مظاهر رمضانية

أول مدفــــــع لرمضــــــــــــــــــــان عمره 577 عاما

مدفع‭ ‬الإفطار‭
مدفع‭ ‬الإفطار‭

محمد‭ ‬العيلة‮

«‬ مدفع‭ ‬الإفطار‭.. ‬اضرب‮»‬‭ ‬جملة‭ ‬اعتدنا‭ ‬سماعها‭ ‬فى‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتليفزيون‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬آذان‭ ‬المغرب‭ ‬وذلك‭ ‬لتنبيه‭ ‬الصائمين‭ ‬ببدء‭ ‬الإفطار‭ ‬وتناول‭ ‬الطعام‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬طلقات‭ ‬يتم‭ ‬اطلاقها‭ ‬من‭ ‬مدافع‭ ‬منتشرة‭ ‬فى‭ ‬محافظات‭ ‬مصر،‭ ‬واستمر‭ ‬المدفع‭ ‬يعمل‭ ‬بالذخيرة‭ ‬الحية‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬‮١٨٥٩‬‭.‬

‭ ‬بدأت‭ ‬فكرة‭ ‬مدفع‭ ‬رمضان‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬القاهرة‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ولهذه‭ ‬البداية‭ ‬عدة‭ ‬روايات‭ ‬تاريخية،‭ ‬فالأولى‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬‮«١٤٤٤‬م‭ - ‬‮٨٦٥‬هـ‮»‬‭ ‬عندما‭ ‬أراد‭ ‬والى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬العصر‭ ‬الاخشيدى‭ ‬خوشقدم،‭ ‬أن‭ ‬يجرب‭ ‬مدفعا‭ ‬جديدا‭ ‬عند‭ ‬غروب‭ ‬الشمس‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬فظن‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬السلطان‭ ‬تعمد‭ ‬إطلاق‭ ‬المدفع‭ ‬لتنبيه‭ ‬الصائمين‭ ‬إلى‭ ‬موعد‭ ‬الإفطار،‭ ‬وعقب‭ ‬الطلق‭ ‬توافد‭ ‬على‭ ‬قصر‭ ‬‮«‬خوشقدم‮»‬‭ ‬الشيوخ‭ ‬وأهالى‭ ‬القاهرة‭ ‬يشكرونه‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬المدفع‭ ‬فى‭ ‬موعد‭ ‬الإفطار،‭ ‬وبعدها‭ ‬فقرر‭ ‬استمرار‭ ‬اطلاق‭ ‬المدفع‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مدفع‭ ‬السحور‭ ‬والإمساك‭.‬

وذكرت‭ ‬رواية‭ ‬ثانية،‭ ‬أن‭ ‬انطلاق‭ ‬مدفع‭ ‬الإفطار‭ ‬جاء‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬الكبير‭ ‬عام‭ ‬‮١٨٠٥‬م،‭ ‬وجاء‭ ‬بمحض‭ ‬الصدفة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬مهتما‭ ‬بتحديث‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬وبنائة‭ ‬بشكل‭ ‬قوى،‭ ‬يتيح‭ ‬له‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬البلاد،‭ ‬وأثناء‭ ‬تجربة‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬لأحد‭ ‬المدافع‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬ألمانيا،‭ ‬أنطلقت‭ ‬قذيفة‭ ‬وقت‭ ‬آذان‭ ‬المغرب‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬إسعاد‭ ‬الناس،‭ ‬الذين‭  ‬أعتبروا‭ ‬ذلك‭ ‬أحد‭ ‬المظاهر‭ ‬المهمة‭ ‬للاحتفاء‭ ‬والاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬الشهر‭ ‬المبارك‭ ‬وروايات‭ ‬أخرى‭ ‬تناولت‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭.‬

‭ ‬وفى‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬وتحديدا‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الخديوى‭ ‬عباس‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬ينطلق‭ ‬مدفعان‭ ‬للإفطار‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭: ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القلعة،‭ ‬والثانى‭ ‬من‭ ‬سراى‭ ‬‮«‬عباس‭ ‬باشا‭ ‬الأول‮»‬‭ ‬بالعباسية،‭ ‬وفى‭ ‬عهد‭ ‬الخديوى‭ ‬‮«‬إسماعيل‮»‬‭ ‬تم‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬المدفع‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬مرتفع‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬صوته‭ ‬لأكبر‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬القاهرة،‭ ‬واستقر‭ ‬فى‭ ‬جبل‭ ‬المقطم‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يحتفل‭ ‬قبل‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬بخروجه‭ ‬من‭ ‬القلعة‭ ‬محمولا‭ ‬على‭ ‬عربة‭ ‬ذات‭ ‬عجلات‭ ‬ضخمة،‭ ‬ويعود‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬والعيد‭ ‬إلى

مخازن‭ ‬القلعة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

‭ ‬وتطورت‭ ‬وظيفة‭ ‬المدفع‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬فكان‭ ‬أداة‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬هلال‭ ‬رمضان،‭ ‬فبعد‭ ‬ثبوت‭ ‬الرؤية‭ ‬تنطلق‭ ‬المدافع‭ ‬من‭ ‬القلعة‭ ‬ابتهاجا‭ ‬بشهر‭ ‬الصوم‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬إطلاقه‭ ‬21طلقة‭ ‬طوال‭  ‬أيام‭ ‬العيد‭  ‬الثلاثة