حكايات| السلات والجابوري.. لحوم وفطائر بين الصخور لأهالي جنوب البحر الأحمر

أهالي جنوب البحر الأحمر
أهالي جنوب البحر الأحمر

تحتفظ منطقة جنوب البحر الأحمر بعشرات العادات والتقاليد والأكلات التي ترتبط بالمناسابات، والتي تحتاج إلى من يفتش عنها ويوثقها لأبناء تلك المواقع.

 

ويتحدث بعض الخبراء عن ضرورة معرفة أركيولوجيا المكان الخاصة بمنطق جنوب البحر الأحمر وكيف استطاع أبناء تلك الناطق الحفاظ على تواجدهم على طريقتهم الخاصة لمفهوم الحياة كل هذه السنوات عبر مجموعة من الأكلات وفي مقدمتها "السلات" و"الجابوري".

 

يقول الحسن عثمان موظف من أبناء الشلاتين إن اللحوم لها طرق مختلفة في طهيها ومن هنا تختلف طريقة طهي المسمسات أي "السلات" وهو عبارة عن شواء اللحم الضاني بعد تصفية العظم منه على نوع من الحجارة المحماة، وهي حجارة البازلت الموضوعة على طبقة من الجمر.

اقرأ أيضا| حكايات| «إنك بأعيننا».. لوحات فنية لمسلمين وأقباط دفاعا عن النبي محمد

ويحكي عثمان وهو من أبرز الوجوه في جنوب البحر الأحمر أن عملية إعداد وجبة السَّلات لها طابع وطريقة خاصة وهي أهم ما يميزها؛ حيث يجهز الشباب المكان المخصص لإعدادها من خلال جمع أحجار البازلت وغسلها ومن ثم إشعال الفحم والحطب في نقطة دائرية، وعند اشتعال النار توضع أحجار البازلت فوق الفحم حتى تصبح جمر.

 

ومن الحسن إلى الشيخ محمد زين من مشايخ العابدة بمنطقة جنوب البحر الأحمر، والذي يوضح بدوره أن أفضل أنواع اللحم للسلات هيوالتي تتمثل في الفخذ والصدر بعد تشفيته من العظم تمامًا، على أن يتم وضع اللحم على البازلت بعد تقطيعه شرائح لضمان تسويته جيدًا، وتُقلب على البازلت حتى تستوي.

 

ويمضي زين في حديثه عن السلات على الأخشاب وهناك نوعية معينة من الأشجار التي تشوى عليها وهي فروع شجر الأدليب "الأثل"، ويتم تقليب اللحم  لمدة ساعة مع إضافة قليل من الملح والليمون، وتشبه إلى حد كبير طريقة طهي الكباب مع الاختلاف، وسميت "سلات" لأن الدهن ينسلت من اللحم من خلال الحجر وتجد أمام كل منزل موقد لإعدادها.

 

ولعل واحدة من أشهر الأكلات خلال شهر رمضان فطيرة الجابوري، والتي يتم تحضيرها من الدقيق والماء وتتم عملية العجن وتقطيع العجين لقطع صغيرة يتم فردها لتتشكل على هيئة فطيرة ثم تدفن العجينة في حفرة مليئة بالأخشاب الموقدة لمدة 20 دقيقة ثم يتم تقليب الفطيرة على الناحية الثانية بعد استواء الناحية الأخرى ويتم تقديمها ساخنة.