مواجهة من نوع خاص بين «البطل» و«الخائن»

«الاختيار 2».. ملحمة حراس الوطن

إياد‭ ‬نصار - أحمد‭ ‬شاكر‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف
إياد‭ ‬نصار - أحمد‭ ‬شاكر‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف

شريف عبد الفهيم

ترك مسلسل الاختيار العام الماضى أثراً كبيراً فى نفوس المشاهدين بعد أن تعرفوا على البطولات التى قام بها ضباط القوات المسلحة المصرية فى مكافحة الإرهاب، وعندما أُعلن عن إنتاج جزء ثان من المسلسل تربص الجمهور به، ينتظرون أن يروا ملحمة جديدة من ملاحم بطولات رجال قواتنا المسلحة، لكن المؤلف والمخرج قررا أن يستعرضا بطولات أخرى لرجال يموتون أيضاً فى المواجهات مع الإرهاب، وإذا كانت المواجهات بين القوات المسلحة والإرهابيين فى سيناء تتم بشكل مباشر، إلا أن المواجهات بين رجال الشرطة والإرهابيين تتم من خلف الستار بين رجال حملوا أرواحهم على أكفهم وفئران تخشى الخروج من الجحور وتضرب فى الظلام.

ولم يقف المؤلف عند المواجهات مع الإرهابيين، لكنه استعرض نموذجين من الضباط الأول انتهازى منافق خائن لبلده ولبذلته العسكرية التى يرتديها، ولزميل الدفعة وصديق العمر، والثانى البطل الذى يقع ضحية الخيانة بسبب الجرى وراء المال.

«آخر ساعة» التقت الاثنين فى مواجهة من نوع خاص بين «البطل والجبان» .. و«الوطنى والخائن»

أحمد‭ ‬شاكر‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭:‬ قرأت‭ ‬عن‭ ‬فكر‭ ‬الجماعات‭ ‬التكفيرية‭ ‬لأفهم‭ ‬شخصية‭ ‬الخائن

غاب عن الساحة أكثر من عشر سنوات اكتفى فيها بمنصب مدير المسرح القومي، تفرغ له حتى صعد به مرة أخرى ليعيد إلى المسرح بريقه ويعود به مرة أخرى لتحمل واجهاته لافتة «كامل العدد».

ولكن نجاحه في المسرح القومي أبعده تماماً عن الشاشة التي يحبها، فكانت عشر سنوات عجاف بالنسبة له، إلا أن نصيحة من أحد الكبار في الفن جعلته يعيد حساباته مرة أخرى ليعود في رمضان 2021 بدور ربما على الورق لا يعد كبيراً لكنه بين المشاهدين والنقاد كان الأبرز.

الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف، استطاع أن يعود إلى الساحة بقوة، اختار الأصعب في ملحمة «الاختيار 2» ليصبح على مدار سبعة أيام كاملة ترند مواقع التواصل رغم وجود أسماء لامعة في العديد من المسلسلات.

قدم أحمد شاكر دور الخائن محمد عويس ببراعة يحسد عليها، استطاع أن يفك الطلاسم ويحل المعادلة الصعبة التي فشل فيها الكثيرون، كيف تجعل المشاهد يكره الشخصية ويحب الممثل، معادلة كانت قبل الاختيار مستحيلة، لكن أحمد شاكر استطاع أن يفك طلاسمها، يقل لـ «آخر ساعة»: تم ترشيحي للدور من مخرج المسلسل الدكتور بيتر ميمي، بعد أن رشحني له صديق مشترك، عندما علم أنه يبحث عن شخص يجسد دور محمد عويس، وبالفعل منذ أن بدأ بيتر ميمي في «كاستنج» اختيار الممثلين، أرسل لي، وربما كان ترشيحي سابقاً على ترشيح عدد كبير من الأدوار الرئيسية، وحينما قرأت السيناريو انتابني بعض القلق، إلا أن المخرج قال لي: «أنا أقصد اختيارك في دور بعيد تماماً عن ملامحك الناعمة وهذا تحدٍ كبير، وأنا أراهن على الممثل الذي بداخلك، وأعرف جيداً قدراتك التمثيلية، وأنك ستقدم شيئاً عظيماً بهذا الدور».

وأضاف: «تحمست جداً للدور، ولم أشعر بأي خوف أو تردد في الموافقة على تقديم شخصية خائن أو شرير، ولم أفكر في أحمد شاكر كفنان بقدر ما فكرت أن هناك رسالة هامة جداً في المسلسل، وهي أننا جميعاً سواء من يقدم دور خير أو شر جنود في كتيبة فنية هدفها توصيل رسالة المسلسل للمشاهد وهي التضحيات العظيمة التي قدمها رجال الظل حتى تظل مصر آمنة.. وعن استعداده للدور وهل اعتمد فقط على السيناريو، قال: «الحقيقة أنني قرأت السيناريو الذي كتبه بشكل رائع المؤلف هاني سرحان، بالإضافة إلى مشاهدة فيديوهات لشخصية «عويس»، واطلعت على المحاكمات وقرأت تحقيقات النيابة، ووضعت نفسي في هذا الإطار بشكل تفصيلي، وقرأت عن فكر الجماعات التكفيرية، وهذا ساعدني جداً في فهم الشخصية وطبيعتها، وكان يهمني أن أنقل الشخصية إلى الجمهور بكل تفاصيلها وأن أكشف لهم أنها يسيطر عليها الاعتزاز بالذات والغرور، وفكرة أنه إنسان حاقد على صديق عمره، وأنه حقق نجاحات أكثر منه، وأن تصل فكرة أن كل ما يهمه هو أن يحقق المنفعة الذاتية وأهم شيء عنده مصلحته، إلى جانب أني قابلت زملاء كثيرين عاصروا «عويس» وحدثوني عنه، وقالوا لي: «أنت بالفعل تقدم شخصية من أصعب أدوار المسلسل»، وأعطوني تفاصيل عنه ساعدتني جداً في الأداء.

وعن رد الفعل الذي قابله به الجمهور قال: الحمد لله.. الصدى كان أكثر من رائع وتفاعل الناس كان كبيراً جدا وفوق الوصف، وهذا أسعدني جداً فشعرت أن مجهودي كان بفائدة، وأن ربنا سبحانه وتعالى عوض لي عشر سنوات من الغياب، في عشرة أيام فقط، كما أسعدتنى روح الحب التي سيطرت على العمل، وأننا لدينا هدف أسمى من أن كلاً منا يبحث عن نفسه وحجم دوره، وأننا لدينا رسالة نكتب بها تاريخاً يوثق فترة مهمة جداً من التحديات لا تقل عن حرب 73 وأن جيلنا كان محظوظاً أن شباباً مثلنا توضع أسماؤهم في عمل مثلما حدث مع جيل العظماء «محمود ياسين، ونور الشريف، ومحمود عبد العزيز».

وكان كل ما يهمني أن تصل الصورة كلها للمشاهد وأن تصل رسالة المسلسل وهي إظهار تضحيات وبطولات الشرطة المصرية بمعاونة رجال القوات المسلحة الذين استطاعوا أن يعبروا بمصر لبر الأمان، ولكي نوضح هذه التضحيات لابد أن نبين تلك التحديات، وأظن أن أصعب هذه التحديات هي الخيانة، ولكي نبين البطولات لابد أن نظهر الجانب الآخر.

ولهذا أصبح العبء على كاهلي في أن أكشف الصورة السيئة للخيانة وجعل الناس تنفر منها، تكلمنا في البرامج والحوارات الصحفية عن الخيانة لن نصل لمستوى أن يراها الناس واقعاً مجسماً أمامهم.

إياد‭ ‬نصار‭: ‬ أصدقاء‭ ‬البطل‭ ‬مبروك‭ ‬قالوا‭ ‬لى‭ ‬اشعرنا‭ ‬أنه‭ ‬عاد‭ ‬للحياة

بعد ثلاث سنوات من دوره فى فيلم «الممر» عاد الفنان الأردنى إياد نصار من جديد ليصبح حديث السوشيال ميديا لكن هذه المرة فى دور البطل الشهيد محمد مبروك، ضابط الأمن الوطنى الذى اغتالته جماعات الشيطان وقوى الشر.. عن ملابسات قبوله دور الشهيد محمد مبروك وكيف استعد له، قال: "إن مشروع مسلسل "الاختيار" بداية من الجزء الأول مشروع مهم، وحقق نجاحاً كبيراً، وكانت شخصية "محمد مبروك" معروفة بالنسبة لى فعقب استشهاده كنت أتابع أخبار قضيته، وكنت مرشحاً لشخصية "محمد مبروك" من أكثر من جهة.

وأضاف: "سؤال بسيط سألته لزوجة الشهيد محمد مبروك وكانت إجابتها المفتاح الذى أعطته لى لرسم خيوط الشخصية، سألتها: هو كان إيه فى جيوبه معظم الوقت. قالت "مكانش بيشيل محفظة، وسايب فكة فى جيوبه". تلك الجملة كانت مفتاح الشخصية بالنسبة لي، إن الشخصية فيها فكرة العطاء والعفوية، لو كان يريد أن يمد يده ليساعد يستحيل يطلع محفظة. بالتعبير الشعبي، إيده فى جيبه، واللى فى جيبه مش ليه."

وأضاف إياد نصار أن تلك المعلومة صنعت له الإطار الأساسى للشخصية وهو العطاء: "مستحيل شخص بيعطى يكون معندوش عطاء لأهل بيته، فالارتباط بالبيت، الوطن الصغير، يعنى ارتباطاً بالوطن الكبير."

وقال: "أجريت لقاءات مع أصدقاء وزملاء محمد مبروك للحصول على التفاصيل، ووجهت لهم أسئلة عنه وجمعت ملاحظات وأقاويل كانت محفوظة لهم عن الشهيد وكل المعلومات ساعدتني، ورغم عدم وجود مادة فيلمية، وجدت مجموعة من الحسابات أرسلت لى عبر فيسبوك، أنهم رأووا محمد مبروك فى أدائي، وهذه إشادة".

وحـــــول تقـــــديـمـــه شخصية ضابط أمن وطنى لأول مرة قال: "كان كل ما يدور بعقلى وقتها أن أقدم صورة غير نمطية لضابط الأمن الوطني، وأظن أننى استطعت أن أكسر الصورة النمطية المخالفة للواقع عن ضابط الأمن الوطني، التى ساهم فيها بجزء كبير الأدب والدراما.

وعن المشهد الذى كان حديث السوشيال ميديا وهو تنكر الضابط محمد مبروك والضابط زكريا يونس لدخول اعتصام رابعة قال إياد نصار: "فى مشهد ظهور محمد مبروك فى اعتصام رابعة، قمت بجلسات بحث ودراسة مع المخرج بيتر ميمي، حول طريقة تفكير الشهيد، لأنه كان شخصاً يفهمهم جيداً، لكى يتنكر ويصبح شبيهاً لهم، وذلك لتوصيل فكرة أن الشهيد كان صاحب فكر وليس فقط مجرد شخصية أمنية، ولو عدنا لتاريخه فى التسعينيات، تم تشكيل مجموعة كان من بينهم محمد مبروك لمحاربة الفكر التكفيري، لذلك كان يجب التنكر بشكل مناسب ويشبههم، محمد مبروك أثناء دراسته للفكر التكفيرى تعلم الفقه حتى لا يترك ثغرة لهم يدخلوا له منها".

وكشف إياد نصار عن الصعوبات التى واجهته فى تقديم شخصية الشهيد محمد مبروك قال: "البعد المهنى لشخصية الشهيد محمد مبروك مفهوم بالنسبة لي، إنما تجسيد الشخصية كإنسان خاصة أن المسلسل يشرح الجوانب الإنسانية لرجال الظل، فتسليط الضوء على هذا الجانب صعب، كما أن الشهيد لم يكن محباً للصور، فلم تتواجد له مادة فيلمية أو صور كثيرة، فكان يجب عليَّ قراءة الشخصية من خلال سؤال أسرته وأصدقائه".