عيد دور الرعاية.. فرحة ومودة ورحمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تبادل زيارات أطفال بلا مأوى مع المسنين يعيد البهجة
محمد: المودة تربطنى بكثير من المسنين وهدية العيد لعم على أمين 
حماد: زيارة أطفال الجمعيات أعادت لنا دفء الأسرة 
حياة: ولادى الدنيا شغلاهم.. والعيد أحلى مع أحفادى الجُدد
الملاح: التواصل بين الأطفال والكبار فى المناسبات مستمر.. وبدأنا بالدمج المؤقت


فرحة العيد لا تكتمل إلا باللمة وهذا ما يفتقده  كبار السن بدور المسنين، وكذلك الأيتام ويجتمعان على فقد حنان الأسرة وغياب تجمع الأقارب ويعيشون فى عزلة تامة  تزداد معاناتهم خلال المواسم والأعياد، ورغم توفير سبل الرعاية لهم في المؤسسات الاجتماعية، لكن ذلك لم يعوضهم عن احتضان وحنان الأسرة، لذلك تقوم بعض جمعيات أطفال بلا مأوى بزيارة دور المسنين سواء فى شهر رمضان الكريم أو أيام الأعياد انتظارًا لتعميم تجربة دمج الأطفال الأيتام ومجهولي النسب مع المسنين في دار رعاية واحدة، حيث أقامت وزارة التضامن الاجتماعي مجمعًا سكنيًا بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية لرعاية الأطفال والكبار المشردين لخلق جو أسري يُعيد البسمة على وجوههم فى العيد.. «الأخبار المسائى» ترصد آراء وشعور هؤلاء المحرومين. 

اقرأ أيضا| المشروعات القومية .. شريان الحياة لمدن وقرى المحافظات


بداية يقول حماد الصيفى، إننى فضلت العيش فى أحد دور رعاية المسنين بعد انشغال أبنائى وبناتى عنى ووفاة رفيقة العمر، ومنذ 3 سنوات وأنا نزيل الدار وكونت عدة صداقات بين النزلاء، وتقوم بعض الجمعيات بجلب أطفالها لزيارتنا وتناول وجبة الإفطار فى رمضان، وكذلك قضاء أيام العيد، وكان لذلك العمل أثر عظيم فى نفوسنا وشعرنا بدفء الأسرة. 


ويقول محمد حسن، نزيل أحد دور رعاية أطفال بلا مأوى، إن قلبي يعتصر من الوحدة وعدم وجود أسرة لى تسأل عنى ومع تكرار الزيارات لبعض دور رعاية  المسنين تعرفت على عم على أمين، وهو يعتبر أبًا لجميع الأطفال، ونقضى معه فترة الزيارة فى النقاش وتبادل الأفشات الضاحكة، وقمت أنا وزملائى بتجميع مبلغ من المال لشراء هدية له وسوف نقدمها له خلال زياتنا فى العيد، وهناك أيضاً كل سيدات الدار بمثابة جدات لكل الأطفال. 


كما تقول الحاجة حياة عبد الونيس «71سنة»: إننى فى عزلة منذ 10 سنوات والدنيا بتلهى الناس والله يكون فى عون أولادى، هم صحيح ناسينى بس أنا مسمحاهم لأنى عارفة ومقدرة الظروف هم كانوا بيزرونى  كل فترة، وللأسف بقالى سنتين لم أر أحداً منهم، وعلمت عبر التليفون من بنتى الصغرى هجرة ابنى الأكبر، والحمد لله عوضنى بزيارات أطفال الملاجئ وأحب منهم خالد ومحمد الرسام والأمورة داليا وقضوا معنا العيد الماضى، وأنا فى انتظارهم خلال أحد أيام عيد الفطر المباررك ليكون أحلى عيد مع أحفادى الجدد. 


ومن جانبها تقول الدكتورة منال زكريا، أستاذ علم النفس الاجتماعى، إن عملية زيارة ودمج الكبار مع الأطفال بدور الرعاية جيدة جدًا خاصة خلال أيام العيد وشعورهم بالوحدة وتحتاج إلى تعميمها على مستوى الجمهورية، حيث تنشئ صلة مودة بين جد أو جدة مع أطفال فى أعمار أحفادهما، حيث يجمعهما شىء واحد وهو الوحدة خاصة فى الأعياد وفى ظل انشغال أبناء المسنين الحقيقيين وعدم زيارتهم والعيد محتاج اللمة، علمًا بأن هذه التجربة من المسائل المهمة وذلك لأن الأطفال بحاجة إلى رعاية وخبرة وعطف الكبار ما ينمي شخصيتهم ويحقق لهم الصحة النفسية إضافة إلى انشغال الكبار بالأطفال سينمي لديهم الشعور بالأبوة والأمومة وهما مشاعر إنسانية في غاية الأهمية ما يرفع من المعنويات ويؤازرهم وذلك لأنهم وجدوا لأنفسهم مهاماً جديدة، وحتى يتم تعميم الفكرة أؤيد تبادل الزيارات بين جمعيات الرعاية المختلفة. 


وأكدت أن العاملين بأي مؤسسة رعاية ينتهي دورهم عند توفير احتياجات الأطفال من مأكل ومشرب وملبس حتى لو كانوا مهتمين بالأطفال لأقصى درجة ولكن تظل العاطفة مفقودة أما تواجد المسنين معهم يجعل هؤلاء الأطفال يشعرون بوجود السند والأهل وهو بالتأكيد يفيد الفئتين بشكل كبير ويعوضهم عن غياب عائلتهم ما يزيد من الشعور بالطمأنينة والارتباط بالدور الاجتماعي، علماً بأن أى تجربة جديدة من المتوقع أن تواجه بعض الصعوبات في تنفيذها وذلك نتيجة لاختلاف طبيعة وشخصية المسن الذي يتعدى الـ 60 عامًا عن الطفل الصغير، من ضمنها عدم تحمل كبار السن لصراخ الأطفال أو تنمر واستهزاء الصغار بالمسنين أو عدم تقبل أي من الفئتين العيش مع الآخر، بحكم أن لكل طرف منهم متطلبات معينة.


وأشارت إلى أنه قد تنتج المشكلات نتيجة فقدان المسنين لمهارات التعامل مع الأطفال ورفض الأطفال لوجود شخص مسئول عنهم ولذلك من الضروري التعامل تدريجيًا مع هذه التجربة لكي نصل للنجاح المطلوب، مضيفة أنه ليس هناك ثوابت من الممكن تعميمها في هذا الأمر.


وعلى الجانب الآخر يقول حازم الملاح، المسئول الإعلامي عن برنامج أطفال وكبار بلا مأوى بوزارة التضامن الاجتماعي، إن هناك مجمعًا خاصًا ببرنامج تحيا مصر لإيواء الأطفال المشردين مع إعطاء مبنى ثانٍ لجمعية «بسمة»، فأصبح المجمع يضم 45 طفلاً إضافة إلى 220 نزيلًا تم نقلهم وهم 42 سيدة و178 رجلًا، ومنذ ذلك الحين برزت فكرة الدمج بين الكبار والصغار لتكوين أسرة واحدة خلال شهر رمضان الكريم المنصرم، يتم تناول الفطار سويًا إضافة إلى إقامة الصلوات وحفظ القرآن الكريم واللقاءات الثقافية والقيام بحفلات السمر يوم الخميس من كل أسبوع ولعب كرة القدم وهو ما له تأثير إيجابي كبير على الطرفين. وكذلك تبادل التهانى خلال أيام عيد الفطر المبارك، وبعد صلاة العيد مباشرة مع تبادل الهدايا وممارسة الألعاب وتقوم بالدراسة والبحث عن الأماكن المناسبة في بعض المحافظات للتوسع في فكرة الدمج بين الأيتام والمسنين، مؤكداً أن الوزارة لا تهدف لتعميم التجربة فقط بل اختيار البيئة المناسبة لتنفيذ هذه التجربة لضمان نجاحها واتجهت بعض المؤسسات الاجتماعية نحو القيام بالدمج المؤقت بين المسنين والأيتام ليوم أو يومين أسبوعيًا دون الإقامة الدائمة معًا لتحقيق التواصل بينهم وتبادل الألفة والونس مع تجنب أي صعوبات أو سلبيات ناتجة عن الدمج الكامل بين الطرفين، أمام الإيجابيات الكثيرة للتجربة.