بعد إرهاب داعش.. أكراد العراق في مواجهة الميليشيات الإيرانية

سقف متضرر بعد سقوط وابل من الصواريخ بالقرب من مطار أربيل الدولى مؤخرًا
سقف متضرر بعد سقوط وابل من الصواريخ بالقرب من مطار أربيل الدولى مؤخرًا

كتبت: سميحة شتا

بعد أن خاض أكراد العراق المعارك ضد مسلحى تنظيم "داعش" ولعبوا دورا أساسيا فى طردهم، أصبحوا مؤخرا فى مواجهة خطر الميليشيات المدعومة من إيران.

فقد شهد إقليم كردستان فى الأسابيع الأخيرة عدة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، استهدفت القواعد التى تؤوى قوات التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة.. وقد أسفرت الهجمات عن مقتل مقاول واحد على الأقل وجندى تركى وإصابة عدد آخر.

ويرى مراقبون أن الميليشيات الموالية لإيران صعدت فى العراق من تهديداتها ضد إقليم كردستان، المتّهم من قبل الإعلام الإيرانى ومن قبل الميليشيات الشيعية المرتبطة بالحرس الثورى بفتح أراضيه لنشاط استخباراتى أمريكى وإسرائيلى يستهدف المصالح الإيرانية، الأمر الذى يجعل الإقليم عُرضة لمزيد من الضغوط والتهديدات التى تمارسها هذه الميليشيات الإرهابية.

والأسبوع قبل الماضى، دعا وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكين، رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزانى، للتأكيد على "التزام واشنطن باستقرار العراق وإقليم كردستان"، وناقش الجانبان فى المكالمة "الهجمات المستمرة على القوات العراقية والأمريكية وقوات التحالف"، وأكدا أنّ هذه الهجمات تُمثّل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية.. وعلى الرغم من إظهار دعم الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى للإقليم، إلا انه لا يزال سكان الإقليم يشعرون بالقلق حيال ميليشيات الحشد الشعبى التابعة لإيران، والتى لم يتم ردعها.

وتقول الناشطة السياسية الكردية البارزة رويدا مصطفى، إنه "ليس سراً بالتأكيد أنّ إقليم كردستان سيواجه تهديد الميليشيات التى لا تخضع للحساب والمُدجّجة بالأسلحة"، وأنّ ما يحتاجه الإقليم هو "إرادة سياسية من الحزبين الرئيسيين للتفكير فى الرحلة المقبلة، وتوحيد قوات البيشمركة خارج حدود أحزابهم السياسية".. ويحكم إقليم كردستان الحزب الديمقراطى الكردستانى وحزب الاتحاد الوطنى الكردستانى. وعلى الرغم مشاركتهما فى حكومة موحدة، إلّا أنّ كلا الحزبين لديهما قوات بيشمركة منفصلة.

وصعّدت الميليشيات الإيرانية مؤخراً من وتيرة استهدافها لإقليم كردستان، ففى 14 أبريل استهدف هجومان منفصلان العاصمة أربيل، استخدمت فى احدهما طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات استهدفت مطار أربيل الدولى، وهو أول هجوم بطائرة مسيرة فى المنطقة، أما الهجوم الثانى فقد استهدف قاعدة تركية، وأسفر عن مقتل جندى تركى، ما يزيد المخاوف من اندلاع صراع إقليمى واسع.

وبالرغم من أن تركيا لم ترد عسكريًا على الهجوم، إلا أنه مازالت التوترات شديدة فى المنطقة خاصة بعد أن أرسلت تركيا المزيد من القوات البرية للعراق الأسبوع قبل الماضى لمواجهة المليشيات الكردية التابعة لحزب العمال الكردستانى ومقره تركيا.

وتشن الميليشيات الإيرانية مثل الحشد الشعبى، وعصائب أهل الحق، وغيرها من الميليشيات الموالية لإيران حملة تحريض واسعة ضد الأكراد وتتهمهم بالتعاون استخباراتياً مع إسرائيل ضد إيران، فى محاولة منها للضغط على الإقليم لطرد القوات الأمريكية الموجودة هناك.

ومع توجّه واشنطن لإدخال تغييرات على حجم الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق، أظهر حلفاء إيران فى البلاد تخوّفاً من أن تُصبح أراضى كردستان العراق موطناً بديلاً للقوات التى قد تقوم الولايات المتحدة بسحبها من مناطق عراقية أخرى.. ولذلك وجّهت هذه الميليشيات تهديدات للإقليم جسّدتها من خلال الهجمات التى شنتها مؤخراً.

وفى أعقاب هجوم فبراير، ردت واشنطن بضرب القواعد التى تستخدمها الجماعات الموالية لإيران فى سوريا بدلاً من العراق.

وبعد يومين من هجوم الطائرات بدون طيار أصدرت الولايات المتحدة وأربع دول أوروبية بيانًا مشتركًا لإدانة الهجوم، ولكن لمنع المزيد من الهجمات، قال علاء الدين المحلل المقيم فى أربيل، إن الأمر يتطلب أكثر من الكلمات القوية.

وقال إن "البيان المشترك رحب به القادة الأكراد العراقيون، لكنه لم يفعل الكثير لطمأنة الآخرين، الإدانات بدون تحرك لا يمكن إلا أن تشجع المهاجم على فعل المزيد دون خوف من العواقب".

من ناحية أخرى يحذر بعض الخبراء من أن استمرار قدرة داعش على عبور الحدود بمثابة تذكير بأن الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية فى المنطقة بحاجة إلى التعاون بشكل أوثق مع بعضها البعض لاحتواء التهديد.. ويقول مراقبون إن حكومة إقليم كردستان لا تتمتع بعلاقات سياسية قوية مع الحكومة الفيدرالية فى بغداد أو قوات سوريا الديمقراطية، مما يؤدى إلى ضعف التعاون فى مكافحة الإرهاب فيما بينهم.