انتهى نجم «الأكشن» الأسترالي، جيسون ستاثام، من تصوير أحدث أعماله السينمائية «غضب الرجل» بدور العرض العالمية، وهو الفيلم الذي وعد مخرجه الإنجليزي جاي ريتشي بأنه لن يكون مجرد فيلم عصابات تقليدي.
كانت المرة الأخيرة التي رأينا فيها عملا سينمائيا لريتشي، مع بداية تفشي فيروس «كورونا» في العالم، وهو الكوميديا البوليسية «السادة»، الذي حقق وقت عرضه إيرادات جيدة، لأن العالم وقتها لم يكن يعلم بما يحدث، وفي «غضب الرجل» يقدم لنا ريتشي قصة أكثر جدية من التي قدمها في فيلمه السابق، و»غضب الرجل» يعد إعادة إنتاج للفيلم الفرنسي «Cash Truck» الذي عرض عام 2004، وتدور أحداثه في عالم الإنتقام والدموية والإثارة التي يتميز بها ستاثام.
ريتشي الذي يظهر غالبا متأثرا في أعماله بالأسلوب الإخراجي للمثير للجدل كوينتين تارنتينو، مستمر على نفس النهج في فيلمه الجديد، حيث يحاول أن يسير على خطى أحدث أفلام تارانتينو «ذات مرة في هوليوود»، لينجح نوعا ما في تقديم فيلم مترابط يليق بالجمهور العريض لبطل سلسلة أفلام «The Transporter»، فضلا عن أن الحوار الذي كتبه جاي، بالتعاون مع كل من إيفان أتكينسون ومارن ديفيز جاء قويا وشيقا، فنرى الفيلم مليء بالجمل الفلسفية التي يتميز بها القتلة في أفلام تارانتينو، ويتوج هذا كله المجهود العضلي البارز الذي يقدمه ستاثام بجدارة مشهودة.
ولمنح الفيلم هيبة أكبر على غرار أفلام العصابات القوية، استعان ريتشي بالملحن البريطاني كريستوفر برنتستيد، الحائز على «الأوسكار» عن فيلم «جاذبية»، وكان اختيار ريتشي موفقا بالفعل.
يلعب جيسون في الفيلم شخصية رجل بريطاني غامض يعيش في لوس أنجلوس، يحصل على وظيفة كحارس شاحنة مصفحة، مسئولة عن نقل مئات الملايين من الدولارات حول لوس أنجلوس أسبوعيا، ونراه يجتاز الأراضي الصناعية في المدينة، والتي نادرا ما يتم مشاهدتها في الأفلام، ويتضح مع مرور الأحداث أن وراءه ماض سابق ورغبة دفينة في الانتقام، لن نكشف عنها حرصا على عدم الكشف عن الأحداث.
ولمن لا يعلم يعد «غضب الرجل» هو التعاون الرابع بين جاسون وريتشي، ويعود التعاون الأول بينهما إلى عام 2005 في فيلم «Revolver»، وبعد مرور تلك السنوات وعودتهما للعمل سويا، لم يخيب جاسون آمال جمهوره في تقديم جرعة مكثفة من مشاهد «الأكشن»، تليق بمكانته الكبيرة بين رجال سينما «الأكشن».
قبل عدة سنوات عندما ترك المخرج البريطاني سام منديز سلسلة أفلام «جيمس بوند»، وتم طرح اسم ريتشي كبديل محتمل له، لكنه لم يتم الاستقرار عليه، والآن بعد تقديم «غضب الرجل»، أظهر جاي أنه كان مؤهلا لتولي زمام «جيمس بوند»، وأنه صار من أصحاب البصمات القوية في سينما «الأكشن».