إنها مصر

كرم جبر يكتب : بيوت من نار!

كرم جبر
كرم جبر

مصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً فى نسبة الطلاق، وهذا أمر مزعج جداً!

فالطلاق معناه انفصام عرى المحبة والتوافق والترابط والتراحم والعشرة الطيبة، وتحول البيوت إلى نار متقدة من الخلافات والمشاكل، تجعل الحل الوحيد هو الطلاق "أبغض الحلال عند الله".

النسبة ترتفع بشدة بين الشباب المتزوجين حديثاً، وبدلاً من أن يبدأوا حياتهم بالاستقرار، تتحول إلى قلق وصراعات، لا الزوج يفهم زوجته ولا الزوجة تحتمل زوجها، فيذهب كل منهما إلى بيت أسرته، ويتم هدم البيت الجديد الذى لم يجف بنيانه.

وتزداد الأمور تعقيداً إذا أثمرت العلاقة عن إنجاب طفل أو أكثر، فنسلم للمستقبل أطفالاً مشوهين نفسياً، تحت رحمة خلافات لا يفهمون معناها أو أسبابها، فيتمزق الطفل ويقع فى أتون صراع مدمر.

الطلاق ليس مجرد مشكلة اجتماعية أو أسرية فقط، ولكنه يؤدى إلى الجريمة، ويزيد أعداد المدمنين والمتحرشين والفاشلين، فلا يهددون أنفسهم وعائلاتهم فقط، بل المحيطين بهم والمخالطين لهم.

العلاج ليس بالنصح والإرشاد ولا الدورات التدريبية، ولكن بحسن الاختيار والعودة إلى التقاليد المصرية العريقة، اسأل عن أبو البنت وأمها قبلها، ومثل آخر عبقرى يقول: "وطن الفتاة زوجها، فحين تختارى اختارى وطناً يليق بك".

--

مصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً فى الطلاق.. وهذا إنجاز لا يسعدنا.

نريد أن تكون الأولى عالمياً فى التلاحم والتراحم، والحفاظ على نسيج الأسرة من التمزق، ولكن أن تحدث حالة طلاق كل 4 دقائق، ومولود جديد كل 15 ثانية.. فهذه أرقام مفزعة وتنذر بكوارث.

كوارث فى المعذبات على سلالم المحاكم، وزنانيرى يصلح لكتابة قصص يومية، أفضل مليون مرة من مسلسلات رمضان، على الأقل فيها الحكمة والخبرة والموعظة، ولكن لن تتحملها أعصاب الصائمين.

الجميع على حق وعلى باطل.. أزواج يحكون عن جبروت زوجاتهم، وزوجات يقصصن حكايات مشينة.. أزواج فاسدون وزوجات ناقصات.. وتكون الثمرة أطفالاً معقدين نفسياً، ومؤهلين بامتياز للجريمة.

--

البنات كثرت ورخصت، والشاب ابن أمه!

قد تكون حقيقة، فالبنت فى هذا الزمن لم تعد الدرة المكنونة التى يتمنى الشاب القرب منها، صارت سهلة تحت ستار المساواة والحرية، فلم تعد تفرق بين حريتها وقيمتها، وأن الحفاظ على أصالتها هو أعلى درجات الحرية.

والأولاد تعرضوا فى السنوات الأخيرة لحالات من القهر الأسري، فأصبح الأب يفضل البنت، واختلت قاعدة المساواة العادلة فى البيوت، فأفرزت شباباً ضعاف الشخصية، ويفتقدون القدرة على القيادة.

النتيجة: زوجات ومطلقات، ومعظمهن بسبب بُخل الزوج، وعدم إنفاقه على الأسرة، وعدم اهتمامه بأولاده وشئون بيته، وكأنه ضيف يسكن لوكاندة.