الفلبين.. «الكاري كاري» الطبق المهم على الفطار

الكارى كارى
الكارى كارى

دول تتفق فيها عادات رمضانية
ليبيريا تقاطع الاستماع للموسيقى أثناء الصيام .. وموائد الطابع الشامي تغلب على البرازيل


سحر الجمل


شهر رمضان الكريم له طقوسه وعاداته في كل الدول، ولكن الكثير من الدول تتشابه فيها العادات الرمضانية. نستعرض في هذا التقرير هذه الدول.


الفلبين


يعيش المسلمون في الفلبين كأقلية، ومن أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، بل وجعلها مركز التجمع العائلي، فتصبح دارًا للعبادة وللتعارف بين المسلمين، أيضًا يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح، ولا بد على كل مسلم أن يؤدي هذه الصلاة هناك وتقام في 20 ركعة، ويحرص المجتمع الإسلامي الفلبيني في شهر رمضان على تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء على موائدهم، وتُوزَّع الصدقات خلال الشهر في ليلة النصف منه، ويعمل أئمة المساجد على جمع زكاة الفطر وتوزيعها بمعرفتهم الخاصة على المستحقين من الفقراء.

اقرأ أيضا| الفلبين تسجل 9226 إصابة و120 حالة وفاة بكورونا خلال 24 ساعة


ومن أهم الأطعمة على موائد المسلمين في الفلبين طبق «الكاري كاري» وهو اللحم بالبهارات وكذلك مشروب السكر والموز وجوز الهند، وهناك بعض الحلوى التي تشبه «القطايف» المصرية وعصير «قمر الدين»، ويلهو الأطفال في هذا الشهر بعد الإفطار؛ حيث يرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس أو ما يشبهها، ويبدأون في التنقل من مكان لآخر بل ويتولون إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور وهو ما يضفي بهجةً على هذا الشهر الكريم.

تايلاند
يمثل المسلمون في تايلاند ثلث المجتمع التايلاندي، وتسعى كل قرية ومدينة طوال العام إلى جمع الأموال حسب إمكانيات كل أسرة لبناء المسجد الجديد الذي يفتتح في شهر رمضان، ويحرص معظم الأشخاص على العمل بأنفسهم في بناء هذه المساجد أيًّا كان نوع العمل.


ومن المظاهر الدينية في رمضان كل عام أن الذين يحفظون القرآن بأكمله يُحمَلون على الأكتاف في مظاهرات فرحة، ويُطاف بهم في الشوارع كقدوة لبقية المسلمين وتشجيع الشباب على حفظ القرآن.


وفي اليوم الأول من شهر رمضان لابد وأن تذبح كل أسرة تايلاندية مسلمة ذبيحة احتفالاً بشهر رمضان حتى أن الأسر الفقيرة تكتفي بذبح أحد الطيور.. المهم أن الذبح في اليوم الأول للصوم عادة تايلاندية منذ سنوات طويلة تحرص عليها كل أسرة وقبيل موعد الإفطار تخرج السيدات من المنازل في جماعات ويجلسن أمام أحد المنازل ويتناولن الإفطار جماعة وكذلك بالنسبة للرجال.. ولا يأكل الرجل من الطعام الذي طهته زوجته، وإنما يأكله شخص آخر.. كمظهر للحب والعشرة، فلا يأكل أحد من طعام بيته وإنما من طعام مسلم آخر، ويحرص المسلمون في تايلاند على تناول الفواكه بكثرة في شهر رمضان، فالمجتمع لا يعرف الحلويات الشرقية المعروفة.

النمسا
الإقبال على المساجد كبير في النمسا خلال شهر رمضان وذلك من أجل أداء الصلاة خاصة صلاة التراويح، والاستماع إلى الدروس الدينية، ويبلغ عدد المساجد في عموم النمسا أكثر من 50 مسجدًا، وتتعدد المراكز الإسلامية في النمسا، ولا تقتصر خدماتها على البرامج الدعوية بل تتعداها إلى تقديم الوجبات المجانية للإفطار في المساجد، وكذلك تقديم الذبائح المعدة على الطريقة الإسلامية.


وفي النرويج لا يختلف الحال كثيرًا حيث يترقَّب المسلمون الشهر الكريم للتزوُّد بالنفحات الإيمانية، ويواجه المسلمون مشكلاتٍ في تحديد موعد بدء الشهر الكريم بالنظر إلى صعوبة الطقس وانتشار الضباب وتساقط الجليد طوال العام، فيتم اللجوء لموعد بدء الشهر الفضيل في أي بلد في العالم، وبعد ذلك يتم تعميم الموعد على جميع المساجد في النرويج، وبذلك نجد أن المسلمين في النرويج يصومون معًا، وهو ما لا يتوافر في أي بلد غربي آخر تقريباً.


أيضاً في شهر رمضان تنتشر الخدمات الخيرية،  حيث تنظم المساجد موائد الرحمن، وتنتشر في النرويج الأكلات المصرية بين المسلمين المصريين، وهكذا وتحرص المتاجر التي يمتلكها مسلمون على تقديم احتياجات الصائمين من المواد الغذائية طوال الشهر الكريم.

تركيا..
يمثل شهر رمضان في تركيا مناسبةً يلجأ الأتراك إليها من أجل الإعلان عن هويتهم الإسلامية والعمل على إظهارها للحفاظ عليها من الهجمات العلمانية ضدها، ومن أهم المظاهر الاحتفالية إنارة مآذن المساجد منذ صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر، وهو ما يسميه الأتراك «المحيا»، ويوجد في تركيا أكثر من 77 ألف جامع مسجل حكوميًّا أشهرها مسجد «السلطان أحمد»، الأمر الذي يعني أن تركيا خلال الشهر الفضيل تظل مضاءةً طوال ليلها .


أيضا يميز الشهر الكريم الإقبال على صلاة التراويح؛ وبعد انتهاء الصلاة يقوم الكبار بتوزيع الحلوى على الصغار؛ من أجل ترغيبهم في الحضور إليها كل يوم.

روسيا..
تتلخص الشعائر الرمضانية عند المسلمين في روسيا في الاجتماع حول موائد الإفطار والذهاب إلى أداء صلاة الجماعة، وتقوم المساجد الرئيسية بختم القرآن الكريم طوال الشهر الأمر الذي يجعل من هذا الشهر عيداً يمتد على مدار ثلاثين يوماً كذلك يحرص المسلمون الروس على أداء صلاة التراويح في جماعة.


ومن العادات أيضاً أنه أثناء موائد الإفطار تتم دعوة من يتقن قراءة القرآن ويعلم شيئاً عن الدين ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن ويلقي درساً أو موعظة مما يترك أثراً طيباً في المدعوين كما يساعد على جذب غير المتدينين من المدعوين إلى التدين والالتزام بالتعاليم الإسلامية، كما نجد موائد الإفطار الجماعي التي تنظمها الجمعيات الخيرية والتي تماثل «موائد الرحمن» في مصر.

تنزانيا
 يبدأ الاستعداد في تنزانيا لشهر رمضان منذ حلول نصف شهر شعبان المبارك، ويكون ذلك عن طريق تزيين الشوارع بالأنوار وكذلك تزيين المحال التجارية والمساجد، وتنشط أيضًا الزيارات العائلية من أجل التحضير للشهر الكريم، ويهتم المسلمون التنزانيون بالصوم، حتى إن الصيام يبدأ من سن الـ12 عامًا ويعتبرون الجهر بالإفطار في نهار رمضان من أكبر الذنوب؛ ولذلك تغلق المطاعم أبوابها خلال أوقات الصيام ولا تفتح إلا بعد صلاة المغرب وحلول موعد الإفطار.
وللشهر الفضيل الوجبات المخصصة له، فهناك التمر وكذلك الماء المحلَّى بالسُّكَّر إلى جانب طبق الأرز المليء بالسعرات الحرارية والذي يساعد الصائم، إلى جانب الخضراوات والأسماك التي يحصلون عليها من سواحلهم المطلَّة على المحيط.

ليبريا..
عندما يبدأ رمضان يقاطع المسلمون في ليبريا الاستماع لأي نوع من أنواع الموسيقى، وإذا استمع أحد المسلمين للموسيقى في شهر رمضان ينظر إليه المجتمع على أنه «مفطر» ولا يصوم رمضان.
وعندما يثبت هلال الشهر المبارك يضرب الرجال على بعض الآلات الخشبية والنحاسية ضربات معينة تصدر أصواتًا موسيقية تعرف بألحان رمضان، تستمر طوال أيام الشهر بضعة ساعات كل ليلة، وتعتبر هذه الآلات من مظاهر الاحتفال والفرحة في ليبريا بقدوم شهر رمضان المبارك !
ويعرف المسلمون فوانيس رمضان التي تصنع من بعض الأنواع من الأخشاب وتعلق في المساجد والبيوت، ويحمل الأطفال والشباب الفوانيس الصغيرة في الشوارع ويتغنون بليالي رمضان ومباهجه.

البرازيل
وبالتحديد في البرازيل تعلن جميع المحطات الإعلامية البرازيلية المقروءة والمسموعة والمشاهَدة خبر حلول شهر رمضان الكريم مهنِّئين المسلمين، وتختلف عاداتُ المسلمين في الشهر الكريم عنها في باقي أيام السنة، فالسيدات المسلمات يرتدين الحجاب حتى ولو كنَّ لا يرتدينه فى غير الشهر الفضيل، ومنهن من تستمر في ارتدائه بعد انتهاء الشهر.
ويغلب الطابع الشامي على موائد الإفطار في شهر رمضان بالنظر إلى غلبة أعداد المهاجرين السوريين واللبنانيين بين الأوساطِ الإسلامية في البرازيل، ويتناول المسلمون طعام الإفطار، وتعد برامج الإفطار الجماعية والأسرية من أهم ما يُميز السلوك العام للأسر المسلمة البرازيلية في هذا الشهر الكريم.