بيت الناظر بالمنصورة.. جزء من التراث العالمي

 بيت الناظر
بيت الناظر

لم يتخيل أحد لحظة أثناء إنشائه منذ 75 عاما كبيت لناظر مدرسة المنصورة الثانوية المجاورة له أنه سيصبح يوما ما جزءا من التراث العالمى وأن مطبخ هذا البيت وحجراته وساحته ستكون نواة لواحدة من أهم جامعات الشرق الأوسط.

سجل مؤخرا المبنى العريق بطرازه المعمارى الفريد المتأثر بالطراز القوطى الأوربى لعصر النهضة، ضمن قائمة المبانى ذات التراث المعمارى بمحافظة الدقهلية.

أكد د.محمد عبد الفتاح الزهرى رئيس قسم الفنادق بالكلية، على أن المبنى يعد واحدا من أقدم وأعرق المبانى التراثية التعليمية بالوجه البحرى ويعتبر الثالث فى هذا الشأن بعد القبة المركزية لجامعة القاهرة وقصر الزعفران بجامعة عين شمس.

وأقيم فى الأربعينيات من القرن الماضى كملحق لمدرسة المنصورة الثانوية أهم المدارس بدلتا مصر فى ذلك الوقت وتم تخصيصه ليكون بيتا للناظر.

وأضاف الدكتور أحمد حماد المدرس بقسم الدراسات السياحية بالكلية، أن المبنى ذو طراز معمارى مميز فهو متأثر بالطراز القوطى الأوروبى لعصر النهضة الذى انتقل إلى مصر فى القرن التاسع عشر الميلادى وقد تجسد هذا الطراز فى أروع صوره فى قصور الأمراء والباشاوات مثل قصر شويكار هانم فى جاردن سيتى وكذلك قصر إسماعيل باشا بالزمالك.

ويشير الدكتور محمد عبد اللطيف عميد الكلية إلى أن المبنى يشتمل على جناحين:


الجناح الأول: مبنى المتحف التعليمى وهو مستطيل الشكل واجهته الرئيسية مكونة من سبعة عقود نصف دائرية مرتكزة على دعامات من الطوب الآجر المدعم بالأحجار الجيرية ويعلو العقود مقرنصات وجفوت حجرية.

الجناح الثانى: مبنى استراحة الناظر وهو غير منتظم الشكل يتوسط واجهته المدخل الرئيسى على هيئة عقد نصف دائرى ويعلو العقد فتحة تهوية وتخفيف على هيئة نافذة وعلى جانبى المدخل شبابيك مستحدثة ويعلو الشبابيك جفوت ومقرنصات حجرية ويؤدى المدخل إلى ممر على يساره غرفتان جانبيتان وفى نهاية الممر مدخل يؤدى للغرف الداخلية للدور الأرضى وسلم يؤدى للدور الأول العلوى للمبنى.

وأضاف أن المبنى قد اكتسب قيمة تاريخية لارتباطه بإنشاء جامعة المنصورة منذ عام ١٩٦٣ عندما أصبح فرعا لكلية الطب جامعة القاهرة وكان النواة الأولى لجامعة المنصورة حيث أنشئت جامعة شرق الدلتا عام ١٩٧٢ وتم تعديل المسمى إلى جامعة المنصورة عام ١٩٧٣.

ووقع اختيار المرحوم الدكتور إبراهيم أبو النجا مؤسس الجامعة على هذا المبنى ليكون مقرا لكلية الطب وبعد مشاوراته مع وزارة التربية والتعليم حصل على مطابخ المدرسة واستراحة ناظر المدرسة.

وأصبح منذ ذلك التاريخ هذا المبنى مقرا لأى كلية جديدة يتم إنشاؤها وتوالت الكليات على هذا المبنى ومنها: كلية التربية وكلية الطب البيطرى وكلية التربية الرياضية ثم كلية السياحة والفنادق منذ ٢٠٠٦ وحتى الآن. وأضاف بأن إدارة الكلية قد أنجزت مؤخرا المرحلة الأولى لإضاءة وتجميل هذا المبنى وفق الأسس العلمية والتى وضعته فى منظور رائع للمشاهدة ليلا.

وأكد الدكتور أشرف عبد الباسط، على حرص الجامعة على الحفاظ على هذا المبنى العريق وكل المبانى ذات التراث المعمارى الفريد مشيرا إلى أن الجامعة حرصت أيضا على الاحتفال باليوم العالمى للتراث لأول مرة داخل المبنى لتغرس قيمة الحفاظ على التراث المعمارى فى نفوس طلابها. وأكد بأن الجامعة بصدد الإعداد لإنشاء متحف متكامل يليق بمكانتها وإسهامات علمائها ودورها الرائد فى خدمة المجتمع.