تهذيب النفس

تهذيب النفس للصائمين
تهذيب النفس للصائمين

كتبت: شيماء دنيا

يَستقبِل المسلمون الصادقون فى إيمانهم شهر رمضان بالغِبطة والابتهاج لأنهم يرون فيه موسمًا للخَيرات ونزول الرحمات واستجابة الدعوات، فيُقبلون على صيامه صابرين مُخلِصين عسى أن يغفرَ لهم ما فرط منهم مِن هنات وسيئات؛ إذ يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم: "مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم مِن ذنبه".
يقول الشيخ أحمد ترك مدير بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف ليس الصيام هو ترك الأكل والشراب فحسب، وليس شهر راحة وكسل وخمول، لم يشرع الصوم لذلك بل شرع للعبادة وترك اللغو والغضب، حتى إن استفزه شخص فلا يخرج عن طوقه، بل يتذكر أنه صائم فيقول: اللهم إننى صائم، كما أن الله لم يشرعه ليكون شهر إجازة يترك فيه الصائم عمله؛ بل  إنما شرعه لينشط الإنسان فى عمله  ويؤديه بأمانة وإخلاص، حتى يكون له الأجر من الله ثم من عمله، وإلا لو ترك الناس أعمالهم بحجة صيامهم لتعطل الإنتاج ولتوقف الناس لا يجدون طعاما ولا كساء، فخير العبادة ما كان شاقا على النفس فلا يطاوعها إلى الراحة والخمول حتى يقتحم باب الجنة بسلام وأمان؛ يقول الرسول الكريم: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات".
والصيام أعظم مرب للإرادرة، وكابح لجماح الأهواء، فأجدر بالصائم أن يكون حرا يعمل ما يعتقد أنه خيرا لا عبدا للشهوات، إنما روح الصوم وسره فى هذا القصد والملاحظة التي حدث هذه المراقبة، وهذا هو معنى كون العمل لوجه الله تعالي.
والصيام يجيء مرة كل عام مدة شهر اسمه: شهر رمضان، وشهر رمضان هو الشهر الذى أنزل فيه القرآن، قال تعالي: "شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" (البقرة: 185).
هو شهر لتهذيب النفس والارتقاء بها.