بدأت بـ «خمسة جنيه» من عبد الفتاح القصرى.. وانتهت بـ «200 جنيه» مع هاني رمزي ونيللى كريم

خلال 75 عاماً.. تاريخ العملة الورقية فى السينما المصرية 

بدأت بـ «خمسة جنيه» من عبد الفتاح القصرى
بدأت بـ «خمسة جنيه» من عبد الفتاح القصرى

مرفت عمر

قبل 75 عاما قدمت السينما المصرية فكرة انتقال العملة الورقية من يد إلى أخرى، وطريقة استخدامها مع كل فئة تحصل عليها، وهو ما أعاد تقديمه الكاتب أحمد عبد الله في فيلمه الجديد، فبينما كانت الخمسة جنيهات تمثل راتبا كاملا لموظف، فالمئتا جنيه اليوم لا يمكنها أن تتعامل بالمثل.

اقرا ايضا| معرض «رحلات عاطفية» يستضيف أعمال 4 فنانين عرب لمدة أسبوعين بالقاهرة

لذا فقد استأنف فريق فيلم «200 جنيه» تصوير باقي مشاهد الفيلم استعدادا لعرضه، ويتشارك في بطولته نيللي كريم وخالد الصاوي وإسعاد يونس وهاني رمزي وأحمد رزق، عمرو عبد الجليل، محمد فراج، تأليف أحمد عبد الله وإخراج محمد أمين، وفكرته تدور حول عملة ورقية من فئة 200 جنيه، يتم تناقلها من شخص لآخر في دائرة لا تنتهي، بين راقصة فقيرة تعاني أزمات مالية وتجسدها نيللي كريم، وعامل بنزينة في أمس الحاجة لهذا المبلغ ويجسده هاني رمزي، وصولا لباقي شخصيات العمل.

 

وتلك الفكرة سبق تناولها في العديد من الأعمال السينمائية، لعل أبرزها فيلم «الخمسة جنيه» الذي تم انتاجه عام 1946، دارت أحداثه في إطار اجتماعي فانتازي عن رحلة الخمسة جنيهات ، إذ قررت العملة الخروج من محبسها في خزينة رجل بخيل، تهرب إلى حيث يعثر عليها عامل نظافة فقير، تنتقل من يده إلى يد غيره، حتى تصل إلى يد شاب مستقيم فكانت سببًا في إسعاده، ولكنها تضيق بالسجن في محفظته، فتحن إلى حياة الحرية مرةً أخرى، تأليف السيد بدير وسيناريو وإخراج حسن حلمي، بطولة محسن سرحان، زوزو نبيل، عبد الفتاح القصري، وداد حمدي. 


75 عاما تفصل بين مواعيد عرض الفيلمين، اختلفت قيمة العملة الورقية واختلف معها معالجة الموضوع، والقضايا التي تشغل المجتمع وآلية التعامل معها، فلم تكن الخمسة جنيهات مبلغا زهيدا، بل كانت قيمة الراتب الشهري لموظف الحكومة أو يزيد على الخمسة قليلا، أي انها تكفي متطلباته لشهر كامل، أما اليوم فإن الـ 200 جنيه لا تكفي شراء سلع من السوبر ماركت ليوم واحد، وهو ما يؤكد أن استخدام العملة الورقية في الفيلمين لا تتكافئان، والمغزى الرئيسي يكمن في سرعة تناقلها بين الفئات المجتمعية، واختلاف قيمتها لدى كل منهم، لا تستطيع أن تحدد من أين بدأت وإلى أين تنتهي. 


وفي عام 2014 عرض فيلم قصير يحمل نفس الاسم «خمسة جنيه» قام ببطولته صفية العمري وأحمد الفيشاوي، سيناريو وإخراج محمد أديب، ومدته تتجاوز قليلا العشر دقائق، إلا أن موضوعه اختلف تماما عن فكرة تدوير العملة، حيث ظهرت العملة الورقية فئة الخمسة جنيهات مرتين خلال الأحداث، الأولى في السوبر ماركت كباقي حساب، والثانية نظير خدمة «بقشيش» قدمها شاب لسيدة كبيرة في السن، والفيلم حمل أجواء مشوقة بدأت بمراقبة شاب لسيدة كبيرة السن تشتري طلباتها من السوبر ماركت، وحينما تغادره يسير خلفها حتى تصل لمنزلها، وتشعر بمراقبته لها فتقف وتنظر إليه ثم تكمل طريقها، وتتعثر فتسقط منها بعض الأغراض التي اشترتها، ويطلب منها الشاب حمل الحقيبة عنها، ويصر على الصعود مع للشقة في جو مريب، ثم يدخل معها الشقة ثم المطبخ، يفرغ محتويات عقار طبي قام بطحنه في العصير الذي اشترته السيدة، وقبل أن يخرج تصر السيدة على إعطائه الخمسة جنيه، ليتضح أن السيدة هي أمه وتعاني الزهايمر واعتاد أن يأخذ منها تلك العملة الورقية ويعيدها إليها بعد نومها.