رفعت الجلسة | السحر الأسود

السحر الأسود
السحر الأسود

لم يشعرنى يوما اننى ملكة متوجة، ولم يغمرنى بكلمات العشق والحب، لم يكن شاعرا او حبيبا طوال فترة خطوبتنا، بل كان شخصا صلبا لايتفوه الا بكلمات الاستقرار وتكوين الاسرة فقط.

كنت بالنسبة له فتاة جميلة ارشده اليها ابن عمه ليتزوجها، بيتها اصيل واخلاقها حميدة.. حتى حدث ماكنت اخشاه.. تأُثرت أمى بهذا التجاهل قبل الزواج، لمحت مأساتى، ثم وضعت لى» السم» لتنهى فى فترة وجيزة حياتى الزوجية.

اعترف اننى انهيت حياتى الزوجية بيدى، وضعت استقرارى وسعادتى كلها فى كوب ماء، واسقيت زوجى منه، ثم حصدت مازرعت، تحول إلى رجل مريض، وبدا يكرهنى بدلا من أن يحبنى، ثم قرر فجأة بعد ان عرف بالسر إنهاء علاقتنا

انا هنا أجلس فى محكمة الاسرة ادعى المظلومية واطلب الخلع من زوجى، رغم اننى السبب.. فليس فى عائلاتنا امرأة مطلقة هكذا قالت امى واجبرنى ابى، لكن لا اتوقع ان يتقبل زوجى هذا الوضع، فالطلاق قادم لامحالة قبل ان يصدر القاضى حكمه بخلعى منه.

اتعجب من هذا المحامى الذى عندما جلست معه وقصصت له حقيقة ماحدث مع زوجى لم يستمع إلى بل جهز عريضة الدعوى، والصق بها كل التهم التى لم يرتكبها زوجى بحقى، فأدركت وقتها ان الصلح قد انتهى واننى فى طريقى إلى الخلع، لذلك اخترت ان يعرف الجميع قصتى.

انا فتاة من مدينة المنصورة عمرى لم يتجاوز الخامسة والعشرين عاما، أملك من الجمال مايعشقه الشباب، فعيناى خضراوان وبشرتى بيضاء، وقوامى ممشوق،وتعليمى متوسط.

بعد تخرجى انهال على بيتنا الخطاب، وافقت على بعضهم،ورفضت البعض الاخر، لكن فى النهاية، الاختيار لم يكن لى، بل كان لوالدتى التى اختارت لشقيقتى الكبرى ضابط شرطة، فقررت أن تختار لى شريك حياتى، والمطلوب منى فقط ان ابتسم لكل من يحضر إلى بيتنا طلبا للزواج بى.

حتى حضر زوجى، وقبل أن يأتى لخطبتى، كان ابن عمه قد وضع «السى فى» الكامل له امام اسرتى وبالتحديد امى، التى هللت وكبرت فجأة، ثم دخلت حجرتى واحتضنتنى، وباركت لى، ولم تقل سوى كلمة واحدة، «عريسك جاى النهارده».. ثم اكملت « دورك انك تقعدى معاه، كلميه وارتاحيله، انا بختار لبناتى اللى يسعدهم « ثم تركتنى وكأن الصاعقه قد نزلت على جسدى فشلته.. خمس دقائق وانا فى ذهول كامل، حتى طرق ابى باب حجرتى، وطلب منى الا اتعجل فى الاختيار، فأعاد بكلماته جسدى إلى طبيعته، فى انتظار مايحدث غدا.

جاء زوجى، وكان شابا وسيما، به كافة المواصفات التى تحتاجها اى فتاة لشريك حياتها، فهو اكبر منى ب4سنوات، يعمل مهندسا فى اكبر شركات البترول فى السعودية، وحيد ابيه وامه، لديه منزل خاص به فى المنصورة وفيلا فى السعودية رغم صغر سنه.

جلست معه ساعة كاملة، جل ماتحدث عنه كانت حياته فى الغربة، 4سنوات من العمل، تحدث عنها معى وكأنه لم يدرك ان من تجلس امامه ليس صديقه بل زوجته المستقبلية، لا انكرأنني اعجبت بصدقه واصراره على النجاح، احببت عشقه للعمل، واحترمت رغبته فى البحث عن مناصب اكبر فى وظيفته، لكن كنت اخشى بخله فى التعبير عن حبه ومشاعره تجاهى، لكن كعادتى كلما اشتكيت لامى، كانت تصبرنى بكلمات محددة « بكره يتكلم، حاولى تفتحى معاه موضوعات، اكيد محرج « حتى تزوجنا وهو على هذا الوضع.

كانت امى تعلم مأساتى من بخل مشاعر زوجى، خشيت ان يكون هناك عشق قديم هو مايدفعه إلى عدم التعبير عن حبه واحساسه ناحيتى، واسباب اخرى، لذلك قررت والدتى وبمفردها دون ان يعلم احد من افراد اسرتى، ان تتصرف لتضمن استقرارا دائما مع زوجى.

فوجئت وانا فى طريقى للسفر مع زوجى إلى السعودية بعد اسبوع من شهر العسل فى مدينة الغردقة، بكيس تضعه والدتى بيدى، ثم همست فى اذنى، قائلة « ده حايحميكى،وحايضمن لك الاستقرار الدائم فى زواجك، وان شاء الله تكونى الزوجة الاولى والاخيرة لزوجك «

نظرت اليها نظرة غريبة، ثم تابعتنى بنصائح اخرى « خدى بالك فيه ورقتين، واحدة بحجاب حاتضعيها تحت وسادة نوم زوجك، وكيس اخر، ستقومين بوضعه فى كوب العصير الخاص بزوجك، لاتخافى ليس له لون أو طعم أو رائحة..واختتمتها بربنا يسعدك».

جلست اشهر وانا فى الغربة اتجاهل هذا الكيس، حتى ألحت على امى اكثر من مرة، فقررت ان استمع إلى نصيحتها بعد ان لمست انشغال زوجى بعمله فقط، وضعت كيس اسفل وسادة النوم والذى يضم الحجاب، وعندما حضر زوجى من العمل،وضعت له الكيس الآخر فى كوب العصير .

مرت ثلاثة اشهر، كان زوجى يعاملنى خلالها معاملة غريبة، احضر كتب شعراء الجاهلية واخذ يطربنى يوميا بقصائد ومعلقات عن الحب، ثم يجبرنى على قراءتها، وشرح معانيها له، حتى فجأة تغير من ناحيتى، اصبح يكرهنى، ومرض فجاة، وأخذ ينزف دما من انفه، ويتقيأ دما، ذهب إلى الاطباء لكنهم احتاروا فى تشخيصه ولم يعرفوا سر مرضه.

مرت الايام وزوجى مريض، ولايعرف الأطباء سر مرضه، حتى تعب والدى تعبا شديدا، فطلبت من زوجى ان اسافر إلى مصر لرؤيته والاطمئنان عليه، وافق وسافرت إلى ابى، وجلست شهرا ثم عدت إلى السعودية، وعندما دخلت إلى البيت، جذبنى زوجى من يدى، إلى حجرة النوم، وطلب منى إزالة غطاء الوسادة ثم استخرج الحجاب وطلب منى فتحه، واخباره عن مايحتويه والسبب.

لم أستطع وسط إلحاح زوجى سوى أن اعترف له بالسر، أخبرته عن كل،

شئ، وان غرضى كان استقرار حياتنا، لكنه شعر بذهول غريب، سقط على المقعد، ثم دخل فى صمت طويل، حتى فوجئت به يخبرني، بتجهيز حقيبتى للعودة إلى مصر، لفك هذا السحر الأسود.

عدنا، إلى مصر، ذهب زوجى إلى بيت أسرته، وذهبت إلى بيت ابي، ألححت على امى لفك السحر، ذهبت إلى الدجال وأنهت كل شئ، بعدها قرر زوجى الانفصال، وطلب منى تحديد موعد مع والدى لإنهاء كل شئ.

لكن ماحدث كان عكس رغبته، رفضت امى طلاقي، قالت كعادتها ليس لدينا بنات «تطلق».. أقمت قضية خلع، حدث ماكنت اخشاه، وقبل أن يصدر القاضى حكمه بخلعي، كان زوجى قد أرسل لى ورقة طلاقي، بعد أن باءت محاولات الصلح بيننا بالفشل

أنا مذنبة

نهاية .. انا مخطئة ومذنبة، واعلم أننى اجنى ثمار مازرعت، لكن ما أردته من سرد قصتي، هو تحذير الفتيات وامهاتهن من إتيان الدجل والسحر مهما سمت أهدافهم وحسنت نيتهم..، اليوم انا اعانى ووالدتى تشعر بالذنب، والجميع يلفظنا ولايتقبل حتى فكرة شرح أهدافنا.