فى الصميم

العنوان هو فلسطين والاحتلال هو القضية

جلال عارف
جلال عارف

التنسيق بين مصر والأردن هام جدا فى كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. والعمل المشترك بين الدولتين الشقيقتين والإخوة الفلسطينيين هو حجر الزاوية فى أى تحرك عربى من أجل الحل العادل الذى يضمن الحقوق المشروعة لشعب فلسطين فى الاستقلال والدولة على كامل حدود ما قبل ٦٧ بما فى ذلك القدس الشريف.. العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

هنا على خطوط المواجهة تحملت شعوب مصر والأردن مع شعب فلسطين (ومع سوريا العزيزة قبل محنتها الراهنة) عبء الاشتباك فى الصراع المستمر وتكلفة الحرب وأعباء السلام، ومازالت حتى الآن. وسوف يستمر الوضع كذلك حتى يعم السلام العادل المنطقة.

الآن، وبعد أن سقط وهم تصفية قضية فلسطين، وسقطت معه أوهام الصفقات المشبوهة والتطبيع المجانى.. تعود الحقائق لتفرض نفسها بفضل تضحيات شعب فلسطين. تقود مصر جهود وقف إطلاق النار وتعمل-مع الأشقاء والأطراف الدولية المسئولة-لتثبيت الهدنة وفتح الأبواب لإعادة البناء، ولكن يبقى الأهم وهو ترجمة تضحيات أبناء فلسطين إلى إنجاز سياسى على طريق الحل العادل والسلام الشامل.

هام جدا هنا أن تخضع كل الفصائل لإرادة الشعب الفلسطينى فى توحيد الصف والكلمة والقيادة.. وهام جدا أن تتواصل جهود مصر والأردن وباقى الشركاء العرب لدعم هذا التوجه، ولكى تكون هناك رسالة عربية واحدة وحاسمة بأنه لا استقرار ولا سلام حقيقى فى المنطقة إلا بالحل العادل لقضية فلسطين وبقيام دولتها المستقلة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن.

التركيز فى هذه المرحلة سيكون بالتأكيد على تثبيت الهدنة والإعداد لإعادة البناء وتقديم المساعدات التى قال وزير الخارجية سامح شكرى أنها ستشمل الضفة الغربية مع غزة. هام جدا أن يكون العنوان دائما هو فلسطين وليس غزة أو رام الله. وهام جدا أن يكون أساس العمل هو ترجمة ما تحقق إلى إنجاز سياسى وأن يتحرك العالم نحو تفعيل حل الدولتين وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال الصهيونى وتحرير القدس العربية التى انطلقت منها شرارة الانتفاضة الفلسطينية الحالية. والتى مازالت تشهد المزيد من ممارسات الاحتلال الإسرائيلى التى تؤكد ضرورة أن يتحرك العالم قبل انفجار جديد ودمار أشد.