«هارون الرشيد».. الخليفة العباسى الخامس للمسلمين

 برج هارون الرشيد فى الرقة بسوريا بناه لمراقبة طرق التجارة إلى العراق
برج هارون الرشيد فى الرقة بسوريا بناه لمراقبة طرق التجارة إلى العراق

يُعَدُّ هارون الرشيد هو الخليفة العباسيّ الخامس للمسلمين، تولى الخلافة سنة 170هـ، على إمبراطوريّة تمتدّ من وسط آسيا، حتى المحيط الأطلسيّ وعمره 25 عاماً، وُلِد فى مدينة الريّ سنة 148هـ، لوالديه: المهديّ، وأمّ الهادى وتدعى «الخيزران»، وقد نشأ فى كنفِ والده الخليفة؛ فاهتمّ بتعليمه، وتثقيفه لغةً، وأَدَباً، وزَرَعَ فيه حبّ الجهاد، فنشأ شجاعاً وقويّاً، هو الخليفة «هارون الرشيد».


يقول عنه الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر: كانت خلافة «الرشيد» مكسباً للأمّة الإسلاميّة؛ وذلك بسبب أعماله العظيمة ومنها: الارتقاء بالعلوم، والفنون، والآداب، وكثرة أموال الخراج التى تُنفَق بصورة تَخدمُ الأمّة، تشجيع رجال الدولة فى زمنه على بناء الأحواض، وحَفْر الأنهار، وشَقّ الطُّرُق، وبناء المساجد، والقصور الفخمة، والمبانى الجميلة، نُموّ الدولة، واتّساع عمرانها، واستقبال البضائع، ازدهار العِلم، وكثرة العلماء؛ وكانت المساجد تُشكِّلُ ما يشبه جامعاتٍ لطلّاب العِلم الذينَ يتلقَّونَ العِلم من أكابر الفُقَهاء، والمُحدِّثين، والقُرّاء، كما كانَ يأتيها الأطبّاء، والمهندسون من كلّ مكان، أنشأ «هارون الرشيد» مكتبة تَضمُّ أعداداً ضخمة من الكُتُب، حيث أطلقَ عليها اسم «بيت الحكمة».
يضيف باشا: لم تكن الأوضاع السياسيّة خلال فترة «هارون الرشيد» مُستقِرّة؛ فقد كانَت هناك بعض النزاعات الداخليّة، والخارجيّة، والتى حاوَل أن يُخمِدها، أو يَحلّها، ومن أهمّها: ثورة الخوارج: إلّا أنّه تصدّى لهم، وقتلَ قائدهم، وفَرّقَ جَمْعَهم، وايضا، ثورة الديلم: التى واجهَها باللِّين، إلّا أنّهم لم يستجيبوا له، فردَّ عليهم بالعنف حتى قضى عليهم، كما خاضَ الخليفة العديد من الحروب ضدّ الروم، ولتحقيق النصر فى هذه الحروب، سعى الخليفة إلى تقوية الأسطول الإسلاميّ، وإقامة دارٍ لصناعة السُّفُن، وتأمين الثغور، وبعد العديد من المعارك، فتحَ المسلمونَ بعض الجُزُر، واضطرَّ الروم إلى طَلَب الهُدنة والمُصالَحة، مقابل دَفْع جِزية للمسلمين.


حكى بعض أصحابه أنه كان يصلى فى كل يوم مائة ركعة ويتصدق بألف درهم، وكان يحب العلماء ويعظم حرمات الدين، وكان العلماء يبادلونه التقدير، كان « هارون الرشيد» ينظر إلى السحابة المارة ويقول « أمطرى حيث شئت، فسيأتينى خراجك». تُوفِّيَ هارون الرشيد عام 193هـ، وعمره الثالثة والأربعون، ودفن فى خراسان.