كنوز| أخي.. جاوز الظالمون المـدى فحقَّ الجهادُ وحقَّ الفـِدا

محمد عبد الوهاب  - هل هلال العيد بعدوان غاشم تجاوز فيه الظالمون المدى   بريشة «ناجى العلى»
محمد عبد الوهاب - هل هلال العيد بعدوان غاشم تجاوز فيه الظالمون المدى بريشة «ناجى العلى»

يعتبر الموسيقار محمد عبد الوهاب أول فنان يصرخ فى وجه العدو الصهيونى الذى سرق أرض فلسطين، وشتت أهلها أصحاب الأرض والحق، نتيجة الخيانة التى أطلقوا عليها "النكبة الكبرى"، فقام بتلحين قصيدة "فلسطين" التى كتبها الشاعر على محمود طه عام 1948 قبل أن يرحل عن الدنيا بعد النكبة بعام واحد، عبد الوهاب جسد وترجم كلمات القصيدة بصوته وموسيقاه لتبقى وثيقة غنائية تعبر عن صلابة القوة الناعمة فى مساندة أصحاب الحق والأرض، وقد لحنها عبد الوهاب وغناها عام 1948 بلحن يجمع بين الحزن على ما جرى، والتحدى من أجل استرداد ما ضاع مستخدما الدفوف فى أكثر من مقطع لتحقيق جو من الحماس فى الأغنية التى يقول فيها:


«أخى جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبوة والسؤددا
وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتا لنا أو صدى فجرد حُسامك من غمده فليس له بعدُ أن يغمدا
أخى أيها العربى الأبيُ أرى اليوم موعدنا لا غدا
أخى أقبل الشرق فى أمة ترد الضلال وتحيى الهدى
صبرنا على غدرهم قادرين وكنَا لهم قدرا مرصدا
طلعنا عليهم طلوع المنون فصاروا هباء وصاروا سدى
أخى قم إلى قبلة المشرقين لنحمى الكنيسة والمسجدا
أخى إن جرى فى ثراها دمى وأطبقت فوق حصاها اليدا ففتش على مهجةٍ حرةٍ أبت أن يمر عليها العدا
وقبِل شهيداً على أرضها دعا باسمها الله واستشهدا
فلسطين يفدى حماكى الشباب وجنَ الفدائيُ والمقتدى فلسطين تحميك منَا الصدور فإما الحياةُ وإما الردى».


واصل الموسيقار محمد عبد الوهاب بموسيقاه وألحانه الخالدة مساندة قضية فلسطين العادلة بألحان صاغها لعدد كبير من المطربين والمطربات، إيمانا منه بأن القوة الناعمة سلاح قوى فى المعركة، وصوت حر يصل لكل أسماع العالم، وتوثيق وجدانى لا يموت ولا يندثر.