أرمنت الحيط.. جزيرة أقصرية تعاني العزلة

العبارة حتشبسوت بالأقصر
العبارة حتشبسوت بالأقصر

أصبحت خدمة توصيل الصرف الصحي بمثابة الحلم الذي يراود أهالي جزيرة أرمنت الحيط التابعة لمر كز القرنة محافظة الأقصر للحد من ظاهرة التلوث البيئي وانتشار الحشرات خاصة في فصل الصيف.

اقرأ أيضاً| 

 

استمرار حملات التطهير والنظافة بالأقصر للحد من انتشار كورونا

 

وحتى الآن يرى المواطن الأقصري أنه رغم أن توصيل الصرف من أبسط الحقوق المشروعة، في ظل القيادة الرشيدة في عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحرص أن تصل جميع الحقوق إلى البسطاء المحرومين منها فإن مسؤولي المحافظة لا يبالون بهذا الأمر.

 

شكاوى بلا جدوى

لأكثر من مرة تقدم الأهالي بشكاوى إلى المسؤولين بسبب طفح الخزنات بصفة مستمرة الأمر الذي يعرضهم إلى الإصابة بأمراض خطيرة فضلا عن تآكل جدران المنازل نظرًا لإقامتها على الخزانات وسكان جزيرة أرمنت الحيط جاءت عليهم الظروف بسوء الحظ لكونهم يعشون في هذه الجزيرة وهي منطقة تحيط بها المياه من كل الجوانب، إذ تتواجد بالكامل في قلب نهر النيل، ولا تربطها أية وسائل نقل بالمدينة سوى عبارة متهالكة تحمل اسم " حتشبسوت"، والتي تعينهم على التنقل اليومي لقضاء حوائجهم بصورة لا تليق بالمواطنين.

 

 

أهالي أرمنت الحيط الذين يعيشون في عزلة تامة عن العالم الخارجي، سبيلهم الوحيد هو "العبارة حتشبسوت" التي تنقلهم من جزيرتهم بوسط نهر النيل إلى المدينة، لكن للأسف فإن أعطالها كثيرة.

 

وما يزيد من معاناة الأهالي أن هذه العبارة تتوقف عند الساعة التاسعة مساء، بدعوى أن الأهالي لا يخرجون خلال فترة الليل على عكس الحقيقة، ولكن المسؤولين يسمعون إلى العاملين في العبارة فقط.

 

أما حلم المواطن البسيط على أرض تلك الجزيرة هو إقامة كوبري صغير يربطهم بالمدينة حتى يستطيعون العيش كباقي أبناء محافظة الأقصر، وكذلك القدرة على نقل متطلباتهم من وإلى الجزيرة، ووقف المعاناة التي يتكبدونها حال مرض أحدهم في وقت متأخر من الليل؛ حيث تكون العبارة قد توقفت عن العمل.

 

وجزيرة أرمنت الحيط تابعة أمنياً لمدينة القرنة وإدارياً لمدينة الطود، وفي هذا الصدد التقت "بوابة أخبار اليوم" بمحمد عبد الجواد عبد القادر إمام مسجد بالجزيرة وإابراهيم سيد، حيث قالا: "مش كفاية علينا إننا تابعين أمنيا للقرنة وإدارياً للطود، حتى أصواتنا نصفها في لجنة مدرسة جزيرة أرمنت يعني تابعين لدائرة مركز القرنة، ونصفها الآخر في أرمنت الحيط يعني تابعين لدائرة مركز أرمنت".

 

وقال عبدالجواد: "هناك مشكلة أخرى عندنا وهي عدم وجدود وحدة بيطرية لكي يتم الإشراف على الحيوانات ومربي الماشية بالجزيرة يعاني من الأمرين في ظل انتشار الأمراض الخطيرة التي أهلكت الماشية بسبب عدم التقديم الخدمات من ناحية الطب البيطري".

 

وتابع: "نناشد المسؤولين ومحافظ الأقصر بإنشاء وحدة بيطرية بجزيرة ارمنت الحيط للحفاظ على الثورة الحيوانية.

 

بينما يؤكد أحمد محمد حجاج أنه لأكثر من 6 أسر يشربون من مياه الطلمبات وهي مياه غير صالحة للشرب، مضيفًا: "نطالب بتدخل المسؤولين عن شبكة المياه بالأقصر للاهتمام بشبكة المياه عندنا وتغذيتها من الخط العمومي الذي يوجد على بعد 600 متر فقط".

 

فيما يوضح علي النوبي علي  - كبير المزراعين بالجزيرة أنهم أبعد الجزيرة عن المدينة وعدم وجود وسائل تنقل لها سوى عبارة وحيدة، فإنهم يعانون يومياً من ضعف إمكانيات الوحدة الصحية بالجزيرة، فضلا عن عدم وجود تخصصات طبية بها مثل الأسنان والعظام.

 

هنا تدخل عبدالناصر عبدالسميع ليتساءل: "متى ينتهي العمل من تطوير الوحدة الصحية والذي بدأ منذ شهور طويلة ولم ينته بعد؟"، مضيفا: "نحن في حاجة ماسة إلى خدمات أخرى وأقسام متخصصة".

 

بدوره يلفت نان راغب النظر إلى ضرورة توفير مركز شباب يراعي متطلبات الشباب من وسائل ترفيه، خاصة أن هناك مدرسة قديمة متروكة منذ سنوات طويلة ويمكن استغلالها في إنشاء مركز شباب مع ضرورة تغيير شبكة المياه.

 

وما بين هذا وذاك اعترف أشرف عبدالرحيم قناوي رئيس الوحدة المحلية لقرية المريس والتي تتبع لها قرية جزيرة أرمنت بأن القرية من القرى المحرومة من خدمات الصرف الصحي، وورد كتاب من الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي يحمل رقم 3079 بعد الدراسة لعلاج أزمات المناطق المحرومة من الخدمة بالتعاون مع المجتمع المدني والجمعيات  الأهلية تبين أن القرية ليست مدرجة ضمن المخطط التصميمي حتى عام 2021 وما بعدها.

 

ولفت رئيس الوحدة المحلية لقرية المريس إلى أنه تم التنبيه على إدارة أملاك الدولة بتوفير الأراضي اللازمة لتنفيذ مشروع الصرف الصحي في القرية حتى يتم توفير الاعتمادات اللازمة لذلك.