الحدث الأكبر غدًا فى «يوم أورشليم» الصهيونى

الحرب الدينية بأوامر الاحتلال

 شرطة الاحتلال تعتقل شاباً فلسطينياً اثناء احتجاجات القدس
شرطة الاحتلال تعتقل شاباً فلسطينياً اثناء احتجاجات القدس

مآذن الأقصى صامتة فى رمضان والطرق للقدس أغلقت ليلة عيد القيامة

لم تكن أحداث الجمعة الماضية الدامية فى القدس المحتلة، واقتحام باحات المسجد الأقصى، ولا عمليات التطهير العرقى التى يتعرض لها أهالى حى الشيخ جراح الفلسطينيون بالبلدة القديمة سوى حلقة من سلسلة اعتداءات ممنهجة غاشمة نظمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلى بدقة لتكريس الاستيلاء على منازل الفلسطينيين وسلبهم بيوتهم لصالح المستوطنين وتغيير الواقع على الأرض لتهويد المدينة المقدسة بأكملها، وتمهيدًا للحدث الأكبر غدًا احتفالًا بما يسميه اليهود «يوم أورشليم»، الذى يتوقع أن يسير عشرات الآلاف من اليهود المتدينين فى ذروته إلى حائط المبكى عبر الحى الإسلامي، بكل ما يحمله ذلك من مخاطر التصعيد والاشتبكات الدموية. تزامنًا مع الليالى العشر الأخيرة من رمضان وليلة القدر.

يعتبر «يوم أورشليم» عطلة وطنية للإسرائيليين ومناسبة دينية ثانوية تتكرر كل عام يوم 28 آيار حسب التقويم العبري، وهذا العام يوافق غدًا الإثنين، إحياءً لذكرى احتلال القدس فى اعقاب حرب 1967 وتوحيد المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلى حسب قانون أصدره الكنيست.
غدًا أيضَا من المنتظر أن تستمع المحكمة العليا الإسرائيلية إلى استئناف ثلاث عائلات لأوامر الإخلاء الصادرة لهم بعد أن خسروا دعواهم فى المرحلة الابتدائية وهم ضمن 13 عائلة فلسطينية أخرى مهددون بالطرد من منازلهم لصالح المستوطنين.


هذه المرة اتخذت حرب الاستيطان التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى سمة الحرب الدينية بكل سفور وتعنت، فقد بدأت الاضطرابات فى البلدة القديمة فى اليوم الأول من شهر رمضان، حين تجمع المصلون الفلسطينيون المسلمون فى المسجد الأقصى لأداء صلاة العشاء، والتى تُبث إلكترونيا بمكبرات الصوت العالية. لكن المآذن الأربع حول الأقصى صمتت فى اليوم الأول من شهر رمضان وبدون أمر قضائى أو أى مبرر قانونى آخر، اقتحمت قوات الأمن الإسرائيلي المسجد الأقصى وقطعت الأسلاك فى السماعات. أثار فعل التخريب احتجاجات غاضبة، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين. ثم تلقت الطائفة المسيحية الصغيرة فى القدس الشرقية نصيبها من التمييز حين فوجئ الفلسطينيون الراغبون فى حضور احتفالات «النار المقدسة» وفقًا للتقويم اليوليانى الأرثوذكسى فى الأول من مايو بإغلاق جميع مداخل البلدة القديمة ليلة عيد القيامة المجيد.


مع ذلك فإن ما يتبدى من فتور نحو أحداث المدينة المحتلة يشى برسالة عالمية لأهالى القدس مفادها: «اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا ههنا قاعدون»، على الرغم من الانتهاك الصارخ لكل المواثيق والقوانين الدولية.