زوجاتهم ليست بموهوبات ولا نجمات ..فقط هم يحاولون تنجيمهن على حساب المال العام..ولأن الموضوع زاد عن حده بدأ هذه الأيام فقط ينقلب لضده.

فأصوات مظاليم مهنة الفن وأنينهم بدأ يعلو لدرجة الصراخ.. كما أن المشاهد نفسه ذهق ومل من هذه النجمات المصنوعات بفعل فاعل وهن لايملكن حنى نصف الموهبة..مما أصاب الدراما نفسها بالترهل والوهن  الذى وصل بها الى مرحلة العجز رغم أن أبطالها من المفترض أنهم من الشباب .

ولكن للأسف شباب بلا موهبة أو هدف سوى اعتلاء قمة النجومية غير المبررة إلا لأن الزوج أو الأخ منتج أو مخرج مرضى عنه من الشلة..ومايحدث الآن من حالة فوران هو شىء طبيعى جدا لأن الفن المصرى بتاريخه لن يرضى أن يتحكم فيه قلة أو شلة من الصحاب..فمن لايملك الموهبة الحقيقية لن يستمر حتى لو مين خلفه ويسانده .

لأن الفن للجمهور والجمهور هو من يحدد نجومه ونجماته ويختارهم ليس من فراغ ..فلابد أن يكون النجم موهوبًا ولديه من الكاريزما ما يجعله نجما جماهيريا وليس بالفرض والغصب وكأنه دواء يتجرعه المريض غصبا عنه ..ولو تجرعه مرة أو اثنين أو حتى خمسة لن يرضاه مرة أخرى.

وهذا ما أضر مى عمر وريهام حجاج على سبيل المثال وليس الحصر.. فهما قبل مرحلة الفرض كانا يشاركان فى أعمال وسط نجوم كبار وكان الجمهور يقبلهما طبعا ليس كل الجمهور فهناك من أحبهما وهناك من رفضهما.

وكانا يسيران بخطى معقولة للوصول إلى الجمهور الذى كاد أن يتقبلهما ..ولكن فكرة الفرض التى حدثت فى العامين الأخيرين جعلت الجمهور ينقلب عليهما وأصبح حلم وصولهما للنجومية كابوسًا استيقظا عليه..وكأن فرضهما هذا على النجومية هو المسمار الأخير الذى أصاب الشلة التى هاجت وماجت الدنيا عليها من داخل الوسط أو خارجه.

وأصبح الجميع فى حالة انتظار وترقب لتصحيح الوضع.. فمن يريد أن ينتج لزوجته ويفرضها كنجمة هذا حقه وحقها عليه هو فقط وبالتالى ينتج لها بفلوسه وليس فلوس المال العام الذى يجب أن يصرف على الفن الحقيقي والموهبة بجد وليس المصنوعة والمفروضة..فظاهرة النجوم بلا هدف سوى أن يكونوا مشاهير والناس تشاور عليهم وتقول النجمة اهه..لابد أن تنتهى.. وتعود الحياة الفنية لطبيعتها حيث البقاء للأقوى موهبة وكاريزما تجعل  منه أو منها  نجوم يهدفوا لصنع تاريخ فنى مشرف لهم وللفن العربى بشكل عام.