شاشة وميكروفون

سمورة وفطوطة

عاطف سليمان
عاطف سليمان

ما أكثر الحكايات التى يجب أن تُحكى عن سمير غانم شخصه وفنه مسرحياً وسينمائياً وتلفزيونياً فى خفة دمه بلا حدود وقد عُرف عنه ذلك منذ أن بدأ احتراف الفن عقب تخرجه ودراسته بكلية الزراعة. من ابرز الذين اكتشفوا موهبته وآمن بها مخرج المنوعات محمد سالم الذى تبنى فرقة ثلاثي اضواء المسرح تلفزيونياًً وما أكثر ما قدمهم وأخرج لهم فى التلفزيون ثم انطلاقتهم إلى أن غيب الموت الضيف أحمد عام 1970 فقدم سمير وجورج أكثر من مسرحية بعد ذلك لتأتى مرحلة من أهم المراحل الفنية فى حياة سمير صانع البهجة وفاكهة الكوميديا حين قدمه المخرج المبدع فهمى عبدالحميد وابتكر له شخصية سمورة وفطوطة عام 1982 وهل يستطيع أحد منا أن ينسى "فطوطة مخرج أنتيكا اتعلم سينما فى أمريكا. يرقص تانجو وشيكا بيكا" ما أجمل تلك الفوازير التى جذبت قلوب الصغار والكبار فكم كانت شخصية فطوطة وسمورة محبوبة الكل يرددها ويعشقها فهى شخصية قصيرة القامة تميزت ببدلة خضراء وشعر أسود منكوش وحذاء كبير وكانت الشخصية التى أبدعها الحاج فهمى وعانى كثيراً فى مونتاجها واستقرت حقاً فى القلوب وكم كلفت هذه الشخصية وإخراجها وقتاً وإرهاقاً كبيرا. وما أكثر الأيام التى كان فيها فهمى عبدالحميد رحمة الله عليه ينام فى الاستوديو ساعة أو ساعتين ليستكمل الحلقات ومونتاجها بدلا من عودته لمنزله بالقناطر الخيرية. وقد كنت قريباً منه ومتابعاً له فى تلك الأيام بحكم عملى وأشاهد رغم إرهاقه ابتسامته الدائمة التى كانت تزيح عنه تعبه المضنى.
‎ رحم الله سمير غانم الذى قدم مشواراً حافلاً بالعطاء الفنى اقترب من 50 مسرحية و80 عملا درامياً إضافة لأفلام سينمائية ناهزت الـ 150 فيلماً ويكفى مقولة موسيقار الأجيال. محمد عبدالوهاب الذى شاهده وهو يمثل فقال عنه إنه شاهد شاباً وسيماً بطريقة ذكية فهو يضحكه جداً ليس بشلاضيمه. كإسماعيل ياسين. ولا تخين وقصير وأحول زى القصرى مضيفا أنه كوميديان غير عادى موته من الضحك وكان هذا رأيه ‎فى سمير غانم.