«ألا تهجدوا في بيوتكم».. عبادات رمضان تهرب من حصار كورونا للمنازل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

للعام الثانى على التوالى.. محرومون من صلاة التهجد وختم القرآن والاعتكاف بالمساجد

أسامة العبد: يمكن تعويضها بقراءة القرآن وإمامة أبنائنا فى المنازل  

هندي: النبي وصى أن يكون للبيوت نصيب من الصلاة والذكر

 

ليلة القدر.. خير من ألف شهر .. ويكون الدعاء فيها مستجاب بإذن الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه"، ويسعي المسلمون للمزيد من العبادات في العشر الآواخر لقوله صلى الله عليه وسلم "تحرو ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"، ومن العبادات التي يحرص عليها الكثير في هذه الأيام المباركة الاعتكاف والتهجد، إلا أنه وبسبب استمرار انتشار فيروس كورونا فلم يسمح سوى بصلاة التراويح حفاظا على سلامة الجميع.


ويقول محمد حسن 40 سنة، إنه لم يكن معتادا على الاعتكاف، ولكنه كان يداوم على التهجد في العشر الأواخر في المسجد، موضحاً أنه سيفعل كما كان يفعل العام الماضي، وسيصلى في منزله بزوجته وأولاده، قائلاً "الحمد لله إن احنا بنصلي التراويح في المسجد، وبنحاول نلتزم بجميع الإجراءات، ونتمنى ربنا يزيح الغمة دي، وترجع حياتنا لما كانت عليه من قبل".


بينما أشار أحمد سمير 38 عاماً أنه حزين جداً لعدم السماح بالاعتكاف للعام الثاني على التوالي، لارتباطه بهذه العبادة ومداومته عليها منذ أكثر من 10 سنوات هو ورفاقه، قائلا "كنا نعتكف طوال الـ10 أيام الأخيرة من الشهر، لا نخرج إلا للضرورة القصوى"، موضحا أنه يحاول أن يعوض هذا بالمزيد من الذكر وقراءة القرآن، إضافة إلى محاولة تقديم المساعدات لمن يحتاج، خاصة مرضى كورونا ممن لايجدون من يوفر لهم احتياجاتهم.


ويقول الحاج عبدالحميد: "كل أيام وليالي رمضان خير وبركة، والكل بيحاول يعمل الخير، وفي ناس كتير يتضاعف الخير دا في العشرة أيام الأواخر، لوجود ليلة القدر بينهم، ولما لها من فضل عظيم نعرفه جميعا، وفي مساجد كتير وحتى أشخاص يسعون إلى أن تكون ختمة القرآن في هذه الليلة المباركة"، موضحا أنه اعتاد منذ زمن بعيد على أداء كل الصلاوات في المسجد، وبشكل خاص في رمضان. 


ومن جانبه يقول الدكتور أسامة العبد وكيل لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب وأمين عام رابطة الجامعات الإسلامية إن ليلة القدر معروف قدرها عند الله عزوجل، وقد أنزل فيها سورة كاملة وهي سورة «القدر»، وحينما سألت السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها لو صادفت هذه الليلة ماذا تقول، قال لها قولى "اللهم إنك عفو غفور تحت العفو فاعفو عنا".

وتابع إن كان لايوجد قيام ليل "التهجد"، ولم نتمكن من صلاته فى المسجد فيكفينا صلاة التراويح المسموح بها، وهذا كله من أجل الحفاظ على الناس، بحيث لا تنتقل عدوى بينهم على الإطلاق، مؤكدا على ضرورة أن نبقى متمسكين بالإجراءات الإحترازية والوقائية.

ولفت إلى أن التراويح تسمى صلاة القيام، أي أن من أداها كأنه أقام الليل، وبعدها يمكنه أن يعود لبيته ويردد “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا”، ويبدأ فى ذكر الله والدعاء والقراءة فى كتاب الله عزوجل، ويجلس وسط أولاده ويجمعهم فى تلك الليلة المباركة على ذكر الله وقراءة القرأن والدعاء، هذا كافى جدا، لعل الله يرفع عنا البلاء ويزيح الغمة وتعود المساجد بكامل صلواتها.  

 وأكد العبد، أن صلاة التهجد تجوز بالطبع فى المنزل، مشيراً إلى أن البعض يذهب إلى أن صلاتها فى البيت أولى، لأنه يجمع أولاده وزوجته عليها وهم فى وقاية ومأمن من العدوى فى المنزل، قائلا: "بل إن أي صلاة نافلة مستحب أن تكون فى البيت، ليزداد البيت نورا وإيمانا وبعداً عن المشاكل".

وأضاف أن الاعتكاف لايكون إلا فى المسجد، ويجوز للإنسان إن يعتكف حتى لو 5 دقائق بعد كل صلاة، فيضع النية قبل دخول المسجد وبالتالى يأخذ أجرها، موضحا أن الاعتكاف له شروط وأسس يبنى عليها ولا داعى لأن نشق على أنفسنا، ويكفى من الاعتكاف داخل المسجد 5دقائق مع كل صلاة، ونخرج للدعاء والنوافل وأعمال الخير الكثيرة.


وأشار دكتور عبدالغنى هندى عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى أنه من الواجب علينا إحياء كل ليالى الشهر الكريم بالصلاة.. والصلاة على النبى عليه الصلاة والسلام.. وذكر الله.. وقراءة القرآن، متابعا أن هذا يكون أكثر فى الليالى العشر الأخيرة وأهمها ليلة القدر والتى يضاعف فيها الله الثواب، فقال الرسول “ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها".

ولفت إلى أن هذا العام قد من الله علينا بالصلاة وصلاة التراويح فى المساجد بعد توقفها العام الماضى بسبب الجائحة، ولكن لم يسمح بالتهجد والاعتكاف حفاظا على المصلين، وعلى الجميع الالتزام بالتعليمات، قائلا «النبي صلى الله عليه وسلم وصى أن يكون للبيوت نصيب من الصلاة، وأن يكون لها نصيب من الذكر،كالنوافل فى البيت ومن الممكن أن تصلى التهجد فى البيوت، والله سبحانه وتعالى سيعطى نفس الجزاء لمن يصلى فى بيته فى هذه الظروف، حتى لا يتعرض الجميع لخطر الإصابة، والمهم المداومة على العمل الصالح»، مضيفا أنه من المفضل أن نجعل لنا وردا من القرآن وورد من الأحاديث النبوية.

وأوضح عبدالغنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن ليلة القدر "التمسوها فى العشر الأواخر من رمضان"، متابعاً أن الهدف من إخفاء ليلة القدر أن يكون هناك اجتهاد ومداومة على العبادة، والسيدة عائشة رضى الله عنها لما سُألت عن أحب الأعمال للرسول قالت الدائم وإن قل، لافتاً إلى أن المداومة تعمل على استحضار القلب والجوارح بشكل اكبر، ومن دليل قبول رمضان المداومة على العمل الصالح والطاعة بعد رمضان.

اقرأ أيضا| إفطار «سنة تانية كورونا».. الكمامة لا تزال على مائدة رمضان