ماركو الحاصل على «جائزة نيوتن»: خطة التعليم فى مصر ستؤتى ثمارها

«كورونا» يهدد مرضى الكبد الوبائى

ماركو يوسف يحمل «جائزة نيوتن»
ماركو يوسف يحمل «جائزة نيوتن»

مثل لاعب كرة قدم مهارى يراوغ كوفيد− 19 من يتصدى له، بينما  يهاجم أصحاب الأمراض المزمنة بضراوة ما يجعلهم صيدا سهلا، إلا أن البحث العلمى لا يتوقف ويتجدد بدوره من أجل القضاء على الوباء اللعين. 

يكشف د. ماركو يوسف زكى الحاصل على "جائزة نيوتن" العالمية أن الفيروس يتحول بين الحين والآخر، ليهدد أصحاب المناعة الضعيفة وكبار السن وخاصة مرضى الكبد الوبائي، ما يضع البحث العلمى فى حالة سباق مع الزمن لإيجاد اللقاحات التى تقضى على الفيروس. 

ويرى أن المناخ فى مصر قادر على إفراز الباحثين فى مختلف المجالات لأن التعليم فى أصله مجهود جماعي، لكن الفرد مسئول عن تطوير نفسه وقدراته من خلال البحث والتعلم حتى يستطيع الوصول للهدف المنشود الذى يطمح فيه، فيما يصف خطة التعليم فى مصر بالطموحة، وتهدف لجعل الطلاب ملمين بالتطورات التكنولوجية المتسارعة، ويثق أننا سنجنى ثمار هذه الخطة فى المستقبل.

وفى الفترة الأخيرة بات د. يوسف المدرس بكلية الصيدلة بجامعة المنيا فى الفترة الأخيرة هدفا لوسائل الإعلام باعتباره أول مصرى يفوز بجائزة نيوتن التى تمنحها بريطانيا، متفوقا على 27 باحثا من دول مختلفة.

لم يكن يوسف  يتوقع الفوز بالجائزة لشدة المنافسة ووجود أبحاث أخرى رائعة، بينما كانت زوجته أول شخص يخبرها بفوزه حين علم بالأمر باعتبارها شريك رحلة السهر الطويلة والمشجع الأول له. 

لا ينكر يوسف  الانفصال بين البحث العلمى والتطبيق فى مصر ما يعد عقبة كبيرة أمام الباحث، وفى الوقت نفسه يشير إلى ما لمسه من فكر  متطور ومتميز فى وزارة التعليم العالى بقيادة د. خالد عبدالغفار، ما ينعكس على العملية البحثية والعلمية فى مصر.

ويقول: هناك زيادة ملموسة فى تمويل الأبحاث، ورغبة تستشعر وجودها فى زيادة التمويل، كما أن هناك الكثير من الجهات المانحة سواء داخل مصر أو خارجها، ولكن قد تكون المشكلة فى البحث نفسه.

يتطرق إلى سرطان الكبد "موضوع بحثه" ليقول إنه أكثر أنواع السرطان فى مصر انتشارًا، نتيجة انتشار الالتهاب الكبدى "سى"، ويشير إلى ما قامت الدولة المصرية من مجهودات كبيرة  للقضاء على الالتهاب الكبدي، لكن يبقى سرطان الكبد فى مصر الأكثر شيوعا.

ويثنى على الخطة الطموحة التى تبنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة لتوفير أدوية الكبد مثل السوفالدي، من اجل السيطرة على فيروسات الكبد التى تتسبب فى الإصابة بالسرطان، لافتا إلى أنها حظيت بإشادة كبيرة من جهات عالمية عديدة، كنموذج متفرد لحل أزمة صحية عنيفة، ما أدى إلى تراجع لعدد مرضى سرطان الكبد فى المدى المتوسط والبعيد إذا تمت السيطرة على باقى مسببات سرطان الكبد.

ويأسف لأن المصابين بسرطان الكبد، يمثلون ما يقرب من ربع مصابى السرطان فى مصر، موضحا أن السبب الرئيسى فى هذه الإصابات، هو الالتهابات السابقة بـ"فيروس سي"، ومعروف أن الدولة المصرية قامت بمجهود ضخم جدا للتخلص من الفيروس فى فترات قصيرة جدا، وهو مجهود ضخم وجبار، ولكن المشكلة أنه فى أغلب الأحيان، وحتى بعد علاج الفيروس، تكون بعض آثاره موجودة.

ويحذر من السمنة ومرض السكرى باعتبارهما من اهم مسببات سرطان الكبد ومن ثم السرطان، فيما يهدف بحثه إلى منع سرطان الكبد من الحدوث لدى الناس الذين لديهم بعض المسببات التى تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض .