موضوعات بعض المسلسلات غريبة على مجتمعنا.. وعشت أحلى ذكرياتي في مدرسة التلفزيون

رئيس التلفزيون الأسبق: «القاهرة - كابول» و«زركش» و«زيزى» و«نيوتن».. الأفضل

سوزان حسن
سوزان حسن

قبل الاتصال بها وضعت فى ذهنى عدة أسئلة وأفكار لمناقشتها، لا تعتمد فقط على ذكرياتها الرمضانية وقت أن كانت مذيعة بالتليفزيون المصري، إلى أن أصبحت رئيسا للتليفزيون لمدة ٤ سنوات متتالية، ومن هنا تبرز أهمية الحوار معها، فهى فى هذا الوقت من عام ٢٠٠٥ مسئولة عن خريطة رمضانية متنوعة تضم المسلسلات الدولية ومنها التاريخية والاجتماعية والكوميديا والأطفال والبرامج وأيضا الفوازير.

السطور السابقة هى بداية الانطلاق للحوار مع إعلامية مرموقة، مشهورة، متميزة اسمها سوزان حسن تركت منذ أكثر من ١٠ سنوات كرسى المسئولية، وتوارت عن الشاشة بكل جاذبيتها ولكنها مازالت متربعة فى القلوب والأذهان.

سوزان حسن لم تكن مذيعة أو إعلامية ظهرت على الشاسة فى وقت ما أو زمن ما، بل تركت بصمة كبيرة سواء على الشاشة كمذيعة أو فى تغطية كل جولات حرم رئيس الجمهورية وقتها، سوزان مبارك وأيضا ترشحها لعضوية مجلس الشعب فى محافظة الشرقية قبل أن تعتذر لقناعتها الشخصية بأن دورها الإعلامى أهم وأبقى وأقرب لها من عضوية مجلس الشعب.

هى إذن واحدة ممن كان لها دور مهم فى تشكيل الرأى العام، بل وفى التعامل مع كل الأجيال، ولذا كانت حريصة كل الحرص أن تضع المشاهد نصب عينيها وفى عقلها وقلبها لأنه هو كل شيء، فهى تعرف جيدا أن لديها رسالة مهمة ولابد أن يكون المذيع أو المذيعة يعرف هذه الرسالة جيداً قبل أن يدخل عقل وقلب المشاهد. 

- من هنا سألتها فى البداية عن دور المذيع أو المذيعة أو ما يسمى بالإعلامى بمفهوم هذه الأيام ؟ 

ابتسمت ابتسامة صافية بنفس هدوء وأناقة صوتها،قائلة: زمان كان التليفزيون مدرسة بمعنى الكلمة ولا أنسى من تعلمنا منهم يعنى إيه مذيع لديه وجهة نظر فى الناس والحياة وفى الأفكار والرؤية، فالمذيع ليس مجرد ملامح وشكل على الشاشة، المذيع أو المذيعة صانع لمجتمع بل مشارك فى صناعة وتغيير المجتمع من خلال برامجه الهادفة، ولذا أنا كنت أعشق مهنتى وأَحب الألقاب إلى قلبى حتى الآن كلمة "مذيعة" وليست إعلامية كما يقال الآن.

- هل هناك الآن على الشاشات −التى أصبحت كثيرة جدا جدا−، مذيعات أو مذيعون مازال لديهم نفس مواصفات وملامح وأفكار مدرسة التليفزيون؟ 

بعفوية ونوع من التحفظ قالت: والله فيه كثير إنما المقارنة هنا لن تكون فى صالح الجيل الجديد ولكن يوجد من يملكون سمات مدرسة التليفزيون أما ظاهرة الإعلامى التى انتشرت بشكل مخيف فهذا شيء لا أعترف به حتى وإن كان هذا الإعلامى أو الاعلامية ذا شعبية جارفة، هذه الشعبية من وجهة نظرى زائفة لأن برنامجه مع الأسف لا يعتمد على رؤية أو رسالة بل "رغى فى الفاضى" فقط.

- ما رأيك فيما يقدم من برامج ؟ 

ردت سريعا "هو إللى إحنا بنشوفه دلوقتى برامج"، أين البرامج التى تناقش قضايا الطفل أو المرأة أو المجتمع أو حتى البرامج الثقافية والعلمية، كلها فى الأغلب تقوم على المقالب والاستظراف والقفشات الثقيلة وليس لها علاقة بالمشاهد.

- وعن رأيها فيما  قدم على الشاشات المصرية والعربية من دراما ؟ 

بعد لحظات من الصمت : قالت بعض المسلسلات الدرامية غير مقنعة بل دون المستوى، لا فيها قيمة أو موضوع أو هدف،مثل ملوك الجدعنة ونسل الأغراب وغيرهما ولماذا نقدم أكثر من ٢٠ مسلسلا فى الموسم ورغم هذا الكم الهائل كان هناك مسلسلات حرصت جيداً على متابعتها منها مسلسل مهم جداً "خلى بالك من زيزى" وهو يناقش قضية مهمة جداً وله هدف وقيمة وأيضاً "زاهى نجيب زركش" ليحيى الفخرانى وكذلك " القاهرة كابول" كل أبطاله متميزون وعلى رأسهم نبيل الحلفاوي، وبالمناسبة أنا متفائلة رغم كل هذا، فدراما رمضان الحالى أفضل عما قبل ولو بنسبة ولا أنسى بالطبع "لعبة نيوتن" لمنى زكى والذى ناقش قضية مهمة جداً .

- وما الضرورى لكى تكون الشاشة مثلما كانت زمان فى مدرسة ماسبيرو أوالتليفزيون ؟ 

قالت بأسف وحزن: لم نجد عملاً تاريخياً أو مسلسلا للأطفال كما كان أو حتى موضوعا اجتماعيا يهم المشاهد وأندهش جداً من هذا الكم الهائل كيف يستوعب المشاهد كل هذا الكم الهائل وأتعجب جداً من غياب برامج المسابقات وأيضاً الفوازير وغيرها.

- وعن رأيها فى الإعلانات والإعلاميين ؟ 

لاحظت أن مسحة الحزن والأسف والتعجب بادية فى صوتها قائلة بغضب شديد: افتقدنا رمضان الحقيقى، من الواجب وضع خطة متوازنة لعرض الأعمال الدرامية،وميثاق شرف اعلامى بحيث لا يطغى الاعلان على الإعلام بهذه الصورة، ففى كل بلاد العالم معروف أن الإعلان ٣ دقائق فقط وهذا ما تعلمناه فى مدرسة التليفزيون فهو لم يكن تليفزيونا فقط، وللعلم معظم من نشاهدهم الآن يفتقدون المهنية إلا قليلا.

- ماذا ينقص الشاشة لتكون بحق ذات رسالة وهدف وأيضا تجذب المشاهدين بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعى؟ 

بحماس شديد كان ردها: تحتاج إلى نوع من الانضباط والرؤية والتنوع وضرورى جداً أن يكون هناك اهتمام بالطفل والمرأة والشباب والعمال والفلاحين والرياضيين والفنون وأيضاً الثقافة كما كان زمان وهذا ما أطالب به دائماً وكنت أحرص عليه عند وضع خريطة رمضان باعتبارى كنت رئيسا للتليفزيون واعترض بشدة على أن الزمن تغير والأجيال تغيرت فعندما نقدم شيئا محترما سوف يعود المشاهدون للشاشة بكل تأكيد وللعلم الناس أذواق وعلينا أن نرقى بذوق المشاهد ولا نقدم له عنفاً وضرباً وموضوعات وبرامج، أسفة فى القمامة هايفة جداً.

- عن ذكرياتها فى رمضان بعيداً عن موقع المسئولية كرئيس للتليفزيون أو حتى عضو منتدب فى مدينة الإنتاج الإعلامى حالياً ؟ 

قالت بابتسامة وحنين إلى الزمن الجميل الذى عاشته بين جدران التليفزيون المصرى كما تحب أن تسميه قائلة: كنت سعيدة جداً كانت أيام حلوة قضيناها فى التليفزيون سنوات من عمرنا وكثيرا ما كنا نفطر فى رمضان داخل المبنى بحكم العمل ولكن كنا نختار يوماً بعينه لعمل افطار جماعى، كل مذيعة منا تقوم بإحضار شىء بيتى فمثلاً مرفت فراج ونادية فراج عليهما الديك الرومي وأنا مكلفة بإحضار حمام محشى وطرب ومعنا الكثير من المذيعات كفريال صالح وكل المذيعات ولم يكن الهدف من هذا الإفطار الأكل معاً بقدر الود والمحبة والألفة التى كانت تجمعنا.

- ماذا تعلمت سوزان حسن من جيل العمالقة فى مدرسة التليفزيون، ومن هى مثلك الأعلى من المذيعات القدامى ؟ 

قالت: عملت بالتليفزيون بعدما تخرجت فى كلية التجارة جامعة القاهرة عام ١٩٧٥ بتقدير جيد جداً ولم أعمل كمذيعة فى البداية بل كموظفة بالشئون الإدارية والمالية وبعد شهور قليلة فوجئت بإعلان فى المبنى عن طلب مذيعات، تقدمت للامتحان ونجحت بالفعل، عملت كمذيعة لعدة أشهر ثم سافرت مع زوجى إلى لندن لكى يحصل على الدكتوراة وهو بالمناسبة ابن عمتى وتخصص فى طب وجراحة العيون وفى لندن عشنا خمس سنوات كانت هى الأكثر تأثيرا فى تشكيل أفكارى عن البرامج وكيفية تقديم ما يهم المشاهدين وعند عودتى كانت البداية وقد تعلمت من أساتذة مذيعات كبار بحق مثل همت مصطفى و سهير الاتربى وفريال صالح ومنى جبر وحمدية حمدى وغيرهن كثيرات، وبالمناسبة أول ظهور لى على الشاشة كان فى رمضان.

- فى رأيك أين التليفزيون المصرى بين هذا الكم الهائل من الشاشات الكثيرة والمنافسة الشرسة ؟ 

موجود ومازال به كوادر جيدة جداً وسيظل التليفزيون رغم كل الظروف مدرسة محترمة جدا، ويكفى أن معظم من يعملون بالقنوات الخاصة من أبناء ماسبيرو.