محمد العيلة
« مدفع الإفطار.. اضرب» جملة اعتدنا سماعها فى الإذاعة والتليفزيون منذ عشرات السنين مع اقتراب موعد آذان المغرب وذلك لتنبيه الصائمين ببدء الإفطار وتناول الطعام عن طريق طلقات يتم اطلاقها من مدافع منتشرة فى محافظات مصر، واستمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام ١٨٥٩.
بدأت فكرة مدفع رمضان فى مدينة القاهرة ثم انتقلت إلى الدول العربية والإسلامية ولهذه البداية عدة روايات تاريخية، فالأولى تعود إلى عام «١٤٤٤م - ٨٦٥هـ» عندما أراد والى مصر فى العصر الاخشيدى خوشقدم، أن يجرب مدفعا جديدا عند غروب الشمس فى شهر رمضان، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى موعد الإفطار، وعقب الطلق توافد على قصر «خوشقدم» الشيوخ وأهالى القاهرة يشكرونه على إطلاق المدفع فى موعد الإفطار، وبعدها فقرر استمرار اطلاق المدفع بالإضافة إلى مدفع السحور والإمساك.
وذكرت رواية ثانية، أن انطلاق مدفع الإفطار جاء فى عهد محمد على الكبير عام ١٨٠٥م، وجاء بمحض الصدفة، حيث كان محمد على مهتما بتحديث الجيش المصرى وبنائة بشكل قوى، يتيح له الدفاع عن مصالح البلاد، وأثناء تجربة قائد الجيش لأحد المدافع المستوردة من ألمانيا، أنطلقت قذيفة وقت آذان المغرب فى شهر رمضان، وكان ذلك سببا فى إسعاد الناس، الذين أعتبروا ذلك أحد المظاهر المهمة للاحتفاء والاحتفال بهذا الشهر المبارك وروايات أخرى تناولت هذا الأمر.
وفى منتصف القرن التاسع عشر وتحديدا فى عهد الخديوى عباس الأول كان ينطلق مدفعان للإفطار فى القاهرة: الأول من القلعة، والثانى من سراى «عباس باشا الأول» بالعباسية، وفى عهد الخديوى «إسماعيل» تم التفكير فى وضع المدفع فى مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة، واستقر فى جبل المقطم حيث كان يحتفل قبل بداية شهر رمضان بخروجه من القلعة محمولا على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود بعد نهاية شهر رمضان والعيد إلى
مخازن القلعة مرة أخرى.
وتطورت وظيفة المدفع بعد ذلك فكان أداة للإعلان عن رؤية هلال رمضان، فبعد ثبوت الرؤية تنطلق المدافع من القلعة ابتهاجا بشهر الصوم علاوة على إطلاقه 21طلقة طوال أيام العيد الثلاثة