البطء والتطويل لعنة أصابتهم.. وملوك «الصياعة» و«لحم غزال» تلوث سمعي بصري وتشويه للمجتمع

مسلسلات رمضان تعاني من هبوط حاد في الدورة الفنية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

هيثم وحيد

- الأحمدين وفيق ورفعت مفاجأة رمضان.. وعز والفخرانى بعد العيد


مع مرور أيام الشهر الكريم ومرور حلقات مسلسلاته بدأ كثيرون المقارنة بين أعمال رمضان زمان والأعمال الآن.. ففى زمن فن إسماعيل عبدالحافظ ومجدى أبو عميرة ومحمد فاضل وأحمد صقر وأسامة أنور عكاشة ومحسن زايد وغيرهم من كبار الفن المصرى كنا نتابع المسلسلات من أول حلقة إلى آخر حلقة بشغف وترقب لم يتوقف بل ويتصاعد إلى أن نصل إلى الحلقة الأخيرة.

اقرأ أيضا:- مؤسسة ليلة القدر «حتى لا تنام أسرة من غير عشاء».. شارك معانا 

ولكن مع تطور التكنولوجيا والمعدات فى الفن  قل تدريجيا الاهتمام بالفن الذى يبدأ بالسيناريو الذى هو الأساس والعمود الذى تقوم عليه الدراما التيلفزيونية بشكل خاص.. ولكن كان هناك بعض الاهتمام حيث كانت أول 5 حلقات تبدأ بسخونة وصراع درامى متصاعد وتشابك علاقات واضحة الخطوط الدرامية.. ثم يحدث هدوء يستمر إلى منتصف الحلقات لتشتعل الخطوط الدرامية بعض الشيء وذلك حتى لا يفقدوا متابعة الجمهور للعمل.

ثم يعود الهدوء والسكينة مرة أخرى حتى نصل إلى الحلقة الأخيرة ليتذكر صناع العمل أنها الأخيرة وضرورة تقفيل كل الخطوط الدرامية سريعا فتحدى الذروة الدرامية مع الخاتمة والحل فى أقل من نصف ساعة.. والجمهور كان موافق و(معديها).. ولكن ماحدث هذا العام  من تطور تكنولوجى أكثر فى الصورة.. التى أصبحت أكثر أبهارا.. وتقهقرا فكريا أكثر فى السيناريو.

 الذى أصبح أكثر فقرا.. حيث اكتفى صناع الأعمال هذا العام بأول حلقتين فقط التى نرى فيها (شبهة) سخونة درامية.. ثم يحدث هبوط حاد فى الدورة الفنية أصاب جسد الدراما بخمول عام يصل أحيانا إلى حد الغيبوبة.. ولم يتبق أمام المشاهد إلا عمل صدمات كهربائية لقلب هذه الأعمال حتى تنتفض وتفيق ويتفهم صناعها أنهم وصلوا للحلقة الأخيرة فيحلوا الألغاز ويفكوا الخطوط والعلاقات المتشابكة من وجهة نظرهم طبعا لأنها لامتشابكة ولا محبوكة من الأساس ،فمثلا نسل الأغراب مسلسل كل من شاهده تهكم على ممثليه ومخرجه الذى هو نفسه مؤلفه وطبعا بطلة العمل التى هى نفسها زوجة المخرج.

أما مسلسل ملوك الجدعنة الذى يجب أن يحاسب صناعه من قبل النقابات الفنية على مثل هذه الجريمة الفنية التى اقترفت فى حق مصر.. فهذا المسلسل ومعه لحم غزال لغادة عبدالرازق تم تصويره فى لبنان ،حيث إن المنتج لبنانى وقام ببناء الحارة المصرية فى لبنان ونقل مصر إلى لبنان ولكن بوجهة نظره هو التى تصور مصر بما ليس فيها.. حيث إنه شوه الحارة المصرية بأخلاقها وأشاع ألفاظ خارجة وشخوص درامية ملوثة الفكر والأخلاق.

 ولأن هذين المسلسلين لم يصورا فى مصر ولم يعرضا على قنوات مصرية فبالتالى لم يتم عرضهما على الرقابة المصرية لنسمع ألفاظ خارجة ونرى مشاهد قبيحة وأشكال ضالة تصيب عين وأذن المشاهد بالقرف..وهنا من يحاسب لابد أن يكون الممثلين المفترض أنهم مصريين وتهمهم سمعة مصرالذين وافقوا على هذه المهزلة من قبل نقابة الممثلين.. وأيضا المؤلف والمخرج وغيرهم ممن يتبعوا نقابة السينمائيين.

 وكذلك نقابة الموسيقيين.. لابد من محاسبتهم وعقابهم بشدة على مثل هذه الجريمة اللافنية فى حق مصر.. فكيف لهؤلاء أن يوافقوا على المشاركة فى هذا التلوث الفنى.

وبالنسبة لمسلسل ضهر راجل لياسر جلال تشعر وأن المسلسل توقف  ولم يتحرك حرفيا بعد الحلقة الثانية  وكأن مؤلفه ومخرجه يلفا ويدورا بحثا عن حكاوي وقصص وتفاصيل لعلها تنقذ فقر الحدوتة التى تخلص فى سهرة تليفزيونية بعيدا عن المط والتطويل التى أضرت خطوات ياسر جلال التى كانت سريعة نحو قمة النجومية التليفزيونية فى رمضان.. حيث قال الجمهور تهكما على أحداث المسلسل البطيئة ضل حيطة ولا ضل راجل.

ونفس التوهة فى الخطوط والأحداث وتشابك العلاقات بين الشخوص الدرامية عانت منها لعبة نيوتن التى بدأت سخنة وجاذبة للجمهور وهنا ليست أول حلقتين فقط كباقى الأعمال الأخرى بل استمرت (شوية حلوين) إلى أن أصيبت بالتوهة والترهل الفنى.. فكل الأعمال أما سقطت فى فخ البطء والموت الإكلنيكى انتظارا إلى آخر حلقة.

أو سقطت فى فخ التدبير وليس التبرير، حيث أحداث تشعر معها أنها مدبرة وليست حقيقية بعيدة عن التبرير المنطقى.. ويبقى فقط مسلسل المداح لحمادة هلال الذى يعد لغزا حتى الآن لدى المشاهد الذى ينتظر أخره حتى يتضح هل هو عمل متميز أم أنه ظل غامضا إلى أن انكشف وافتضح فنه.. فهذا ما ننتظره من المداح الذى هو حتى الآن ناجحا بغموضه وألغازه وأداء حمادة هلال الذى وضح عليه النضج الفنى كممثل محترف.

أما عن "القاهرة كابول" فكان متوقعا منه أفضل مما كان خاصة لما يضمه من نجوم أقرب إلى حيتان تمثيل مثل خالد الصاوى وطارق لطفى وحنان ماضى وفتحى عبدالوهاب والفنان الكبير نبيل الحلفاوى.. ليبقى فقط «الاختيار 2 «هو الأفضل من ضمن هذه الأعمال التى كان يتوقع المشاهد أنها ستكون أفضل من ذلك..ولكن للأسف خذله صناعها ليظل الاختيار للعام الثانى على التوالى  هو فرس الرهان.

 فهو فى منطقة أخرى تماما فنا وفكرا ووعيا وإدراكا لأهمية الدراما وتأثيرها على وجدان الجمهور.. كما أن هناك مسلسلات بعيدا عن الضجيج الإعلامى والأبواق والدعاية (الأونطة) نجحت جماهيريا بشكل كبير وتحولت إلى الحصان الأسود لهذا العام وهى الطاوس وولاد ناس.. أما «كل مانفترق» فالأفضل للمشاهد أنه افترق عنه فهو لاعمل ولا فن ولا أى حاجة.

وعن النجوم الذين تألقوا فى رمضان هذا العام طبعا كريم عبدالعزيز ومنى زكى وأحمد مكى وأحمد وفيق الذى ازداد نضجا بشكل مرعب كفنان موهوب حقيقي يستحق أدوار البطولة المطلقة.

وكذلك أحمد رفعت أحد نجوم مسلسل الاختيار الذى كان مفاجأة فنية حقيقية لما يتمتع به من موهبة لم تستغل حتى الآن..فضلا عن حمادة هلال كما ذكرنا من قبل.

 أما أكثر الخاسرين هذا العام هم السقا وأمير كرارة.. وأخيرا عن مسلسل «هجمة مرتدة» «وزكى نجيب زركش» فاعتقد أن حظهما من المشاهدة سيكون أفضل بعد رمضان..واللى ملوش كبير مسلسل(مش وحش) وننتظر أخره.. وموسى لمحمد رمضان لم يشعر به أحد.