«حبيبة».. برنسيسة السوبيا والعرق سوس فى رحاب السيدة

«حبيبة» برنسيسة السوبيا والعرق سوس
«حبيبة» برنسيسة السوبيا والعرق سوس

عمر يوسف

 فى رحاب مسجد السيدة زينب تجتمع كل مظاهر الفرحة والسعادة، ويبسط شهر رمضان الكريم البسمة على وجوه الجميع، ويفتح أبواب رزق لكل شخص.. عند الذهاب للصلاة فى مسجد السيدة زينب يجب أن يلفت انتباهك مشهد لن ينساه عقلك طوال الحياة.. فتاة فى العاشرة من عمرها تبيع المشروبات الرمضانية «التمر والعرق سوس والسوبيا» أمام المسجد.
تقف وسط جميع غفير من الباعة تنادى على بضاعتها، وكأنها امرأة فى الخمسين من عمرها، يحمل وجهها كل آيات الحياة والخجل والتلقائية المغمسة بالذكاء المتقد، إلا أن ذلك لم يقلل من اقبالها بشدة على عملها، يجمتع حولها عدد كبير من الزبائن، تركوا جميع الباعة الآخرين وقرروا الشراء من حبيبه التى تحمل فى ابتسامتها كل معانى الفرحة والسعادة والدواء الشافى لكل أنواع الهموم.
حبيبة تامر طفلة فى المرحلة الابتدائية، قررت مساعدة والدها بالعمل فى بيع المشروبات الرمضانية، ورغم صغر سنها، إلا أنها تصوم وسط حرارة شديدة وعرق يغرق جبهتها طوال النهار، فتقول حبيبة «للأخبار» : بابا ربانا من المهنة دى أنا واخواتى عشان كدة بستنى رمضان كل سنة بفارغ الصبر عشان أنزل أقف معاه وأساعده، وكل زباينه بيحبونى وبيفرحوا أوى لما بيشوفونى واقفه معاه».
وأضافت أنها تكون فى قمة سعادتها عندما تبيع للزبائن، كما أنها تعرف المقادير المختلفة جيدًا دون أن تتجاوز فى الكمية التى تضعها للزبون، وقال تامر والد الطفلة أن حبيبه تمتلك شعبية فى المنطقة أكثر منه، رغم أنه يعمل فى تلك المهنة منذ عشرات السنين، إلا أن الطفلة اكتسبت كل هذا من خلال ذكائها وخفة دمها، كما أنها تبتسم فى وجه كل زبون بشكل تلقائي، فلا يتردد فى الشراء وكله ثقة فى أن ما يقوم ببيعه منتج جيد.