من التاريخ.. قائد الفتوحات الأفريقية «حسان بن النعمان»

 قصور حسان بن النعمان من أقدم الآثار الإسلامية فى مدينة سرت الليبية
قصور حسان بن النعمان من أقدم الآثار الإسلامية فى مدينة سرت الليبية

هو قائد الفتوحات فى أفريقيا من رجال السياسة والحرب، ولد فى الشام وأسلم عند الفتح الإسلامى لها، حفظ القرآن والسنة النبوية، وأتقن العلوم الفقهية، هو «حسّان بن النعمان»، ولقبه الشيخ الأمين، يقول عنه الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر الشريف:ولى «حسان بن النعمان» إفريقيا زمن «معاوية ابن أبى سفيان»، وولاه «عبد الملك بن مروان» مصر وقال فيه: «ما أعلم أحدًا أكفأ بإفريقية من «حسان»، بلغ جيشه 40000 جندى ولم يدخل أفريقيا جيش قط مثله، بعد أن غدرت قبائل البربر بالقائد المسلم «عقبة بن نافع» فى معركة تهودة سنة 64هـ، وازدادت الأمور تعقيدًا بعد استشهاد القائد «زهير بن قيس البلوي» سنة 69هـ على يد الروم.

أرسل الخليفة «عبد الملك بن مروان» قائدًا جديدًا للمنطقة ذا كفاءة عالية، وهو «حسان بن النعمان»، الذى استهل ولايته بعمل فى منتهى الزكاء، وهو بناء مدينة جديدة بين القيروان وقرطاجة أعظم مدن المغرب لتكون معسكرا للجند وقت هجوم الأعداء من البحر، وكانت هذه المدينة هى «تونس» الآن.


مضى «حسان» لمحاربة البربر الذين كانت تقودهم الكاهنة «ديهيا»، وهى امرأة بجبل أوراس زعيمة البربر، ودارت معركة حامية كان النصر فيها للكاهنة، وفرَّ جيش حسان ووقع فى الأسر عددٌ كبير منه، وملكت الكاهنة المغرب خمس سنوات ولسوء تصريفها إدارة الأمور خرج الكثير من البربر عن طاعتها، واتصلوا بالمسلمين وطلبوا مساعدتهم على التخلص من حكمها الجائر، فتمكن «بن النعمان» من الحصول على معلومات عسكرية عن عدوه، ولما ألتقى الجيشان ودارت رحى المعركة وكانت رهيبة وحامية الوطيس، وظن الناس أنه الفناء، انتهت بالنصر وبمقتل الكاهنة 82هـ لتنتهى فتنتها، ويسلم البربر ويعود حسان إلى القيروان.


اهتم «حسان» ببناء المساجد فى كل بقعة بالمغرب العربي، وأقام فيها القراء والفقهاء لتعليم البربر القرآن والسنة، وقام بضرب نقود ودنانير بدلا من دنانير الروم التى كان يتعامل بها البربر،، وتوفى شهيدا بأرض الروم فى أول عهد «الوليد بن عبد الملك».