فتحية أحمد أقدم مطربة صاحبة الضحكة الصافية العالية، ورثت الغناء عن شقيقتها المطربة رتيبة أحمد التي كانت تنافس منيرة المهدية ونعيمة المصرية وتوحيدة، أتقنت التمثيل على المسرح وفي السينما والغناء في الحفلات والإذاعات العربية.
قالت مطربة القطرين "فتحية أحمد" في حوار لها مع مجلة "أخر ساعة" يوم 5 سبتمبر عام 1956، أنها بدأت حياتها الفنية بتقديم اسكتشات على مسرح "نجيب الريحاني" وكان أول دور قامت به في مسرحية "حمار وحلاوة" ثم أخذت بطولة مسرحية "أنت وبختك" وقالت: خرجت بعد ذلك من مسرح نجيب الريحاني لأعمل عند "على الكسار" طبقًا لرغبة أمي.
وتستكمل قائلة: كان يعز على أن أترك الريحاني الذي كنت في مكانة ابنته لأنضم لفرقة الكسار، وفي كل ليلة كنت أترك مسرح الكسار الذي كان بالقرب من مسرح الريحاني لأقبل الريحاني قبل أن أبدأ في التمثيل.
وفي إحدى الليالي ضبطني الكسار وأنا متخفية لأذهب لمسرح الريحاني، وكان الكسار لطيفًا جدا معي فحاول إغرائي بأن أهدى لي ساعة ذهبية أنيقة وكان يعطيني في كل يوم مبلغ عشرين قرشًا كمصروف، ورغم هذا لم انقطع عن زيارة الريحاني في كل يوم، أعمل أيه بحب سي نجيب.
وفتحية أحمد لحن لها كبار الملحنين منهم رياض السنباطي ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد الموجي، وقد رفضت أن تغني لحنا لكمال الطويل، ومن ضمن أغانيها المشهورة هذه القصيدة:
كم بعثنا مع النسيم سلامًا.. للحبيب الجميل حيث أقاما
وفتحية تقول أنها صديقة حميمة لأم كلثوم وقد طلبت ذات مرة منها أم كلثوم أن تسافر معها في إحدى رحلاتها إلى أوروبا ولكنها اعتذرت لأنها تخاف من ركوب الطائرات وقالت لها: لا يا حبيبتي العمر مش بعزقة.
وبعد عودة أم كلثوم من أمريكا أقيمت لها حفلة كبرى واشتركت فيها فتحية وغنت لها هذه الأغنية: يا حلوة الدنيا يا حلاوة
وتقول فتحية إنها اندمجت في هذه الأغنية وتفوقت على نفسها لدرجة أدهشت أم كلثوم نفسها، وفي نفس الاحتفال ألقى "بيرم التونسي" قصيدة لأم كلثوم قال فيها: أهدي الطرب للطرب.. والرك على النية.
وعندما تم سؤال فتحية من الذي أطلق عليها مطربة القطرين قالت:
كنا في رحلة بلبنان أنا والشاعر اللبناني خليل مطران والشاعر أحمد شوقي والموسيقار محمد عبد الوهاب ومجموعة من الفنانين وكنت أقيم الحفلات في لبنان وسوريا وفي هذه الليلة قال خليل مطران:
توحة دي مش مطربة مصر فقط بل أيضا مطربة القطرين ومنذ هذا اليوم أطلق علي مطربة القطرين.
ولدت المطربة والممثلة فتحية أحمد بحي الخرنفش بالقاهرة عام 1898 وهو نفس العام الذي ولدت فيه صديقتها العزيزة كوكب الشرق أم كلثوم، والدها الشيخ "أحمد الحمزاوي" الذي كان منشدًا ومطربًا ومبتهلاً، أخواتها فتحية ورتيبة ومفيدة احترفن الغناء، درست فتحية أحمد الغناء على أئمة الملحنين، وخاصة أستاذ أم كلثوم الأول الشيخ أبو العلا محمد.
ومن المفارقات العجيبة أن فتحية كانت ضعيفة في القراءة والكتابة، ولكن ذلك لم يحل دون إتقانها لتمثيلها أو غنائها بالمسرح أو السينما بعد ذلك أو غنائها بمصاحبة التخت في الحفلات أو الإذاعات العربية.
ولقد عرفت بقلبها الطيب وضحكتها الصافية العالية، ودامت صداقتها بأم كلثوم لأكثر من ستين سنة، توفت في 5 ديسمبر عام 1975.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
