السعادة الحقيقة في الإسلام 

أرشيفية
أرشيفية


من منظور إسلامي، السعادة ليست مجرد حالة مؤقتة من الفرح والبهجة. بل هي عملية تستمر مدى الحياة وتهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق السعادة الأبدية وراحة البال وطمأنينة القلب والرضا في هذا العالم والنعيم الأبدي في الآخرة.


يحاول الكثير من الناس اتباع مسارات معقدة من أجل تحقيق السعادة لكنهم فشلوا في رؤية الطريق الأسهل وهو الإسلام. يمكن تحقيق السعادة من خلال العبادة الصادقة،والتنافس على الأعمال الصالحة،والقيام بأعمال اللطف أو الصدقة،وإخراج الابتسامة على وجه الطفل. هذه الأشياء لديها القدرة على جعل قلوبنا سعيدة حقا.
معنى السعادة
السعادة مصطلح كغيره من المصطلحات التي تزخر بها اللغة العربية، لها معنيان؛ واحد في اللغة، وآخرٌ في الاصطلاح وفيما يأتي بيان كلا المعنيين:
السعادة في اللغة: اسم، وهي مصدر للفعل سعد؛ أي فرح، وابتهاج، والسعادة هي كلّ ما يُدخل البهجة والفرح على النفس، والسعادتان هما: السعادة الدينية، والسعادة الدنيوية. السعادة في الاصطلاح: شعورٌ نفسيٌ يصاحبه الرضا، يحصل عليه العبد عند توفيقه بين مصالحة الدنيوية، ومصالحه الأخروية، وفق ضوابط الشريعة الإسلامية.
ويُقصد بالسعادة الشعور الذي يمتلكه الإنسان في حياته، ويكون سبباً في انشراح الصدر، ورضا النفس، وطمأنينة القلب، وراحة الضمير، نتيجةً لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الإيمان، والسعادة كما يراها الإسلام هي تحقيق مصالح العبد في دنياه وآخرته، فيعيش الحياة وفق الشريعة الإسلامية كما يرضاها الله -تعالى- له، وحينها يبلغ سعادة الحياة الدنيا، وأمّا الآخرة فالسعادة فيها تكون بدخول الجنة، ونيل رضوان الله -تعالى-، فمن نال ذلك يوم القيامة كان قد بلغ السعادة في الآخرة، وقد جاء الإسلام بمنظومةٍ من الشرائع والشعائر التي تُوصل العبد إلى سعادة الدنيا والآخرة بقدر تمسّكه بها.

السعادة بين الماديات والمعنويات 

لا تقتصر أسباب السعادة على الأسباب المادية فقط، بل يجدر بالمسلم أن يستيقين أنّ السعادة في الحياة الدنيا تقوم على الإيمان بالله تعالى، واتّباع أوامره، واجتناب نواهيه، فذلك لبّ الشعور بالسعادة، وصحيحٌ أنّ الماديّات من أموال ومتاع الدنيا الضروريّة، ويزيد من السعادة والهناء في الحياة، ودليل ذلك ما صحّ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أربعٌ مِن السَّعادةِ: المرأةُ الصَّالحةُ، والمسكَنُ الواسعُ، والجارُ الصَّالحُ، والمركَبُ الهنيءُ)
السعادة الحقيقية والرضا هي نتاج عدد من العوامل ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال الموازنة بين الجوانب المادية والروحية للحياة،فإذا أغفلنا الجانب الروحي للحياة،فسيؤدي ذلك إلى مرض الروح،وهو مرض روحي شائع. العلاج هو الإيمان بالله تعالى وقبول الإيمان الذي رضاه للبشرية. هذا المرض الروحي،إذا ترك دون علاج،سيؤدي إلى عواقب وخيمة.
قال النبي: “‏ مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ إِنْسَانٍ أَوْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا – إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‏”‏‏.‏