بقلم واعظة

رمضان جنة القلوب

هدير فتاح محمد أحمد منطقة وعظ أسوان
هدير فتاح محمد أحمد منطقة وعظ أسوان

فى كل عام ننتظر شهر رمضان المبارك لتسعد به قلوبنا، وتطمئن وتسكن إليه أرواحنا فهو جنة القلوب،ففى كل لحظة من لحظاته التى نعيشها فى أيامه ولياليه، وإحساس السكينة التى تُشرق أنوارها على قلوب المؤمنين، فتستشعر بلذة القرب من الله،فنرى القلوب تغمرها السعادة فهى فى نعيم فى جنة، جنة لا يشعر بها إلا قلب مؤمن فاض قلبه بمحبة الله،فهو صائم إيمانًا واحتسابًا، وصومه خالصًا لوجهه سبحانه، صوم للقلب قبل الجوارح، صوم للباطن قبل الظاهر.
فقد جاء فى الحديث الشريف، عن أبى هريرة -رضى الله عنه- ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من صام رمضان إيمانًاواحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه».
فمن يصوم رمضان إيمانًا وتصديقًا قلبيًا بأن الله فرضه علينا، وإقرارًا بكامل  الإخلاص والعبودية لله سبحانه وتعالى، وكان صومه خالصًا لله سبحانه، بعيدًا عن الرياء، لا يريد به إلا وجهه الكريم،محتسبا للأجر والثواب من الله، إن من فعل ذلك غَفر الله له ما تقدم من ذنوبه وسيئاته.
لذلك يجب علينا كما استعددنا لشهر رمضان استعداد مادى وبدنى بتوفير الاحتياجات من الطعام والشراب، وغيرها من المظاهر التى جرت عادة الناس على فعلها، علينا أن نستغل ما تبقى من أيامه لاستقبال الأنوار الربانية، وتلقى الإشراقات القلبية، حتى يستطيع القلب أن يستشعر نفحات هذا الشهر المبارك، ويتذوق لذة كل طاعة، ويفرح بكل قربة يتقرب بها إلى رب العباد.
وحتى يستطيع القلب أن يحيا ويشرق بهذه الأنوار لابد أن يُفَرّغ عن الشواغل الدنيوية التى تعطله عن طريق الوصول إلى العيش فى جنة القلوب، والإحساس بكل نفحة من نفحات هذا الشهر، ومن أهم الخطوات المعينة على ذلك هى التوبة النصوح لله عز وجل من كل المعاصى والذنوب، لأنها تحول بين الإنسان وشعوره بهذه الإشراقات والأنوار الربانية، مع تجديد النية لاستغلال كل لحظة من لحظات هذا الشهر المبارك بفعل الطاعات، والتقرب لله سبحانه بكل أنواع القربات، كما لا ننسى أن نستعين على ذلك بالدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يعيننا على الصيام والقيام والتوفيق لصالح الأعمال وأن يتقبلها منا.
لنعش رمضان بقلوب جديدة، نقية، خالصة الحب لله، مستشعرة بلذة القرب والأنس منه سبحانه، حتى تفيض فيها القلوب بالإشراقات والأنوار، وتسكن وتطمئن النفوس والأرواح، فى رمضان جنة القلوب.