جنازات كورونا.. إعادة تدوير للفيروس

جنازات كورونا
جنازات كورونا

الإصرار على إقامة الجنازة والعزاء قهر الإجراءات الاحترازية

رؤساء أحياء: سرادقات العزاء ممنوعة.. وصاحب الفراشة أول من يتم الإبلاغ عنه
هندي: من لا يأخذ بالإجراءات آثم وعليه وزر.. وكريمة: لا بأس مع أخذ التدابير اللازمة


غياب الوعي وتجاهل تحذيرات الدولة لمنع التجمعات والالتزام على الإجراءات الاحترازية، هما الأساس في اتساع دائرة انتشار كورونا، وزيادة أعداد المصابين والوفيات، ورغم التحذيرات المشددة لمنع صلاة الجنازة في المسجد أو بأعداد كبيرة وحظر إقامة عزاء، إلا أن الكثير من المواطنين يتمسك بالعادات حتى لو على حساب صحتهم وحياتهم.

يتمسك غالبية أهالي المتوفين من مصابي كورونا وخاصة في الصعيد والريف، عن إقامة جنازة وسرادق عزاء وسط حضور الآلاف، ضاربين عرض الحائط بكل التحذيرات، لتكون جنازات ضحايا كورونا بمثابة بؤر لإعادة تدوير الفيروس.

اللواء فرج عبدالله هويدي، رئيس حي بولاق أبوالعلا، أكد أن سرادقات العزاء ممنوعة، وأول من يتم إبلاغ المباحث عنه عند تلقي أي شكوى بوجود شادر عزاء، هو صاحب الفراشة الذي أجر السرادق، ويتم إزالة كل الإشغالات من خيام وكراسي وغيرها، موضحاً أن هناك درجة وعي من الناس فيما يخص إقامة شوادر العزاء، وإدراك للخطورة من ورائها.


وتابع قائلاً: «عند النزول لإزالة سرادقات العزاء لم نواجه أحد من الأهالي، لأننا ننزل بمجرد معرفتنا ببداية التجهيز، وقبل أن يتم الفرش ويبدأ الناس في التوافد للعزاء».


وعن الجنازات أشار هويدي، إلى أنه لم يأت فى شأنها أي تعليمات، وتعامل معاملة «التجمعات» عموماً، لافتاً إلى أنه فى القاهرة أو المدينة عموماً لا تكون الجنازة عادة بأعداد كبيرة، ولكن المشكلة قد تكون أكبر فى الأرياف والصعيد لوجود عائلات وأنساب، لا تتنازل عن جنازة وعزاء يليق بالعائلة، قائلاً: «نحن توفى لنا زملاء فى العمل بكورونا ولم تشيع لهم جنازات بأعداد كبيرة حفاظاً على سلامة الجميع من خطر الإصابة».


واختتم حديثه متمنياً أن الإجراءات التى تمارسها الناس فى المساجد من تباعد والتزام بالكمامات خوفاً من غلق المسجد، يتم ممارستها فى الشارع خاصة فى ظل التجمعات الكبيرة، نتمنى أن يحذو الشارع حذو المساجد.


دكتور عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أكد أنه لابد من أخذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الجميع، وفي صلاة الجنازة لابد من مراعاة التباعد، وألا يكون هناك تدافع أو تقارب وتزاحم في تشييع الجنازة، قائلاً إنه لابد من مراعاة الأمور الوقائية، لأن الحفاظ على النفس البشرية واجب ديني على الجميع، تنفيذا لقول الله سبحانه وتعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».


وأكد أن من لا يأخذ بالإجراءات آثم وعليه وزر، وعن سرادقات العزاء فأشار إلى أنه من الأولى أن تكون قاصرة على تشييع الجنازات هذه الأيام حفاظاً على الجميع، وإن كان هناك ضرورة لإقامة عزاء، فهناك تعليمات وأطر قانونية وفق قرار وزارى من مجلس الوزراء لتظيمها لابد من الالتزام بها، وابتعاد مكانى بين الكراسى عن بعضها، وليس كما يحدث في الأرياف والصعيد، قائلاً: «من لا يراعى نفسه والناس فى صحته وصحتهم آثم، فهذه الجنازات من الممكن أن يكون بها أحد مصاب وهنا تكون مشكلة قد تصل لكارثة».


بينما يرى دكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن، أنه لا بأس من تشييع الجنازات مع أخذ التدابير الاحترازية ونمارس حياتنا، مؤكداً أنه لابد أن نكون وسط فى معاملتنا في كل شىء، قائلاً: «لا يمكن أن نقول للناس لا تشيعوا الجنازات، وإلا فمن يدفن الموتى، ولكن ما نقوله اتقوا الله ما استطعتم».


دكتور سامي المشد أمين سر لجنة الصحة بالبرلمان، أكد في بداية حديثه أن الفيروس لا ينتقل من المتوفي بكورونا، وإن كان الفيروس مازال موجوداً عند الوفاة يموت خلال أربعة ساعات، بالإضافة إلى إجراءات وزارة الصحة في التغسيل والتكفين وما يوضع على الكفن من مطهرات يقي من نقل الفيروس، موضحاً أنه لم يوجد شىء يؤكد حتى الآن أن التلامس ينقل الفيروس حتى بين الأحياء.


ولفت إلى أن مشكلة جنازات وفيات كورونا ليست في المتوفي نفسه، بل في التزاحم والأعداد التي تخرج في كثير من الأحيان لتشييع المتوفي ودفنه وبعد ذلك العزاء، ولو أن هناك شخصاً مصاباً أو حاملاً للفيروس حتى لو أنه لا يعرف، فتكون فرصة كبيرة لإصابة أعداد كثيرة من المتواجدين وتتوالى بعدها نقل ونشر العدوى.


وأكد المشد أنه لا بد أن يلتزم الناس فى التجمعات كلها بالإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامات ومراعات المسافات البينية، إلا أن عدم التزام البعض هو السبب فى اتساع دائرة انتشار الفيروس، وبدلاً من أن تكون جنازات كورونا اتعاظ من الفيروس تكون إعادة تدوير للفيروس.


وأوضح أن الجنازات يكون بها تلاحم أكثر من أى تجمعات أخرى، والمشاهد بها لا يوجد بها التزام، لذلك هى من أكثر مصادر نشر الفيروس، مطالباً الناس بمزيد من الالتزام واتباع تعليمات وزارة الصحة، قائلاً: «الموضوع فعلاً خطير والمرحلة الثالثة شاهدناها فى دول أخرى صعبة، ولا نريد أن نصل لهذا الوضع.


واختتم أمين لجنة الصحة بأن الإعلام والمؤسسات الدينية والمجتمع كله عليه دور كبير فى نشر التوعية بشكل دائم ومستمر، منوهاً أنه فى البداية كان الالتزام أكبر خاصة بعد أن ألفت الناس الوضع، ولم يعد الكثير يخاف منه مثل أول الأزمة.

شاهد ايضا :- «مين اللي أكل الجبنة».. أبرز إفيهات الراحلة نادية العراقية

جنازات كورونا.. إعادة تدوير للفيروس