«كورونا» يضرب موسم «الحلاقين»

صالونات الرجال وكوافيرات السيدات تبحث عن زبائن

صالونات الرجال وكوافيرات السيدات تبحث عن زبائن
صالونات الرجال وكوافيرات السيدات تبحث عن زبائن

 كتبت :ياسمين عبدالحميد

ربما يختلف الأمر هذا العام كسابقه لدى أصحاب صالونات الحلاقة والكوافيرات، والتى كانت تشهد إقبالًا هائلًا عليها من المواطنين فى ليلة عيد الفطر، فيتوافد كبار السن والشباب والأطفال على صالونات الحلاقة وانتظار الدور على أصوات المقصات والماكينات والأغانى الشعبية التى تعبر عن فرحة العيد ويوم الوقفة، وتذهب الفتيات إلى الكوافيرات استعدادًا لاستقبال العيد بـ»لوك» جديد، فليلة العيد هى الأكثر ازدحامًا لدى كل الحلاقين وأصحاب الكوافيرات فى المناطق الراقية والشعبية على حد سواء، والسهرة لديهم تكون صباحى حتى موعد أداء صلاة عيد الفطر.

أضر انتشار فيروس كورونا بأصحاب هذه المهنة، فقل عدد المُترددين على محلاتهم بصورة كبيرة للغاية، فوفقًا لتقرير مطول نشره موقع «healthline» فقد أجمع الخُبراء على أن هناك خطرًا كبيرًا لحدوث عدوى كورونا داخل صالونات الحلاقة حتى مع تطبيق احتياطات وإجراءات السلامة، موضحين أن أحد عوامل الخطر الرئيسية هو القرب الوثيق بين الزبائن والعاملين، خصوصًا أن العاملين بصالونات الحلاقة والكوافير يواجهون خطر الإصابة بالعدوى بسبب عدد الأشخاص الذين يدخلون إليهم.

وفى التقرير نفسه، أشارت الدكتورة كاثرين ترويزى، خبيرة علم الوبائيات والأمراض المعدية فى كلية الصحة العامة بجامعة هيوستن الأمريكية، إلى أنه لا يجب الذهاب إلى صالونات الحلاقة مُطلقًا فى ظل تفشى الجائحة، مُعلنة عن تجربتها الشخصية: «لم أقم بقص شعرى، وصدقونى أننى بحاجة لذلك، وقدمى تستخدم بالتأكيد الباديكير، لكننى لا أعتقد أن الأمر يستحق المُخاطرة الآن»، مُشددة على أنه إذا اخترت الذهاب للحلاق أو الكوافير فيجب عليك اتخاذ كل الإجراءات الوقائية المُمكنة والقيام بذلك بأكثر الطرقة أمانًا وأهمها ارتداء الكمامة، وربما حتى النظارات الواقية لتقليل خطر وصول قطرات الجهاز التنفسى إلى العينين، والتأكد من أن صالون الحلاقة يتبع إجراءات مكافحة العدوى عن طريق التباعد الاجتماعى، والتطهير بالكحول والكلور لضمان عدم تواجد الفيروس على الأسطح فى حالة تواجد أى شخص بالمكان يحمل عدوى كورونا.

الدكتور أمجد الشاذلى، استشارى الأمراض الجلدية، أشار إلى أن فيروس كورونا ليس هو المرض الوحيد الذى رُبما يُصيبك إذا اتجهت إلى صالونات الحلاقة فهناك 6 أمراض أخرى تنتشر بكثافة فى محلات الحلاقة الرجالى والحريمى، وهى فطريات الأظافر التى تنتقل من خلال استخدام الأدوات الخاصة بتقليم وتلوين الأظافر، والقمل الناتج عن استخدام الأمشاط بكثرة فى صالونات التجميل، ومرض السنط الذى يُصيب القدمين، وأحيانًا يظهر فى الأيدى، والطفح الجلدى، والالتهاب الكبدي الوبائى بسبب استخدام أدوات مختلفة مثل أحواض القدم، وشفرات الحلاقة، والمقص، وأخيرًا قشرة الشعر.

فى حى مصر القديمة، يروى عادل النخال، 43 عامًا، حلاق رجالى، كيف كانت ليلة العيد فى محله، فيقول: «كنا نشهد إقبالًا شديدًا فى ليلة عيد الفطر وحتى قبلها بيومين، وكنت أقوم بزيادة عدد مقاعد الحلاقة والاستعانة بمساعدين إضافيين قبل ليلة العيد لإرضاء جميع الزبائن، وكانت تتنوع أشكال الحلاقة والموديلات حسب طلب الزبون، وتتعدد أنواع المستلزمات مثل العطور والماسكات والشامبو، وغيرها، وقبل العيد بأسبوع تقريبًا نكون فى حالة طوارئ والصالون شغال 24 ساعة، وكنا نتناوب العمل لأن عندنا زبائننا ومعروفين لنا ونأخذ الزبون بأولوية الحضور حتى لا يغضب أحد، وممكن للزبون أن ينتظر دوره ساعة أو ساعتين».

 

والتقط منه طرف الحديث، مساعده مصطفى قائلًا: «كنا نضطر للمبيت فى المحل ليومين متواصلين من كثرة الإقبال، ويوم الوقفة يكون بلا نوم وكنا «نطبق» حتى الصباح، وبمجرد أن تطأ قدماك الصالون لا تجد مكانا لموضع قدم، والحضور بالحجز وممكن قبلها بأيام، والعمل كان يتواصل من يوم الوقفة، وحتى آخر أيام العيد».

يعود عادل، ليتحدث عن الوضع حاليًا، فقال: «هذا العام والعام الماضى، الأمر اختلف بشدة بسبب كورونا، حالة الركود ضربت المهنة، والإقبال ضعيف لم نعتد عليه من قبل، وتحديدًا فى مثل هذه الأيام، والوضع أصبح بائسًا، ومعظم الصالونات فتحت أبوابها نصف يوم فقط».

نجلاء الوليلى، صاحبة كوافير حريمى بالمعادى، قالت: «الوضع سيئ للغاية، كنا قبل كورونا نتلقى كما هائلا والحجز يكون بالتليفون أو بالحضور شخصيًا قبل وقفة العيد بأيام، وكنا نضطر لعمل بونات بالأرقام للزبائن لتعرف كل منهن دورها، وميعاد حضورها، وطبعًا كنت لا أستطيع العمل وحدى وكنت أجلب عاملات محترفات للمساعدة، وتلبية طلبات الزبائن».

أضافت: «أحرص بشدة فى عملى على الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، فنقوم بتُعقيم كافة الأدوات التى نستخدمها داخل المحل مع الزبائن بشكل يومى، إضافة إلى بعض الأدوات التى تستخدم لمرة واحدة فقط مع كل زبون، ونُنظف المحل بالكامل بالكلور يوميًا لنُعقمه، ونغسل إيدينا جيدًا ونرُش المُطهر الكحولى عليها»، مؤكدة أن الإقبال انخفض كثيرًا منذ بداية أزمة انتشار كورونا».

واختتمت: «ليلة الوقفة هى الموسم الذى ننتظره طوال العام، ونُنفذ كل ما هو مطلوب منا لتطمئن إلينا الزبائن، وتأتين للمحل»، مشيرة إلى أنها لم تكن ترتدى كمامة وقفازات طبية خلال الفترة الماضية أثناء العمل، لكنها سترتديها مُجبرة بسبب ازدحام الزبائن قبل العيد، ولأنها مُعرضة بشكل أكبر للإصابة نتيجة مقابلتها لزبائن كثيرات».