بدون تردد

حقوق الإنسان!

محمد بركات
محمد بركات

كان المشهد الجارى على مرأى ومسمع من العالم كله، طوال الأيام الأحد عشر التى استغرقها العدوان الاسرائيلى الغاشم على الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة، مثيرا لموجة عارمة من الغضب والألم، وداعيا للاستنكار والرفض لعمليات القتل والدمار التى تمارسها القوات الاسرائيلية ضد النساء والأطفال والمواطنين العزل.
ولكن المشهد كان فى ذات الوقت كاشفا عن مدى الكذب والخداع، الذى تمارسه القوى الدولية الكبري، التى ظلت طوال الأعوام الماضية منذ منتصف القرن الماضى وحتى اليوم تمارس الكذب العلنى على كل شعوب العالم، وتدعى أنها الحامى الأول لحقوق الانسان فى كل مكان والمدافع الصلب عن حريات الشعوب وحقها فى تقرير المصير.
وقد ثبت بالدليل الحى مخالفة هذه الادعاءات للحقيقة خلال الأحد عشر يوما التى استغرقها العدوان حيث كانت آلة القتل والدمار الاسرائيلية تمارس عملها الاجرامى فى هدم المنازل والمنشآت على رءوس أهلها وسكانها فى غزة، وتقوم بتدمير البنية الأساسية وتخريب ووأد كل صور الحياة فى القطاع... دون أن تتحرك القوى الكبرى والدول العظمي، التى  صدعت رءوسنا ورءوس العالم كله بدفاعها الانتقائى بل الوهمى عن الحريات للشعوب وحقوق الانسان لكل البشر، لوقف الجريمة وتوقف العدوان.
وقفت هذه القوى موقف  المتفرج.. بل والمبارك بكل صفاقة، لما تفعله قوى العدوان والقتل والدمار الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.
ورأينا هذه القوى العظمى تتبارى وتتسابق فى إعلانها عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها،...، وذلك دون خجل بل فى صفاقة.
وحتى عندما استشعرت استهجان العالم لموقفها المخزى عدلت موقفها مضطرة إلى دعوة الطرفين للتهدئة فى مساواة فاضحة وغير انسانية وغير عادلة بين القاتل والقتيل.
وهكذا كانت الأحد عشر يوما كاشفة لحقيقة موقف تلك القوى  تجاه حقوق الانسان وحريات الشعوب.