رؤية شخصية

الاعتداء على الأطباء والمستشفيات.. كيف يتوقف؟

جميل چورچ
جميل چورچ

الاعتداء على الاطباء وتحطيم الاجهزة بالمستشفيات كيف ومتى يتوقف بعد أن تحول من مجرد مرة ويتوقف بعدها الحدث إلى ظاهرة غاشمة بدأت من وحدة القلب بامبابة فقد هاجم مائة شخص المستشفى وحطموا احدث الاجهزة التى يتجاوز ثمنها 20 مليون جنيه وضربوا الاطباءفى اعتداء وحشى وانتقلت الجريمة الى مستشفى شبرا العام وكليات طب طنطا وبنى سويف وتسجيل محاضر الشرطة خلال عام واحد 81 حادثة دون ان يصدر حكم واحد رادع.. وكان احدثها منذ أيام قليلة مضت فى مستشفى المبرة بالمحلة الكبرى وكالعادة اسفر الاعتداء عن اصابة طبيب اصابات خطيرة وتحطم الاجهزة الطبية.. والسبب المشترك فى كل هذه الاعتداءات ان الطبيب خرج الى أهل المريض ليقول لهم البقاء لله لأن المريض فى احيان  كثيرا يتم نقله الى المستشفى وهو فى حالة متأخرة.
والسؤال الذى يطرح نفسه كيف يعمل هؤلاء الجنود الذين يرتدون البالطو الابيض وقد وضعوا ارواحهم فوق اكفهم، ويواصلون الليل بالنهار تاركين بكل الرضا عائلاتهم ورعاية أطفالهم من أجل هذه الرسالة السامية، انهم يعملون بلاتأمين على حياتهم ولا حراسة حقيقية عليهم ولأطقم الرعاية.. كل ما هو متاح مساعد شرطة لاحول له ولا قوة.
أن كل طبيب يعلم جيداً مدى غلاوة المريض عند اسرته فقد يكون اباً أو أماً أو أخ أو اختاً، لذلك يعملون على رعايتهم بكل أمانة وإخلاص كأنهم احد أفراد أسرتهم.. وكم تكون سعادتهم عندما يكتب لهم الحياة والصحة بعد الشفاء.
وخلال مقالاتى السابقة طالبت بضرورة توفير الامن الحقيقى للمستشفيات كما توفره الدولة للمحاكم، ولكن الاطباء عاشوا أياما صعبة ماضية ازدادت سوءاً مع ظهور اللعينة كورونا التى حصدت ارواح 500 طبيب شاب واستاذ جامعى.. منهم من لقى ربه فى مستشفى العزل ومنهم من لقيه خارجها دون اجراءحصر دقيق لاعدادهم، أن الوباء جاء دون استعداد كامل لمواجهته بتأمين حياة الاطقم الطبية.. التطعيم باللقاح الوافى لم يكن يتوافر للجميع.. وفى حالة الاعتداء على الاطباء تطلب منهم قياداتهم التنازل..
أن أصوات الاطباء ترتفع هذه الايام لتؤكد أنه لا تصالح نهائيا مع من يعتدون عليهم وعلى المستشفيات التى تم تشييدها باموال الشعب ومن تبرعاتهم بالقانون وعليهم ان يعلموا ويتأكدوا أن الاعمار بيد الله والامانة المهنية تفرض عليهم بذل كل ما هو غال من أجل تحقيق الشفاء لكل مريض.. ومن مطالب الاطباء الاسراع بتحسين مرتباتهم وبدلاتهم التى مازالت هزيلة.. كذلك المطالبة بسرعة انشاء صندوق التعويض عن مخاطر المهنة بعد أن اصبح يتهددهم عدو ذلك الوباء الغادر ومعاملتهم معاملة ضحايا الجيش والشرطة والاهم سرعة تطعيم الاطقم الطبية والممرضين والصيادلة والتعامل بشفافية كاملة مع حصر الاطباء الذين يلقون ربهم خارج مستشفيات العزل سواء ماتوا قبل اجراء المسحة أو بعدها..
حفظ الله الجميع.. وحفظ  مصر ورفع عن العالم هذا الوباء اللعين.