لم يكن للتسلية.. الكاريكاتير في مصر القديمة

الكاريكاتير في مصر القديمة
الكاريكاتير في مصر القديمة

كان فن الكاريكاتير عند الفراعنه هدف ومضمون فلم يكن لمجرد اللهو أو التسلية بل إنه يعمل على السخريه من نظام اجتماعي منحرف رغبته في إصلاح أو تفادي عيوبه وتقويم اعوجاجه ، كما أكدته ردينا باهر باحثة في الآثار المصرية القديمة .

وأضافت «باهر»، أن المصريين بما جبلوا عليه من ميل طبيعي إلى المرح والدعابه كانوا بلا شك أول من فطن إلى ذلك النوع من الفن التمثيلي الهزلي بدليل ما تركه من أمثله رائعه على آثارهم الباقيه فعلى أحد جدران المقابر صور الفنان شكلا يمثل وليمه ظهرت فيها أحد السيدات وقد أفرطت في تعاطى الشراب فجلست على الأرض وقاءت ما شربته.

وفي منظر آخر تمثيل سيده جميله وأنيقه وقد زينت هامتها زهره اللوتس تبدو وهي منهمكة في طلاء شفتيها بالأحمر وتنظر في نفس الوقت زينتها في مرأة تمسك بها في يدها اليسرى مع العلبة الصغيرة التي تحتوي على المسحوق.

 ولم يكن الرسام الفكاهي يتورع عن إظهار تهكمه حتى على أصحاب العروش ففي احدى صوره مثل الملك على هيئه كلب يتربع على عرش هو يستقبل القرابين المقدسه.

وكان الفنان الفرعوني يستخدم الحيوانات بكثره في تمثيل فكاهاته فعلي شقافه نشاهد قطتين أحدهما من نوع أصيل عريق وتجلس على أريكة وقد بلغ بها التأنق حداً كبيراً بينما يقوم على خدماتها قط ذليل وقف صاغرا وذيله بين فخذيه أدبا. 

وفي إحدى النقوش صور الفراعنة صراع بين القطط والجرذان يدور ملك الغيران في عربته الحربيه ويشد بزمام كلبتين تجرانها وهو يسدد بالسهام ويحوطه جيش من الغيران وقد استعدت الهجوم على حصن تسهر على حمايته والدفاع عن مجموعه من القطط و من الرسوم الفكاهيه الطريقه أيضاً رسم كروكي هذلي علي قطعة برديه نشاهد مجموعه من القطط ساهره على خدمه فأرة جالسه على مقعد وتمسك كأسا بيديها. 

وكان الرسام الفرعوني يظهر عيوب المجتمع أملا في اصلاحها فمثلا صور فرس النهر وقد عرش فوق جميزة بينما إضطر النسر الي الصور اليها بسلم والتخيل هنا الي أي كان نظام يسود في دولة يرعي الثعلب فيها الماعز أو تقود الذئاب الاوز، وعلينا أن ندرك أن روح المرح والفكاهة التي اشتهر بها المصريون لم تكن موجودة اليوم فقط بل إنها صفة تورثها المصريون عبر الأجيال من أجدادهم الفراعنة .