صوت من السـماء| الشيخ محمد صديق المنشاوى.. الصوت الباكي

محمد صديق المنشاوى
محمد صديق المنشاوى

حين يجتمع الخشوع مع الشجن، ويتوحد الحزن مع حلاوة الصوت وتميزه، وعندما يخفق القلب وتدمع العين حبا وشوقا فى تلاوة القرآن، نجد كل ذلك عند هذا الرجل الذى إشتهر فى عالم التلاوة «بالصوت الباكى» إنه الشيخ والعالم الجليل محمد صديق المنشاوى، أحد أعلام تلاوة القرآن البارزين على مستوى العالم الإسلامى، وأحد رواد التلاوة المتميزين بتلاوته المرتلة والمجودة، وكان قد سجل المصحف المرتل كاملا برواية حفص عن عاصم.

ولد الشيخ المنشاوى بمدينة المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج، وأتم حفظ القرآن وهو فى الثامنة من عمره، وقد نشأ فى أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن فأبوه صديق المنشاوى، وجده تايب المنشاوى وجد والده أيضا،وفى أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته ومنهم شقيقة محمود صديق المنشاوى، وكذا أطلق على عائلته «المدرسة المنشاوية فى التلاوات القرآنية».

للشيخ محمد صديق المنشاوى بصمة خاصة فى التلاوة يتميز بصوت خاشع، سجل القرآن كاملا فى ختمة مرتلة، وله كذلك قراءة مشتركة مع القارئين كامل يوسف البهتيمى وفؤاد العروسى وله العديد من التسجيلات فى المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا.

حصل على العديد من الأوسمة من سوريا ولبنانً وإندونيسيا وباكستان وفى عام 1966 أصيب بمرض دوالى المريء، ورغم شدة المرض ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن الدنيا فى يونيو 1969 ولم يتجاوز سنه 49 عاما.

استطاع الشيخ محمد صديق المنشاوى أن يتخطى حدود الخشوع والابداع فى تلاوته القرآنية رغم أن عمره فى عالم قراءة القرآن الكريم قصير بالمقارنة بأعلام القراء فى هذا الزمان، فقد كان يبكى كثيرا، وابكى معه القلوب التى كانت تستمع إليه، وقد تأثر الشيخ المنشاوى بالشيخ محمد رفعت وكان محبا له، ومن المعجبين بتلاوته.